بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة هناك موضوع مهم جدا ويجب تكريسه ونشره في المجتمعات العربية والإسلامية ألا وهو (الثقافة النفسية )
إذ أن مجتمعاتنا وبسبب ما يمارس عليها من محاولة طمس الهوية وإحلال الثقافات الإنحلالية بدلا من الثقافة العربية الإسلامية
أصبحت تعاني من تفشي الأمراض النفسية الكثيرة مما أدى إلى ظهور حالات الجريمة والإنتحار فكثيرا ما نسمع عن جرائم
عائلية لا نعرف المغزى من وراء هذه الجرائم وأيضا عن إنتحار لا نعرف سببه .
وأسباب ظهور الأمراض النفسية وتفشيها كثيرة وسأحاول ذكر بعض أسبابها
1_ البعد عن الدين وتعاليمه في تربية النشئ . إذ أن هنالك كثير من العائلات لا تراعي التعاليم الدينيه في تربية أطفالها ولعدة أسباب منها الجهل في هذه التعاليم أو تنكر لهذه التعاليم أو مشاكل بين الأب والأم وهما عماد التربيه .
2_وسائل الإعلام العميلة المشوهة , فهذه الوسائل تحاول زرع القيم المهترءة في نفوس النشئ الجديد وتتعمد إظهار الصورة
المشوهة للحضارات الغربية بأجمل صورة لتستهوي هذه الفئة وتنادي إلى التحرر من كل القيم الأخلاقية .
3_المسلسلات والأفلام . إذ أن من يقومون بالأدوار هم فئة ملوثة بأفكار غربية ومنحلة من كل القيم والأعراف والأخلاق العربية الإسلاميه وتصور للنشئ الجديد بأن الشخصيات الذين يقومون بأداء أدوارهم هم شخصيات مثاليه في أخلاقها وتحررها
في حين أنها شخصيات في قمة الإنحلال والتحرر من القيود الدينيه الأخلاقية .
4_ الجهل والتخلف ,إذ أن هناك أباء وأمهات لا يستحقون أن يكونوا أباءا وأمهات لقطط عوضا عن البشر فالأب همه أن يكون الذكر المسيطر في قطيعه والأم همها برستيجها أمام أمثالها فلا تبحث إلا عن السرعات والموديلات وليس لديها الوقت
ولا الهم للتربية بأدنى أنواعها فتجد الإبن يعيش في فراغ وعذاب مما يسبب له الأمراض النفسية والإكتآب.
5_الطلاق والمشاكل الأسريه . تجد أن الأب منعدم الحنان والإحساس والشعور وكذلك الأم ولا يتواجد في حياتهم الإستقرار
والجو المريح المهيئ للتربية السليمة .
فيجب أن تتكاتف المؤسسات الإعلامية والتوعوية والتعليمية والجمعيات الدينية والإجتماعية في نشر الثقافة النفسية في المجتمعات العربيه والإسلامية وتوزيع النشرات التثقيفية وعمل الإختبارات النفسية وإنشاء العيادات النفسية في التجمعات السكانيه وإلحاق عيادات نفسية لكل المستشفيات والمستوصفات الحكومية ورفدها بالمتخصصين النفسيين
والأهم من كل ما ذكرت هو محاربة سياسة العيب المتبعة عند معظم الأسر من مراجعة المختص النفسي خوفا من الفضيحة
فالمرض النفسي حقيقة موجود مثله كمثل العضوي وليس عيب ولا حرام طلب الإستشفاء منه فإدراكه في بداياته خير من إستفحاله وتأزمه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل المرسلين .
بقلم
كريم عودة العوضات