التصنيفات
السيدات و سوالف حريم

أبي يا أكبر النعم .!!

خليجية

في قديم الزمان في إحدى الدول الأوربية ، حيث يكسو الجليد كل شيء بطبقة ناصعة البياض ، كانت هناك أرملة فقيرة ترتعش مع ابنها الصغير ، التي حاولت أن تجعله لا يشعر بالبرد بأي طريقة.
يبدو أنهما قد ضلا الطريق ، ولكن سرعان ما تصادف عبور عربة يجرها زوج من الخيل ، وكان الرجل سائق العربة من الكرام ، حتى أركب الأرملة وابنها.
وفي أثناء الطريق ، بدأت أطراف السيدة تتجمد من البرودة ، وكانت في حالة سيئة جدا حتى كادت تفقد الوعي.
وبسرعة بعد لحظات من التفكير أوقف الرجل العربة ، وألقى بالسيدة خارج العربة ، وانطلق بأقصى سرعة !!
تصرف يبدو للوهلة الأولى في منتهى القسوة ، ولكن تعالوا نظر ماذا حدث !
عندما تنبهت السيدة أن ابنها وحيدها في العربة ، ويبعد عنها باستمرار ، قامت وبدأت تمشي وراء العربة ، ثم بدأت تركض إلى أن بدأ عرقها يتصب ، وبدأت تشعر بالدفء ، واستردت صحتها مرة أخرى.
هنا أوقف الرجل العربة واركبها معه ، وأوصلهما بالسلامة .

أعزائي ، كثيرا ما يتصرف أحباؤنا تصرفات تبدو في ظاهرها غاية في القسوة ، ولكنها في حقيقة الأمر في منتهى الطف والتحن.

هل الوالدين حينما يقسوان على ابنهما كره له ؟
هل الطبيب حينما يسقيك دواء مراً كره لك ؟

يجب أن نبحث عن المقصد دوما ، وألا نتسرع في أحكامنا




يسلمو



تسلين على الموضوع الحلو



التصنيفات
قصص و روايات

ادراك قيمة النعم

رجل عمره 70 عاما أصيب بمشكلة عدم القدرة على التبول لعدة أيام وبعد ازدياد الآلام أجرى له الطبيب عملية في المثانة وبعد نجاح العملية أعطوا الرجل فاتورة المستشفى فبدأ الرجل بالبكاء.. فقال له الطبيب: إذا كانت الفاتورة غالية ممكن نعمل لك تخفيض؟ فقال الرجل: ليس هذا مايبكيني، الذي يبكيني هو ان الله أعطاني نعمة التبول 70 عاما ولم يرسل لي فاتورة مقابل ذلك "سبحانك.. لا ندرك نعمتك الا بعد فقدانها"



مشكوره ياعسل



الله يعطيك العافية على الرد و يتم عليكي نعمه
و يجعلك من الشاكرين



خليجية



الله يسلمك إن شاء الله من كل شر



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

عندك ثروة هائلة من النعم

لطائف الله وان طال المدى كلمحة الطرف إذا الطرف
سجى

أختاه إن مع العسر يسرا ، وان بعد الدمعة بسمة ، وان
بعد الليل نهارا ، سوف تنقشع سحب الهم ، وسوف
ينجلي ليل الغم ، وسوف يزول الخطب ، وينتهي الكرب
بإذن الله ، واعلمي انك مأجورة ، فإن كنت أما فإن أبناءك
سوف يكونون مدا للإسلام ، وعونا للدين ، وأنصارا
للملة ، متى قمت بتربيتهم تربية صالحة ، وسوف
يدعون لك في السجود، وفي السحر ، أنها نعمة
عظيمة أن تكوني أما رحيمة رؤومة ، ويكفيك شرفا
وفخرا أن أم محمد r امرأة أهدت البشرية الإمام العظيم
، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
وأهدت بنت وهب للبراي يدا بيضا طوفت الرقابا
إن في وسعك أن تكوني داعية إلى منهج الله في بنات
جنسك ، بالكلمة الطيبة ، بالموعظة الحسنة ، بالحكمة
، والمجادلة بالتي هي احسن ، بالحوار ، بالهداية ،
بالسيرة العطرة ، بالمنهج الجليل النبي ، فإن المرأة
تفعل بسيرتها وعملها الصالح ما لا تفعله الخطب
والمحاضرات والدروس ، وكم من امرأة سكنت في حي
من الإحياء ، فنقل عنها الدين والحشمة والحجاب
والخلق الحسن ، والرحمة بالجيران ، والطاعة للزوج ،
فصارت سيرتها العطرة محاضرة تتلى ، وعظا ينقل في
المجالس ، وصارت أسوة لبنات جنسها .




خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

الغفلة عن شكر النعم

الغفلة عن شكر النعم

لفضيلة الشيخ / صالح بن عبدالله بن حميد

الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله وبعد:
فإن الشكرُ عبادة عظيمةٌ وخلُق كريم، الشكر نِصفالإيمان، والصَّبر نِصفه الثاني. الشكر من شُعَب الإيمان الجامعة؛ وذلكم أنَّكثيرًا من شعَبِ الإيمان مردُّها إلى حقيقةِ الشّكر أو آثارِه أو مظاهِرِه، بل إنَّالصبرَ والشكر يتقاسمَان الشعبَ كلَّها، وفي التنزيل العزيز: إن في ذلك لآيات لكلصبار شكور {إبراهيم:5{.

لقد أمَرَ الله بالشّكر ونهى عن ضدِّه: وَاشْكُرُوا لِيوَلا تَكْفُرُونِ {البقرة:152}، وأثنى علَى أهلِه، ووصَفَ به خواصَّ خلقه، وجعَلَهغايةَ خلقِه وأمرِه، ووعَد أهلَه بأحسن جزائِه، وجعله سببًا للمزيدِ من فضلِهوحَارسًا وحافظًا لنعمَتِه، وأخبر أنّ أهلَه هم المنتفِعون بآياته، بل أخبر أنّأهلَه هم القليلون مِن عبادِه، واشتقَّ له اسمًا مِن أسمائه فسمّى نفسه شاكِرًاوشكورًا، بل تفضَّل سبحانه وأنعَم فسمَّى الشاكرين مِن خلقه بهذين الاسمَين،فأعطاهم مِن وصفه وسمّاهم باسمه، وحَسبُك بهذا محبّةً للشاكرين وفَضلاًومنزلة.

وحقيقةُ الشكر الاعترافُ بالإحسان والفضلِ والنّعَم وذِكرُها والتحدُّثبها وصَرفها فيما يحبّ ربُّها ويرضَى واهبها. شُكرُ العبد لربِّه بظهورِ أثَرنعمتِه عليه، فتظهَر في القلب إيمانًا واعترافًا وإِقرارًا، وتظهَر في اللسان حمدًاوثناء وتمجيدًا وتحدّثًا، وتظهَر في الجوارح عبادةً وطاعة واستعمالاً في مَراضيالله ومُباحاتِه.

إذا ما امتَلأ القلبُ شُكرًا واعتِرافًا ورَصدًا للنّعَم ظهرذلك نطقًا ولهجًا بذكر المحامِد، وعليكم أن تتأمَّلوا كم جاءَ في السنة من أذكارِالشكر والحمد والثناءِ على الله ربِّ العالمين في أحوالِ العبدِ كلِّها؛ يَقظَةًومَناما، وأكلاً وشُربًا ولبسًا، ودخولاً وخروجًا وركوبًا، وحَضرًا وسَفرًا، بل فيأحوال العبد كلِّها أفعالاً وأقوالاً.

