لا يُنصح بإنقاص وزن الطفل الذى يعانى من السمنة إلا بعد عمر سبع سنوات. أما الأطفال أقل من سبع سنوات ولا يعانون من مشاكل صحية أخرى، يكون الهدف عادةً هو الحفاظ على وزنهم أكثر من إنقاصه حيث أن الأطفال فى هذه السن يكونون فى مرحلة هامة من مراحل نموهم. حتى إنقاص الوزن للأطفال الأكبر يجب أن يكون بطيئاً وثابتاً، بدءاً من نصف كيلوجرام فى الأسبوع إلى نصف كيلوجرام فى الشهر، تبعاً لحالة الطفل.
الآباء والأمهات لهم دور هام سواء فى حماية أطفالهم من السمنة أو مقاومة مشكلة السمنة من بدايتها. الطفل خلال سنوات عمره الأولى يكون لديه استعداد للاستماع لأبويه وتقليد سلوكهما – لذا فهو وقت مثالى لمنع حدوث مشكلة السمنة أو علاجها.
ماذا يفعل الأبوان؟ • بالنسبة للأمهات الجدد، أرضعى طفلك أطول فترة ممكنة. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يفقدون بشكل أسرع الدهون المرتبطة بمرحلة الطفولة المبكرة كما أنهم يكونون أقل عرضة للإصابة بالسمنة فيما بعد فى مرحلة الطفولة الأكبر.
• تناولى الغذاء الصحى وانصحى به. الأبوان هما اللذان يقومان بشراء الطعام، يجهزانه، ويقرران أين تتناول الأسرة الطعام. حتى التغييرات البسيطة يمكن أن تُحدث تغيرات كبيرة فى صحة طفلك. لكن لا تُجَوِّعى طفلك خوفاً من مشكلة السمنة أو حتى لمحاولة علاجها إن كانت موجودة. تذكرى أن طفلك يمر بمرحلة نمو وأن محاولتك التخلص من مشكلة لا يعنى أن تضعى طفلك فى مشكلة أخرى. ما يحتاجه طفلك هو غذاء صحى ومتوازن )بالطبع هناك أطعمة و مشروبات لا يجب إعطاؤها للطفل قبل عمر سنة – اسألى طبيبك عنها(. الغذاء الصحى يجب أن يتضمن المبادئ الآتية:
1- الكفاية: الأطعمة التى يتناولها الطفل يجب أن تحتوى على كميات كافية من كل من العناصر الغذائية التالية: الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، الفيتامينات، والمعادن.
2- التوازن: لا يجب التركيز على عنصر غذائى معين أو نوع طعام معين على حساب الآخر. لا تلغى تماماً أى عنصر من العناصر الغذائية – حتى الدهون. بدلاً من ذلك، أدخلى الدهون الصحية الهامة لنمو الأعضاء الحيوية وتحسين الذكاء. هذه الدهون موجودة فى الزيوت النباتية )الزيتون، الفول السودانى، والصويا(، الأسماك، أو الأفوكادو. أدخلى الألبان قليلة الدسم للحصول على الكالسيوم والبروتين اللازمين للنمو. احرصى على إدخال اللحوم قليلة الدهون، البقول، والأسماك حيث ستمنحه هذه الأطعمة العناصر الغذائية الضرورية دون حصوله على الكثير من الدهون، ولا تنسى الكربوهيدرات الصحية!
3- التحكم فى السعرات الحرارية: الأطعمة المختارة يجب أن تمنح جسم الطفل الطاقة التى يحتاجها من أجل نمو جسمه والحفاظ عليه. الكربوهيدرات الصحية يجب أن تكون هى المصدر الرئيسى للطاقة فى جسم الطفل. الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات الصحية تحتوى أيضاً على الألياف و/أو البروتينات. إذا كان طفلك معرض للسمنة أو يحب الأكل )يأكل أكثر من اللازم(، املئى معدته بالأطعمة الغنية بالألياف، فهى تعطى شعوراً بالامتلاء وهى أقل تسبباً فى السمنة. ركزى أكثر على الخبز المصنوع من حبة القمح الكاملة، على الحبوب، وعلى الفواكه والخضروات، خاصةً الطازجة دون طهى.
4- الاعتدال: حدى من تناول الطفل لمكونات غذائية معينة مثل الدهون، الكوليسترول، والسكر. الاعتدال يعنى أن وضع حدود شئ هام حتى للأطعمة الصحية. الإفراط فى تناول الأطعمة حتى الصحية يمكن أن يؤدى أيضاً إلى زيادة الوزن.
5- التنويع: لا تقدمى لطفلك نفس الطعام كل يوم. فالتنويع يعطى فرصة أكبر لمنح الطفل العناصر الغذائية اللازمة. نوعى طبق طفلك بالألوان المختلفة من الخضروات، الفواكه، العدس، … باختصار، اجعلى طبق طفلك صحى ومتنوع.
