«الجوع كافر» كلمتان رددهما رب اسرة على مسامعنا اكثر من مرة
وهو يعرض مأساته علينا في شيحان بعد ان ضاقت به السبل واغلقت
بوجهه جميع الابواب لاحقاً عصابات بيع الكلى ليعرض عليهم بيع
اعضاء ابنائه بعد ان فشل بقتلهم اكثر من مرة كما يقول.
«رب الاسرة» والذي رزقه الله بأحد عشر طفلاً اكبرهم لم يبلغ الثامنة
عشرة من عمره واصغرهم ثلاث سنوات لم يسجله بعد في دفتر العائلة قال لشيحان:
انه قرر ان يقتلهم جميعاً اكثر من مرة بسبب الجوع..
ففي احدى المرات وتحديداً في يوم عيد الاضحى المبارك
وضع سكيناً على رقبة احدهم محاولاً قتله من شدة الحاجة لشراء
ملابس العيد رغم انه لا يملك فلساً واحداً لشرائها الا ان ابنه اطلق
صرخة قوية جعلته يرفع السكين عن رقبة ابنه ويوجهها الى قدمه «الاب»
لتفريغ غضبه على حد قوله. واضاف انه في احد الايام قام برش مادة الكاز
على جميع افراد اسرته بمن فيهم هو بعد ان حبسهم جميعاً في غرفة واحدة وبدأ
بحرق نفسه لتقوم احدى بناته بالهجوم عليه واطفاء النار التي بدأت تلتهم قدميه
ليفقد الوعي بعدها وينقل الى المستشفى للعلاج.
رب الاسرة الذي كان يعمل في مصنع بمدينة الحسين الصناعية
براتب شهري لا يتعدى 150 ديناراً وفقده منذ سنوات بعد ان اغلق المصنع
وبعد انقطاع مصدر رزقه الوحيد تحول الى مريض نفسي وظهرت عليه
حالات عصبية شديدة توصله الى حد الاغماء واصبح معروفاً لدى «الدفاع المدني»
ومستشفى الرمثا الحكومي الذي ما ان حضر حتى يقدموا له العلاج المناسب
وهو علاج لتخفيف حدة العصبية لديه ثم يغادر المستشفى.
واكد رب الاسرة ان الامر وصل به الى حد انه اصبح يبحث
عن عصابات بيع الاعضاء ليعرض عليهم احد ابنائه ليكون كبش فداء
لاخوته يحضر المال لهم ويستطيع ان يعيلهم كما انه بحث عن اشخاص
او جهات اخرى تشتري الاطفال.
وبيّن انه يسكن واطفاله الـ 11 في بيت يتكون من ثلاث غرف مقابل
الاجرة وان بيته عبارة عن «خرابة» ولا يوجد به المقومات الاساسية
لأي بيت يأوي اسرة بسيطة ناهيك عن فواتير الماء والكهرباء.
رب الاسرة اكيد ان ابناءه لم يذهبوا للمدرسة في العام الماضي
وانه اجبرهم على الجلوس في البيت بسبب الظروف المادية التي
اصبح يعيشها الى ان بعث الله له برجل ميسور الحال والذي قدم له
100 دينار شهرياً كمصروف لابنائه مقابل ان يعيدهم الى مدرستهم..
الا ان هذا الرجل غادر الاردن منذ خمسة شهور لتعود المأساة من جديد
ليصبح مستقبل ابنائه المدرسي مهددا من جديد.
رب الاسرة الذي اصبح يغيب عن البيت باستمرار بسبب بحثه الدؤوب
عن مصدر رزق اولاده ما زال يبحث عن وظيفة تعيل اسرته الكبيرة
مناشداً كافة المسؤولين واهل المساعدة ايجاد وظيفة مهما كان نوعها
تثنيه عن قتل اطفاله او بيعهم في اي لحظة غضب..
مشيرا الى انه بعث بعدة رسائل وبرقيات لاكثر من جهة
رسمية يطلب فيها العون والمساعدة الا انه لم يحصل على
شيء وتراكمت عليه الديون ليصبح ملاحقاً لاكثر من شخص يطالبونه
بالسداد حتى وصل الامر به الى التوقيع على شيكات بدون رصيد ستقوده
في نهاية المطاف الى السجن وتتشرد اسرته من جديد بالرغم من ان سجن
والدهم لن يغير من حالهم شيئاً لانهم اصبحوا معتادين على هذه الحال وغياب الوالد اصلاً،
فهل من مصغ لهذه المناشدة؟
منقول