استعرِضوا على سبيلِ المثالِ: أوّلَ مايستيقِظُ العبدُ من منامِه يبادر بهذا الذّكر الجميل الرقيق معلِنًا الاعترافَبالفضل والنّعمة والشّكر للمنعِم المتفضّل قائلاً: الحمد لله الذي عافاني في جسدِيوردَّ عليَّ روحي وأذِن لي بذكرِه، ويقول: اللّهمّ ما أصبح بي من نِعمة أو بأحدٍمِن خلقك فمنك وحدَك لا شريكَ لك فلَك الحمد ولك الشكر، في أذكارٍ رقيقة إيمانيةكثيرةٍ من أذكار الصباح والمساء والأكلِ والشرب والدخول والخروج والسفرِ والإقامة،يختِمها إذا أوى إلى فراشه بقوله: الحمدُ لله الذي أطعَمَنا وسَقانا وكَفاناوآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا ومؤوِي، سبحانك ربَّنا لا نحصي ثناء عليك أنت كماأثنيتَ على نفسِك، نسألك أن تعينَنا على ذكرِك وشكرِك وحسن عبادتك.

تُعرَفالنّعَم بدَوامها، وتعرَف بزوالها، وتُعرف بمقارَنَتها بنظيراتها، وتعرَف بمزيدِالتفكّر فيها، كما تعرَف بتوافرِها وعظيمِ الانتفاع بها، ولكن مَع الأسف كلِّ الأسفأنَّ الغفلةَ عن هذه النّعَم بل عن المنعِمِ بها سِمَة أكثرِ البشَر، وقَليلٌ منعبادِ الله الشاكرون.

إنَّ نِعَم الله تحيطُ بالعبادِ مِن كلِّ جانب ومن كلّجِهة؛ مِن فوقهم ومن تحتِ أرجلِهم وعن أيمانهم وعَن شمائِلهم، وكثرتُها ومظاهِرآثارِها لا تقَع تحت حَصرٍ؛ في البرّ والبحر والأرض والسّماء والنّفس والناس، ولقدمكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون {الأعراف:10}، قل هو الذيأنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون {الملك:23}، والله جعللكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويومإقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين والله جعل لكم مما خلقظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكمكذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمةالله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون {النحل:80-83{.

عبادَ الله، وأهلُ هذا الزمانأحدَث الله لهم من النّعَم وزاد لهم في الفضل وكاثر عليهم من الخيراتِ ما لم يكن فيالسابِقين من أسلافهم، جُمِعت لهم النّعَمُ السابقة والنّعَم الحاضِرة، وما تأتي بهالمكتَشفات والمختَرعات والعلوم والمعارِف أعظمُ وأكبر في شؤون دنياهم كلِّها؛عِلمًا واقتصادًا وفِكرًا وإنتاجًا وكَسبًا واحتِرافًا ونَقلاً واتِّصالاً وطِبًّاوعِلاجًا، نَباتًا وحَيوانًا، في المأكلِ والمشرب والملبَس والمسكَن والمركَب، فتحٌفي العلومِ والمعارف والآلاتِ والأدوات، تحسَّن بها أسبابُ المعاش، ومع كلِّ هذا لاتجِد أكثرَهم شاكرين، فَرِحين بما عِندهم من العِلم.

يجدُر بالعبد أن ينظُرويتفكَّر في أسباب التَّقصير في الشّكرِ والدّخول في دائرةِ كُفران النّعَموالغفلةِ عنها وعدَم الإحساس بها واستحضارِ وجودها والنّظر في أثرِها، فكثيرٌ مِنَالنّعَم لا يعرِفها الإنسان إلاّ حين يفقِدها كالمصباح لا تعرِف فَضلَه إلاَّ حينينطفِئ؛ ومِن أجلِ هذا فإنَّ رصدَ النّعَم وبذلَ الجُهد في تعدَادها والإحاطة بمايمكِن الإحاطةُ به منها ممّا يبعِد عن الغفلةِ والنكران، فيَعتَبِر بما عَرَفوأحصَى؛ ليكتَشِف كثرَتَها والعَجزَ عن الإحاطةِ بها وإحصائِها، وربُّنا سبحانهعدَّد علينا جملةً من نِعَمه في موضعين من كتابه ثمّ قال: وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها {إبراهيم:34، النحل:18}، ممّا ينبِّه أنَّ علينا أن نبذُلَ ما نستطيعلتذكُّرِ نعمةِ ربّنا؛ لعلَّنا نقوم بما نقدر عليه من الشّكر والبُعد عن الغفلةِوالنّكرانِ.