• راقبى الكميات: بعد قيامك بالاختيار المناسب للطعام، قدمى لطفلك كميات معقولة منه. لا تصرى على أن يأكل طفلك كل “فتفوتة” فى الطبق. دورك هو أن تقدمى لطفلك طعاماً صحياً وشهياً، ودوره هو أن يأكل بالقدر الذى يحتاجه جسمه. مفهوم أن يأكل الطفل دائماً كل ما فى الطبق قد يقلل من ثقة الطفل فى قدرته على تقييم شعوره بالشبع. اتبعى النصائح الآتية أيضاً: 1- كونى يقظة عند ذهابكم لتناول الطعام فى المطعم: حاولى مواجهة تحدى الأطعمة الجاهزة السريعة، فاسمحى لطفلك ببرجر ولا تسمحى بالبطاطس المحمرة. علمى طفلك أن يشرك أحد معه فى طعامه إذا كانت الكمية أكبر من اللازم. صممى على وجود طبق خضروات كطبق جانبى وحاولى الاختيار من خارج قائمة الطعام الخاصة بالأطفال لأنها عادةً تحتوى على أطعمة غنية بالسعرات الحرارية/غنية بالدهون. 2-اختارى المشروبات الصحية: اجعلى طفلك يشرب المشروبات الصحية مثل اللبن قليل الدسم أو مشروب الزبادى قليل الدسم بدلاً من المشروبات الغازية. قللى من تناول طفلك للعصائر، فالمياه هى أفضل مشروب للعطش. كونى نفسك قدوة لطفلك باختيارك المشروبات الصحية أو إصرارك على شرب الماء عند العطش.
• تحكمى فى مشاهدة التليفزيون: الإفراط فى مشاهدة التليفزيون يشجع على الركود, والأكل أثناء المشاهدة يشجع الطفل على الأكل أكثر من اللازم. 1- ضعى حدوداً لمشاهدة التليفزيون. 2- لا تضعى تليفزيون فى غرفة طفلك أو فى الغرفة التى تتناولون فيها الطعام. 3- اجعلوا من أوقات الطعام وقت للأسرة وليس وقت لمشاهدة التليفزيون. 4- امنحى طفلك اختيارات أخرى أو أنشطة أخرى مثل اللعب خارج البيت – فى النادى على سبيل المثال – أو تعلم هواية. 5- لا تستخدمى التليفزيون كوسيلة لمكافأة الطفل أو معاقبته. 6- لا تنساقى وراء الإعلانات. علمى طفلك كيف يقيم الإعلانات بدلاً من منعه من مشاهدتها. 7- كونى قدوة جيدة لطفلك!
• شجعى طفلك على الحركة: زيدى مستويات نشاط طفلك وسترين كيف سيمتلئ بالطاقة. ابدئى بالآتى: 1- ركزى على الحركة وليس بالضرورة ممارسة الرياضة. 2- ابحثى عن أنشطة يستمتع بها طفلك. 3- كونى أنت نفسك نشيطة. 4- ابحثى عن أنشطة يقوم بها طفلك بعد المدرسة مثل لعب السلة، التنس، أو السباحة.
• استشيرى الطبيب: أكثر الطرق شيوعاً لتحديد وتشخيص السمنة فى الأطفال هى عن طريق الـbmi. هذه الوسيلة تبين ما إذا كان الطفل بديناً بالنسبة لسنه وطوله أم لا. وباستخدام لوحة النمو، يمكن للطبيب أن يقوم بمقارنة الطفل بغيره من الأطفال من نفس الجنس والسن. لا تضع هذه الطريقة فى الاعتبار وزن العضلات أو هيكل الجسم الأكبر من المتوسط. لكن يضع الطبيب فى الحسبان عوامل أخرى مثل التاريخ العائلى، عادات الطفل فى الأكل، ومستوى نشاطه، وكذلك أى حالة طبية أخرى. بهذا يستطيع الطبيب أن يحدد ما إذا كان وزن الطفل مناسباً أم لا.
دور المدارس المدرسون والمدارس لهم أيضاً تأثير كبير على صحة الطفل. • يجب أن تقوم المدارس بإعطاء تدريبات ومعلومات خاصة بالتغذية السليمة للمدرسين والعاملين فى الأمور الخاصة بالتغذية فى المدرسة. • المبادئ الأساسية للتغذية السليمة يجب أن تدرس للأطفال فى كل المستويات. • يجب أن تكون هناك أنشطة بدنية مفيدة فى كل المدارس. • إعطاء دروس تغذية للأطفال وتطبيق ذلك من خلال ما يقدم للطفل من طعام فى المدرسة أو حتى ما يباع أمر هام. كل هذا يمكن أن يساعد الطفل فى تغيير طريقة أكله إلى الأفضل.