التصنيفات
منوعات

زينات عبد اليفا مسلمة القوقاز التي هزت روسيا




خليجية
زينات عبد اليفا

يبدو أن القبضة الحديدية التي طالما اتبعتها روسيا في جمهوريات القوقاز المسلمة الثلاث وهي الشيشان وداغستان وأنجوشيا لم تعد تجدي نفعا وهذا ما ظهر بوضوح في تفجيرات مترو أنفاق موسكو في 29 مارس / آذار .

صحيح أن استهداف المدنين هو أمر ترفضه كافة الأديان السماوية وخاصة الإسلام ، إلا أن المارسات التعسفية والتجاوزات التي ترتكبها موسكو في الجمهوريات الثلاث هيأت بيئة خصبة لترعرع الحركات المسلحة المناهضة للحكم الروسي بل وزادت أيضا من تحركات الانفصال عن الكرملين .

ولعل قيام انتحاريات بتنفيذ هجمات موسكو أكد بما لايدع مجالا للشك أن السياسة الروسية التي تعتمد فقط الأسلوب الأمني والاستخباراتي لمواجهة المسلحين في جمهوريات شمال القوقاز المسلمة الثلاث فشلت في تحقيق أهدافها بل وخلقت أيضا جيلا من الانتحاريات الاتي يسعين للانتقم لمقتل ذويهم بوحشية على يد الجنود الروس .

وكان انفجاران هزا محطتي مترو أنفاق بالعاصمة الروسية موسكو في 29 مارس الماضي ، ما أسفر عن مصرع حوالي 40 شخصا وإصابة أكثر من 90 آخرين .

وأعلنت السلطات الروسية أن امرأتين من القوقاز تقفان خلف التفجيرين الذين استهدفا محطتي مترو أنفاق "بارك كولتوري" و"لوبيانكا" الواقعة بالقرب من الكرملين ومقر الاستخبارات الروسية في قلب موسكو والتي تعد واحدة من أكثر شبكات النقل بالأنفاق ازدحاماً في العالم ، حيث يستخدمها 7 ملاين شخص للتنقل يومياً.

ولم يقف الأمر عند الاختراق الأمني الخطير السابق ، بل إن السلطات الروسية أعلنت أن التحقيقات المبدئية تشير إلى استخدام أكثر من 300 كيلوجرام من المتفجرات في تفجيري شبكة قطارات الأنفاق بموسكو .

وبعد يومين من التفجيرين السابقين وتحديدا في 31 مارس ، تلقت روسيا ضربة جديدة عندما كشفت مصادر أمنية عن مقتل 11 شخصا بينهم ضابط كبير في الشرطة وإصابة ستة آخرين بجروح جراء انفجارين انتحارين هزا مدينة كزليار بجمهورية داغستان .

والمثير للانتبه أن الهجمات السابقة تعد الأسوأ من نوعها التي تشهدها روسيا منذ فبراير/شباط 2022 عندما أسفر تفجير انتحاري في قطار أنفاق محطة بافليتسكايا في موسكو عن مصرع 39 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح وبعد ستة أشهر من الحادث السابق ، قامت انتحارية بتفجير نفسها أمام محطة أخرى وقتلت 10 أشخاص .

مسلسل الاغتيالات


خليجية
هجمات داغستان

وأمام ما سبق ، فإن التفجيرات الدامية وإن كانت تراجعت في السنوات الست الماضية ، إلا أنها عادت أكثر شراسة وفي وقت كان يعتقد فيه الكرملين أن الأمور استقرت له في شمال القوقاز ، وهو الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول حقيقة ما يحدث في الشيشان وأنجوشيا وداغستان .فمعروف أن الكرملين كان أنهى في نيسان/إبريل 2022 حملته المضادة لما أسماه "الإرهاب" التي أطلقها عام 1999 في الشيشان ، ما أدى إلى انسحاب أغلب القوات العسكرية الروسية المنتشرة هناك ، ورغم أن الخطوة السابقة كانت تعني استقرار الأوضاع في تلك الجمهورية المسلمة خاصة بعد اغتيال أبرز قيادات المقاومة الشيشانية ، إلا أنه سرعان ما أعلن عن عدة اغتيالات استهدفت ناشطين في حقوق الإنسان .

في 18 أغسطس 2022 ، أعلنت السلطات الروسية عن العثور على جثة زاريما سادولايفا رئيسة منظمة "لنقذ الجيل" الروسية المدافعة عن حقوق الإنسان في الشيشان ، حيث وجدت مقتولة إلى جانب زوجها في منطقة تشيرنوريتشيه في جروزني بعد اختطافهما في العاصمة الشيشانية من طرف أشخاص لم تعرف هويتهم.

وجاء الحادث السابق بعد أقل من شهر على اختطاف واغتيال الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ناتاليا استميروفا التي كانت تعمل لمنظمة "ميموريال" التي تعمل في الشيشان أيضا .

وكانت ايستيميروفا واصلت التنديد بعمليات التصفية في الشيشان بعد أن أنهى الكرملين في حملته المضادة ل "الإرهاب" ، وأثارت عملية الاغتيال حينها موجة من الاستياء في الغرب ، حيث أعادت للأذهان غتيل الصحفية انا بوليتكوفسكايا التي كانت تنتقد أيضا انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان في تشرين الأول / أكتوبر 2022 .

والافت للنظر أن منظمات حقوق الإنسان اتهمت الرئيس الشيشاني الموالي لموسكو رمضان قاديروف بالوقوف وراء الاغتيالات السابقة للتغطية على الانتهاكات الروسية ، ولذا لم يكن مستغربا أن تتجد التفجيرات والهجمات ليس في الشيشان فقط وإنما في أنجوشيا وداغستان أيضا.