وانظروا رَحمكم الله في بعضِ التأمُّلات، فلو تأمَّل العبدُ فينعمةِ الإيمان وآثارِه لانتقَل إلى الأمنِ والسّكينة والبركَةِ والرّاحة والرِّضاوالصّلاح، ولو تأمَّل في نعمةِ الصّحة وتشعُّبها وآثارها لانتقل إلى نِعمٍ لا حصرَلها من سلامةِ الجوارح والعقلِ والقوَى والحركة والمشي والعمَل والأكل والشربوالنّومِ والتعلُّم، ولو كان سقيمًا لتكدَّر عليه ذلك كلُّه وأكثر منه.

ومِنأسباب الغفلةِ عن الشكر نِسبةُ النّعمة إلى غيرِ مُورِدها والمنعِمِ بها، فتَرَاهينسِبها إلى نفسه: إنما أوتيته على علم عندي {القصص:78} وبسبب جِدِّي واجتهادِيوكفاءَتي وصبرِي وكِفاحِي، أو ينسِبها إلى أسبابِها وينسَى مسبِّبَها وربَّها، ومابكم من نعمة فمن الله {النحل:53}. غَفَلوا فضَلّوا، وظنّوا أنَّ العلومَ والمهاراتوالآلاتِ هي الموجِدة والمحدِثة؛ ممّا أدَّى إلى قسوةٍ وغفلة، بل أدَّى إلى نُشوبِصراعاتٍ وحروب. غاب عن الغافِلين أنهم وما يملِكون وما يعلَمون وما يعمَلون كلُّهملله ومِنَ الله وبالله وحدَه لا شريكَ له، لا يملِكون ضرًّا ولا نفعًا، ولا يملكونموتًا ولا حياةً ولا نشورًا، قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين {الملك:30}، وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض {القصص:77}. والأسبابُ لا يُنكَر أثرُها ولا الأخذُ بها، ولكنّ المنكورَ الغفلةُ عن ربِّالأرباب ومسبِّب الأسبابِ لا إلهَ إلا هو.

يا عبدَ الله، ومما يضعِف الشكرَويورِث القسوةَ والغفلة والجفاءَ أن يُبتلَى العبدُ بالنظر إلى ما عند غَيره وينسَىما عندَه أو يحتَقِرُ ما عنده ويتقالُّه، ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض {النساء:32}، وفي الحديث: "انظُروا إلى من هو أسفَل منكم، ولا تنظروا إلى من هوفَوقَكم؛ فهو أجدَر أن لا تزدَروا نعمةَ الله عليكم"{2}. فحقٌّ على العبدِ أنيشتغلَ وينصرف إلى ما أعطاه الله، بل إلى مَا ابتلاه الله به منَ النّعَم والفَضل،هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر {النمل:40}، ثم لتسألن يومئذ عن النَّعِيمِ {التكاثر:8}، ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات {المائدة:48{.

ألا فاتَّقواالله رحمكم الله، واختبروا أنفسَكم، واعملوا واشكروا وافعَلوا الخيرَ وأروا الله منأنفسِكم خيرًا.

قال تعالى: الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماءفأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكمالأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ماسألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار {إبراهيم:32-34{.

إن من آثار الشكر امتلاء القلب بالإيمان والرضا بالله سبحانهوالثقة فيما عنده والشعور بالحياة الطيبة وسلامة القلب من الغل والحسد وضيق الصدروالبعد عن الاشتغال بعيوب الناس والتطلع إلى ما عندهم وما في أيديهم، ناهيكمبالشعور بالعزة والقناعة والكفاية والسلامة من الطمع وذل الحرص، ومن ثم تظهر الآثارفي القبول عند الناس وحبهم ومعرفة الدنيا وقدرها ومنزلتها، بل يترقى الحال بالعبدالشكور إلى بلوغ اليقين بالله والرضا بأقداره في رزقه وحكمه وحكمته وتفاوت الناس فيأعمالهم وكسوبهم، بل تتجلى حكمة الله البالغة في أنه لم يجعل مكاسب الناس وأعمالهمخاضعة لمقاييس البشر في ذكائهم وعلومهم وسعيهم.

