أعمال تحت التنفيذ ، وأطروحات مسجلة في القائمة ، وأفكار فور التطوير ، وبعثرة مؤسفة في حقوق النفس..
فماذا تعني البعثرة في قاموس الطامعين بالتفوق والوصول دعوة ونشاطاً وخدمة لدين الله في شتى المجالات .
هي لا تعني فشل الأعمال والمشاريع.. إنما تعني استهلاك وقت أكثر في انجاز عمل أقل و(لقليل دائم خير من كثير منقطع )!
هي لاتعني فساد وانتهاء صلاحية الفكرة ….ولكنها تعني انعدام الدقة والتنظيم أكثر .
هي تعني ازدحام الخُطط ، واضطراب النفس في تنظيمها وفق الأنسب والمحبب لا وفق الأصعب المتعب .!
هي تعني إهدار الطاقات في جهدِ لربما أستطاع إكمالُ مسيرته البسطاء وقليلي الإنجاز .!
وكما أن ازدحام الأعمال على أُناس نصبوا قامتهم خدمة لله ، وبذلاً له وفق ما يرون أنفسهم قادرة عليه لهو أمر مؤسف للغاية، فإن تشخيص النفس هل هي مبعثرة أمر مهم وحتم لا زم ليهنأ كل فرد منا بنفسه أولاً ثم بحياته ، ومن القبيح حقاً أن نرضى بالتخبط والارتجالية في الأعمال لنكون ( كالمنبت لا ظهر ابقي ولا أرضاً قطع ).
إننا كثيراً ما نخترق حاجز الركود، بمجرد فكرة جالت في خواطرنا ، نبدأ العمل بعد التخطيط الجيد فكرة تتبعها فكرة ثم أخرى وأخرى ونعيش في دوامة التفكير بالإنجاز نرغب به، والوقت لا يسمح بتنفيذها كلها مباشرة … وهنا تكمن المشكلة وهي البعثرة :.
ولا عجب فالإنجاز مطلب محمود العاقبة ومقصود مهم لكل حييّ القلب فكيف بنا نحن النساء ، وتواتر الإعمال على أجسادنا مؤذٍنٌ بالبعثرة، بالإضافة لما ترميه الصحافة على كواهلنا من مناقضات وانهيارات لمفهوم الإنجاز !!.
أرجو أن تدرك بعض المُنتجات ثقل أحرفي هذه لأن حياتهن رغم ما تفيض من طموحات إلا أنها بلا منازع
بعثرة x بعثرة ولرغبتي بزيادة مستوى الإنتاج ، وفوقيه المكانة
كتبت هنا للكل .. فحذاري من البعثرة
حتى لاتكوني مُبعثرة:.
سأضع هنا الأطر السليمة لتقويم ما أعوج ولملمة ما تبعثر .. فدونك إياها..
• اقتطعي من وقتك ولو يسيراً لقراءة الكتب المهتمة بإدارة الوقت من أمثال .. "كيف تزيد من طاقتك الإنتاجية" ، "فن إدارة الوقت" ، " ابدأ بتحفيز نفسك …..حتى لا تكون كلاّ" . وغيرها كثير مترجمة كانت أم عربية.
• ابتعدي عن ضياع الوقت واستهلاك الكثير منه في انجاز عمل قليل بل اتجهي نحو عمل أقل تحبه نفسك وهو حتماً سيفوق وقت من لا تحبه.
• اجعلي نسبة الإنتاج في يومك على الأقل60% وإذا لم تكن كذلك فأنتٍ مع الأسف مبعثرة فأعيدي حساباتك.
• أجليّ ما يتطلب منك تدريب وتطوير لإتقانه إلى أقرب وأوسع وقت ولا تلٍجي أرضه حتى تتقني ما بيدك.
• التفكير والتعلق في عمل معين أمر غير محمود يكفيك مبدئياً دراسة إمكانيات نفسك ونتائج المشروع لا النوم عليه .
• لا تهملي تنمية وتطوير ذاتك فهي بحاجة لذلك أكثر من حاجتها للطعام والشراب .
• احذري تراكم الأعمال والمشاريع على نفسك ….. فلقد رأيتها أهلك للنفس والله .
• رتبي أعمالك ترتيباً منطقياً قادرة عليها لا مُباٍلغة ولا مُفرٍطة، واعقدي عقد صلح مع وقتك واكتبيه في ورقه قريبه أو في هاتفك النقال .
• حددي الهدف والنتيجة من كل مشروع مراد قبل الشروع فيه وهذا أقوى حافز للمضي أو الإلغاء والبعثرة .
• ثقي أن المرونة والسهولة في التفكير بطرح الإيجابيات أولاً فهي المحببة للنفس ثم البحث عن السلبيات أفضل من الشروع في العمل مباشرة .
• حاولي الإسراع بإتقان في أي مشروع ترغبين الإتيان به أو اتركيه غير آسفة، واحصري احتياجاتك دائماً.
• النمطية الواحدة والإستراتيجية المعقدة ليس لها في ترقية الروح قدر أنمله…..فلينتبه لذلك.
• إنشاء صندوق للذات تكتنزين فيه أمتع ما يفيد ويعلو بذاتك وقدراتك من قراءة كتب أو حضور دورات أو محاورة مبتكرين ….مهم للغاية .
• النظر في أمورك ومشاريعك من جهة واحدة ( الإقدام فقط ) هو منحى خطير وبعثرة محققه …..فأدركي ذلك.
• لا تجادلي مطلقاً في التفاصيل مالم تكن مهمة قطعاً لمشروعك لأنك إذا كسبتي فإنك لن تكوني كسبت أي مصلحة فالقضية جدال.
• أوجدي النية في كل خطة وفكرة تتربع على عرش فكرك قال الحسن عن عمر -رضي الله عنهم ( ما ظننت عمر خطا خطوة إلا وله فيها نية ).
• من الآن استدركي ما فاتك ولممي بعثرتك خشية أن يحين عليك زمن تتحسر ين فيه على بعثرتك وقلة إنتاجك .
• لا تتنازلي أبدا عن عمل أو مشروع ابتدأ تيه إلا في أشد الأمور كخلل في الصحة أو ضعف في الإمكانيات وألجئي إلى صاحبة تكمل مسيرتك .
• ربما يصادفك مصيبة أو محاولة تثني عزمك ،تقدمي وفكر ي بالتنظيم رغماً عنها وابتسمي فأنت لا تحبين البعثرة .
• بعثرة .. فوضوية .. تشتت .. ارتجالية .. سمي ما شئتٍ كل الأوصاف تنُم عن حياة بائسة مهما جنيتٍ الثمرة فلقد كان الأولى بك أن تجني ثماراً لا ثمرة ……..فإياك أن تكوني بائسة .
ختاماً : تدبري قوله تعالى ( ومن يهن الله فماله من مكرم )
وإياك أن يتضاءل نورك لتكوني عشوائية مبعثرة.