في 16 سبتمبر 2022 ، أعلنت السلطات الشيشانية أن امرأة فجرت نفسها قرب سيارة للشرطة في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة جروزني ، ما أدى إلى جرح شرطين اثنين على الأقل ، وقبل ذلك وتحديدا في 9 يونيو ، لقي وزير الداخلية الداغستاني الموالي لموسكو عادل محمد تاغيروف مصرعه إثر تعرضه لإطلاق نار في العاصمة "محج قلعة" ، بل وترد أن جمهوريتي أنجوشيا وداغستان شهدتا في عام 2022 نحو 312 هجوما ضد القوات الموالية للكرملين ، ما أسفر عن مصرع 75 فردا من منتسبي أجهزة حفظ النظام والقانون .

انتقام زينات


خليجية
ضحايا تفجيرات مترو موسكو

وجاءت تفجيرات موسكو الأخيرة لتؤكد أن جرائم روسيا ضد مسلمي القوقاز لن تمر دون عقاب ، وهذا ما ظهر واضحا في قصة زينات عبد اليفا .

في 3 إبريل ، أعلن مصدر في الهيئة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب التابعة لمديرية الأمن الفيدرالية الروسية أن إحدى الانتحاريتين التين نفذتا تفجيرات موسكو هي فتاة في الثامنة عشرة من عمرها وتدعى زينات عبد اليفا ومن مواليد داغستان عام 1992، مشيراً إلى أنها قامت بتفجير نفسها في محطة "بارك كولتوري" لقطارات الأنفاق.

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن المصدر قوله إن زينات عبد اليفا هي أرملة شخص قتل في عملية نفذتها القوات الروسية في داغستان في ديسمبر/ كانون الأول 2022 .

وما يثير رعب روسيا هو أن زينات لم تكن معروفة بنشاطها السياسي ولذا فإن الخطر بالنسبة لها بات مجهولا ولا ينحصر فقط في الجماعات المسلحة التي تعمل في العلن .

بل إن الخطر يستفحل يوما بعد يوم بعد أن توحدت الحركات المسلحة في الشيشان وأنجوشيا وداغستان للعمل سويا ضد القوات الروسية وعملائها ، في مطلع إبريل ، أعلنت جماعة "إمارة القوقاز الاسلامية" وهي فصيل مسلح يتزعمه القائد الشيشاني دوكو عمروف مسئوليتها عن الانفجارين الانتحارين الذين استهدفا محطتي قطارات موسكو .

وأضافت الجماعة التي تضم مختلف الفصائل المسلحة في القوقاز في بيان على موقعها الإلكترونى أنها هي من نفذت الهجومين ، وتابعت أن هذه العملية أعدت ونفذت بأوامر من "أمير القوقاز" دوكو عمروف ، إضافة إلى أعمال تخريب أخرى تم تخطيطها منذ بداية هذا العام وتنفيذها ضد مجموعة من المواقع المهمة استراتيجيا في روسيا.

وعمروف كان نصب نفسه مؤخرا زعيما "لإمارة القوقاز" التي تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في منطقة شمال القوقاز التي تسكنها غالبية من المسلمين ، ويبدو أن ظهوره شكل صدمة كبيرة لروسيا التي كانت تعتقد أنها أضعفت المقاومة الشيشانية بعد اغتيال أصلان مسخادوف وشامل باسايف .

والخلاصة أن استمرار الكرملين في النهج العسكري وسن قوانين مكافحة "الإرهاب" الصارمة لن يجدي نفعا في حال لم يضع حلا جذريا للقضية الشيشانية .

أزمة الشيشان


خليجية
روسيا تخلف دمارا واسعا بالشيشان

ومعروف أن الشيشان ، وهي جمهورية صغيرة غنية بالنفط ، تشهد حربا شرسة بين أبنائها المطالبين بالاستقلال وبين القوات الروسية منذ عام 1994 .

وكان يوجد لروسيا في الشيشان حوالي 80 ألف جندي وانسحبت تلك القوات عندما انتهت الحرب الأولى ضد المقاومة الشيشانية عام 1996، إلا أنها عادت إلى الجمهورية المسلمة عام 1999 لتواجه مقاومة شرسة كبدتها خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات ، وفي 2022 ، أعلنت روسيا مجدا انسحابها من الشيشان .

وندت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بالسياسة القمعية الروسية ضد الشعب الشيشاني ، حيث قتلت نحو 260 ألف مدني شيشاني بينهم 400 ألف طفل ، ونزح نحو 350 ألف آخرون ، فيما خطف الآلاف ، هذا فيما أعلنت مصادر روسية مستقلة أن أكثر من أربعة عشر ألف جندي روسي قتلوا في الشيشان منذ بدء الحرب الثانية في عام 1999 .

ويجمع كثيرون أن هجمات المقاومة الشيشانية لن تتراجع حتى لو أقرت روسيا العشرات من قوانين الإرهاب وقتلت المئات من عناصرها وزعمائها والدليل على ذلك هو تصاعد هجمات المقاومة بعد اغتيال مسخادوف وأبرزها الهجوم الذي استهدف مقار قوات الأمن الروسية في جمهورية نالتشيك في القوقاز في منتصف أكتوبر 2022 والذي أدى إلى مقتل 140 جنديا روسيا وجرح 140 آخرين.

ويبدو أنه لم يتبق من خيار أمام الكرملين سوى التفاوض مع زعماء المقاومة الشيشانية لوضع حد لنزيف الدماء في الجانبين .




مشكورة يا عمري



مشكوره وتسلمين وحسبي الله على كل ظالم



خليجية
خليجيةحبيباتى كلكم خليجية
خليجية
خليجيةالموضوع نور بمروركمخليجية
خليجية
خليجيةعاشقه بعلهاخليجية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.