سبحانك ربنا وبحمدك، لا نحصيثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسنعبادتك.

(1) أخرجه البخاري في الإيمان (38)، ومسلم في صلاة المسافرين (760) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه البخاري في الرقاق (6490)، ومسلم في الزهدوالرقائق (2963) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

مقال لفضيلة الشيخ / صالحبن عبدالله بن حميد




بارك الله فيك



لا اله الا الله



التصنيفات
منتدى اسلامي

سبب زوال النعم

سبب زوال النعم

من أعرض عن الله؛ فقد أغتر أكبر الغِرَّة، وأعوز أشد العوز، ومن عصى الله وخالف أمره وشرعه؛ سلَّط الله عليه من مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها وشدتها جزاءً وِفاقاً بما كسبت يداه، ولا يظلم ربك أحداً، قال بعض السلف: "كلما أحدثتم ذنباً؛ أحدث الله لكم من سلطانه عقوبة".

والله من تمام عدله وقسطه في حكمه لا يغيِّر نعمة أنعمها على أحد إلاَّ بسبب ذنب أرتكبه، كما قال تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ الّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الأنفال: 53]، وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، أي: بان النقص في الموال والأنفس والزروع والثمرات بسبب المعاصي؛ إبتلاءً من الله واختباراً، ومجازاة على ما أحدث الناس من المنكرات لعلهم يتعظون.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 130]، ابتلاهم الله بالجدب سنة بعد سنة، وحبس عنهم المطر، فنقصت ثمارهم، وغَلَت أسعارهم لعلهم يذكرون.
وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} [النساء: 79]، قال القرطبي -رحمه الله تعالى-: "أي: ما أصابكم يا معشر الناس من خِصب وإتساع رزق؛ فمن تفضُّل الله عليكم، وما أصابكم من جدب وضيق رزق؛ فمن أنفسكم، أي: من أجل ذنوبكم وقع ذلك بكم".

وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله – صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول: (ما من رجل يكون في قوم يُعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيِّروا عليه، فلا يغيِّروا إلاَّ أصابهم الله بعذاب من قبل أن يتوبوا)[1].
وعن عدي بن عَمِيرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إنَّ الله لا يعذِّب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك؛ عذَّب الله الخاصة والعامة)[2].
وعن ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي- صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: "إذا ظهر الزنا والربا في قرية؛ فقد أحلُّوا بأنفسهم عذاب الله"[3].
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ما أحدٌ أكثر من الربا إلاَّ كان عاقبة أمره إلى قلة)[4].

فيا عبد الله، لا تأمن سوء عاقبة ما اقترفت من الخطايا والآثام، يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنَّها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال به هكذا، فطار"[5].
ويقول الحسن البصري -رحمه الله-: "المؤمن يعمل الطاعات وهو مشفق وَجِل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن".
{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ الّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الإسراء: 45-47].

خطبة مفرغة للشيخ: صلاح البدير -حفظه الله- (بتصرف)

أروع القلوب قلب يخشى الله**
وأجمل الكلام ذكر الله**
وأنقى الحب الحب في الله**

الهدية تورث المحبة.. فلتكن هديتكم لي دعوة صالحة ودائمة بظهر الغيب حفظكم الله

إنشرها ولك الأجر.. لأن الدال على الخير كفاعله

______________________________ __________
[1] أخرجه أبو داود.
[2] أخرجه أحمد.
[3] أخرجه الطبراني والحاكم.
[4] أخرجه ابن ماجه.
[5] أخرجه البخاري.




بارك الله فيك وادخلك جنات النعيم