كثيرا ما نشتكي من سلوك ابنائنا ولو تأملنا في أساس السلوك لاكتشفنا اننا نحن مصدر هذا السلوك الذي نشتكي منه، ومنها كثرة العصبية والغضب عند اطفالنا، فالتربية على المشاعر المتوازنة من أهم المفاهيم التربوية التي ينبغي ان نتعلمها ونركز عليها في توجيه ابنائنا وقد كتبت سبعة أساليب تعين الوالدين والمربين على تجنب ابنائهم العصبية والغضب وتضبط تعبير المشاعر السلبية وتحولها الى التعبير بطريقة ايجابية وصحية وهذه الخطوات عملية ومجربة ونتائجها ايجابية وهي:
أولا: التعبير: نعلمه كيف يتحدث عن مشاعره السلبية فلو لم يعجبه شيء لا يصرخ او يغضب او ينسحب من المكان او يزعل او يأكل أظافره او يمزق ثيابه او غيرها من التصرفات السلبية وانما نعلمه وندربه على الكلام فنقول له تكلم وعبر عما في نفسك.
ثانيا: المدح: نمدحه عندما يعبر عن مشاعره السلبية والغاضبة من خلال الكلام ونساعده ان يقول أنا متضايق او أنا متوتر او أنا زعلان او هذا لا يعجبني او لا أريد هذا نشجعه على هذه التعبيرات بدل السكوت او الغضب.
ثالثا: اهمال الغضب: لو غضب وصرخ ففي هذه الحالة ينبغي ألا نجعل من غضبه سببا لاهتمامنا لأن هذا سيعزز سلوك الغضب عنده وانما نأتي اليه ونقول له نحن نهتم بك ليس لأنك غضبت وانما لأن الموضوع الذي سنتكلم فيه مهم وهكذا نصرف نظره للحوار بدل الغضب.
رابعا: الحزم: لو استمر في نوبات الغضب والعصبية لابد ان نعامله بحزم مع المحافظة على هدوئنا ونحن نتحدث معه لأننا لو قلنا له ونحن في حالة غضب لا تغضب فلا فائدة من التوجيه بل نحن في هذه الحالة نعزز عنده الغضب لأننا نحن قدوة له.
خامسا: لا نعاقبه: في حالة لو استمر بالغضب فلا نعاقبه لأنه غضب وخالف أمرنا وانما نكرر عليه التوجيه مرة أخرى بعد اعطائه فرصة للتعبير عن غضبه ونشرح له كيف يعبر عن مشاعره بطرق كثيرة ومنها الحوار والكلام ونساعده على التعبير وشرح ما في نفسه من أفكار ومشاعر مع ترديد عبارات الحب له.
سادسا: لعبة الحلم: نحاول ان نلعب مع أبنائنا (لعبة الحلم) ونشرح لهم ما معنى الانسان الحليم وهو عكس الغضوب واللعبة هي اننا نعطي نجمة لكل طفل كان حليما في مواقف تستحق الغضب ونعطي نجمتين لكل طفل كان في حالة غضب ولكنه عبر عن مشاعر الغضب بالكلام ولم يصمت او ينسحب وهكذا من خلال اللعبة نربيهم على كيفية التعبير عن المشاعر الغاضبة بدل العصبية والغضب.
ونؤكد لهم على مفهوم ان من يملك نفسه هو الملك «فليس الشديد بالصرعة» كما أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم «إنما الشديد هو من يملك نفسه عند الغضب» فنركز على هذا المعنى لديهم ونعلمهم ان أول جريمة حصلت في التاريخ هي قتل قابيل لهابيل وكانت بسبب الخطأ في التعبير عن الغضب فقتل أخاه ثم ندم وكما قيل «الغضب أوله جنون وآخره ندم»، ونعلمهم كيف يضبطون غضبهم بالاستعاذة من الشيطان والوضوء وتغيير الجلسة أو المكان.
ومن التجارب العملية في علاج غضب الأبناء ان أحد الآباء كان يحضر المرآة لابنته كلما غضبت ويقول لها: شوفي نفسك بالمرآة، فتضحك وقتها ويزول الغضب عنها، وأم أخرى قالت لولدها: كلما غضبت ضع خطا بالورقة المعلقة على الجدار وإذا صرت حليما امسح خطا فنجح في مسح الخطوط، حسن إدارة مشاعره وتجربة ثالثة لأب اقترح على ولده المراهق ان يعبر عما في نفسه بالكتابة على الورق ونجح معه بهذه الطريقة، ورابع يقول علمت ولدي ان يأخذ الأمور بالدنيا بالمزاح والنكتة ونجحت معه بذلك.
ومع كل ما ذكرنا علينا ان نعلم أبناءنا متى يغضبون في الوقت الصح وفي المكان الصح ومع الشخص الصح ولو وصلوا لهذا المستوى فإن هذا ما نسميه «بالذكاء العاطفي» وهو مهم جدا للحفاظ على صحته النفسية ولا يصلون لهذا المستوى الا اذا مارسنا عليهم الأساليب السبعة التي ذكرناها فهذه هي الخطوة الأولى (للذكاء العاطفي) فاللهم إنا نسألك كلمة حق
موضوع جميل
بانتظار جديدك