التصنيفات
منتدى اسلامي

لا يزالُ لسانكَ رطباً من ذكرِ الَّلهِ

فضل الذكر

قال تعالى : وَالذَّاكِرِينَ الَّلهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الَّلهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا الأحزاب 33، وقال تعالى : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ البقرة 152، عُلم من هاتين الآيتين أن ذكر الله تعالى من أفضل العبادات التي يُتقرب بها إلى الله تعالى ، ويتميز الذكر عن غيره من العبادات بأنه ليس له حد وليس له كيف مقيد وهو مقدور عليه في كل الحالات وفي كل الأوقات وفي القلب والسان وفرادى وجماعة . فقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الَّلهَ ذِكْرًا كَثِيراً الأحزاب 41 ، يقول: لا يفرض الله على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر، غير الذكر، فإن الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي إليه ، ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوبا على عقله ، فقال : فَاذْكُرُواْ الّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ النساء 103، باليل والنهار، في البر والبحر، في السفر والحضر، في الغنى والفقر ، والصحة والسقم ، والسر والعلانية ، وعلى كل حال ، وقال الله عز وجل : وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا الأحزاب 42، فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته . قال الله تعالى : هوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ الأحزاب 43 . .

وقد وردت أخبار كثيرة تبين فضيلة الذكر في صريح القرآن الكريم ، وفي صحيح السنة النبوية ، وإليك بعض هذه الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة التي جاءت مبينة لفضيلة الذكر والذاكرين :

قال الله تعالى : وَلَذِكْرُ الَّهِ أَكْبَرُ العنكبوت 45 ، وقال تعالى : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ البقرة 152، وقال تعالى : وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ الأعراف 205 ، وقال تعالى: وَاذْكُرُواْ الّلهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ الجمعة 10، وقال تعالى : وَالذَّاكِرِينَ الَّلهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا الأحزاب 35 ، وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الَّله ذِكْرًا كَثِيراً الأحزاب 41 .

روى البخاري و مسلم في عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الّهِ صلى الله عليه وسلم : يَقُولُ الّلهُ عَزّ وَجَلّ: أَنَا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي. وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي. فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي. وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُ. وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيّ شِبْراً، تَقَرّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيّ ذِرَاعاً، اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعاً. وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً .

وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هر يرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سَبَقَ المُفرِّدونَ ، قالُوا: ومَا المُفَرِّدونَ يا رَسُولَ الّه ؟ قالَ: الذَّاكِرُونَ الّله كَثِيراً وَالذَّاكرَاتُ .

وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَثَلُ الَّذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذي لا يَذْكُرُهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ .

وفي رواية : مَثَلُ الْبَيْتِ الّذِي يُذْكَرُ الّهُ فِيهِ ، وَالْبَيْتِ الّذِي لاَ يُذْكَرُ الّهُ فِيهِ ، مَثَلُ الْحَيّ وَالْمَيّتِ .

وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنَّ رَجُلاً سَألَهُ فَقَالَ: أيُّ المُجَاهِدينَ أعْظَمُ أجْرَاً ؟ قَاَلَ: أكْثَرَهُمْ للهِ ذِكْراً قَاَلَ: فأيُّ الصَائِمينَ أعْظَمُ أجْراً ؟ قَاَلَ: أكْثَرَهُمْ للهِ ذِكْراً. الصَلاةُ ، والزَكاةُ ، والحَجُ ، والصَدقةُ . كُلُّ ذَلِكَ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : أكْثَرَهُمْ للهِ ذِكْراً ، فَقَاَلَ أبو بَكْرٍ لِعُمَرٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُما : يا أبَا حَفْصٍ ذَهَبَ الذاكرونَ بِكُلِ خَيْرٍ فَقَاَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَجَل .

وأخرج أحمد والترمذي والبيهقي عن أبي سعيد ال خدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ : أيّ العِبَادِ أفْضَلُ دَرَجَةً عِنْدَ الله يَوْمَ القِيَامَةِ ؟ قالَ: الذّاكِرُونَ الله كَثِيراً والذاكرات قالَ : قلت : يا رَسُولَ الله وَمَنِ الغَازِي في سَبِيلِ الله ؟ قالَ : لَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ في الكُفّارِ والمُشْرِكِينَ حَتّى يَنْكَسِرَ وَيَخْتَضِبَ دَماً لَكَانَ الذّاكِرُونَ الله كَثِيراً أفْضَلَ مِنْهُ دَرَجَةً .

وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا والحاكم وصحه والبيهقي عن أَبِي الدَّرْدَاءِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ، قَالُوا : وَما ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ! قَالَ : ذِكْرُ اللهِ .

وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني بإسناد حسن عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما عَمِلِ ابنُ آدَمَ عَم َلاً أنْجَى لَهُ من عذابِ الله مِنْ ذِكرِ الله ، قالوا:وَلا الجهادُ فِي سَبيل الّه ؟ قال: وَلا الجِهادُ إلاَّ أَنْ تَضْربْ بِسَيْفِكَ حتّى يَنْقَطِعَ ثُمَّ تَضْربْ به حتّى يَنْقَطِعَ ثُمَّ تَضْربْ به حتّى يَنْقَطِعَ .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصحه والبيهقي عن عبدِ الَّهِ بنِ بُسْرٍ أنَّ رجلاً قَالَ : يا رَسُول الَّهِ إنَّ شرائِعَ الإسلامِ قد كثُرتْ عليَّ فأخبرني بشيءٍ أتشبث به ، وفي رواية : ( أستن به ) قَالَ لا يزالُ لسانكَ رطباً من ذكرِ الَّهِ .

وأخرج ا بن أبي الدنيا والبزار وابن حبان والطبراني والبيهقي عن مالك بن يخامر ؛ أنَّ مُعاذَ بنْ جَبَلْ قَاَلَ لَهُمْ : إِنَّ آخِرَ كَلامٍ فَارقْتُ عَلَيهِ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ قُلْتُ : أيُّ الأعْمَالِ أحَبُّ إلى الّهِ ؟ قَالَ : أَنْ تَمُوتَ ولِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ الله .

واخرج الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة والطبراني عن بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ . مَلْعُونٌ مَا فِيهَا ، إلاَّ ذِكْرَ اللهِ وَمَا وَالاَهُ ، أَوْ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً .

وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قَاَلَ : قَاَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً أُعْطِيَ أَرْبَعاً ، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ في كِتَابِ اللهِ : مَنْ أُعْطِيَ الذِكْرَ ذَكَرَهُ اللهُ لأنَّ اللهَ يَقُولْ : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ، وَمَنْ أُعْطِيَ الدُعَاءَ أُعْطِيَ الإجَابَةَ لأنَّ اللهَ يَقُولُ : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشكر أعطي الزيادة لأن الله يقول شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ، وَمَنْ أُعْطِيَ الاسْتِغْفَارَ أُعْطِيَ المَغْفِرَةَ لأنَّ اللهَ يَقُول اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا .




خليجية



نم تعديل لفظ الجلاله الله



خليجية



بارك الله فيك



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.