التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

سر سعادة الرجال

كنت أريد أن أضع يدي على ذلك الجرح العميق الذي تركته السينما ينهش في جسد الأمة عندما أقنعتنا بالكثير من المفاهيم الخاطئة التي ما زلنا نعاني من أثارها, وما زالت تفتك بالأسرة وتقوِّض أركانها.
فقد قدمت لنا السينما الزوجات أولا بشخصية فظة.. غليظة.. سطحية.. ثرثارة.. مملة.. لا تعرف معنى العواطف في المنزل.
بل وكثيرا ما رأيناها وهي تضع (الرولات) على شعرها وتطلي وجهها (بماسك) مخيف وترتدي تلك الملابس الرثة, بالإضافة لبدانتها, وبُعدِها عن مسايرة العصر في شكلها ورونقها.
وصدَّقت مجتمعاتنا الحكاية, وتمثلت الكثيرات تلك الصورة, واكتسحت صورة الأم الوقور أسرنا العربية, وبات الرجل يشعر وكأنه يعيش مع أم أخرى صالحة تعتني بمنزله وأولاده ولكنها لا تملأ ذلك الفراغ في قلبه، ولا تثير مشاعره بعاطفتها وحبها, ولا حتى بهجرها وخصامها وشوقه وشوقها.
ثم عزَّز بعض الدعاة كثيرا من هذه الأفكار حينما وجه الأنثى إلى ضرورة الاهتمام بمنزلها وأولادها والدعوة خارج المنزل أيضا دون التطرق إلى ضرورة وجود علاقة حب وصداقة عميقة تربط بين الزوجين, فكانت النتيجة هي بيوت مهلهلة ومشاكل لا حصر لها والكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية.
ولا ننسى أن السينما صوَّرت لنا العوب خارج المنزل هي الجميلة والمغرية والتي تستطيع وحدها أن تحصل على قلب الرجل وتحركه كما تشاء, ومن الممكن أن تكون الجميلة والحبيبة هي الزوجة الثانية.. أو السكرتيرة.. أو زميلة العمل, وعلى هذا فقد صدر قرار مجتمعي يقول بأن من المفروض على الزوجة الأولى أن تكون أماً ثانية للزوج، وراعية واعية لمنزله وأولاده, وقَبِل الكلُّ هذا ما عدا بعض الاستثناءات بالطبع, والتي يأخذ عددها بالازدياد في هذا الزمان، ولله الحمد.
ولوعدنا إلى عصر النبوة وفي بيت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ورأينا معها ما رأت:
عن أبي موسى الأشعري قال‏:‏ دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فرأينها سيئة الهيئة، فقلن لها‏:‏ ما لك‏؟‏ ما في قريش رجل أغنى من بعلك‏؟‏ قالت‏:‏ ما لنا منه من شيء، أما نهاره فصائم، وأما ليله فقائم‏.‏ فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرن ذلك له‏.‏ قال‏:‏ فلقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال‏:‏ ‏"‏يا عثمان أما لك فيَّ أسوة‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ وما ذاك يا رسول الله؟ فداك أبي وأمي‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏أما أنت فتقوم باليل وتصوم بالنهار، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لجسدك عليك حقاً، فصل ونم، وصم وأفطر‏"‏ قال‏:‏ فأتهم بعد ذلك عطرة كأنها عروس، فقلن لها‏:‏ مه‏.‏ قالت‏:‏ أصابنا ما أصاب الناس‏.‏ رواه أبويعلى والطبراني بأسانيد وبعض أسانيد الطبراني رجاله ثقات‏.‏
في هذه القصة تنبهت للأمر, ورأيت أن تلك الصحابية (خولة بنت حكيم السلمي) والتي كتبت كتب السيرة أنها كانت ذات هيئة, وعُرفت بهذا، أي أنها كانت أنيقة تهتم بمظهرها، وقد أهملت نفسها عندما لم تجد من زوجها تجاوبا يشجعها على الاستمرار, ولم تجد نتيجة لاهتمامها هذا.
ورأيت كيف أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- لم تستسغ تبذُّل الصحابية الكريمة, وقد شعرت أن هناك خطرا يتهدد تلك العلاقة ويترصد بتلك الأسرة, ثم بحثت عن الحل، وفهمت السبب, بل وأخبرت النبي -صلى الله عليه وسلم.
ورأيت أن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لم يجد الأمر عاديا, وبذل له ما يستحقه من اهتمام, ونصح وجه سيدنا عثمان بن مظعون -رضي الله عنه- إلى النهج الصحيح.
وهنا نفهم أن الأمر ليس بالسهل وليس بالصغير, بل منه تبدأ المجتمعات المتماسكة, ودعوني أقول:
جمال وحسن تبعُّل الزوجة سببه اهتمام الزوج, ومن ثمَّ، فإن إهماله لها سينعكس أثره إهمالا لنفسها, وهكذا نقيس الأمور الأخرى أيضا:
– فعندما يثني الزوج على اهتمام بتربية أولادها ستزداد حرصا على التربية، بل وستفن في اختيار الأساليب النافعة.
– وعندما يمتدح أمام الخلق عنايتها بمنزلها وطعامها ستكون أكثر عناية واهتماما بالأمر وستكون سعيدة أيضا.
– وعندما ينسب تفوق أولادها إلى اهتمامها بتدريسهم وتوفيرها الجو المناسب للدراسة ستبذل جهدا أكبر.
– وعندما يعبِّر عن إعجابه برشاقتها ستجد حافزا قويا للحفاظ عليها.
وهكذا نقيس كل الأمور، فنحن النساء نحب التقدير وبخاصة عندما يكون صادرا من الأزواج.
لقد أجابت الكثيرات ممن سألتهن عن سبب إهمالهن لأنفسهن أو بيوتهن أو أولادهن بأنهن لم يجدن دعما.
فهل فهم الرجال السر وراء سعادتهم؟
وهل سيحسنون الثناء على نسائهم.. ودعمهن بما يكفي؟



ربنا يبارك لك
موضوعاتك تعجبنى كتير
الله يسعدك بنت الريح



يسلمو



شكرلكم



خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.