——————————————————————————–
آخواني وآخواتي آضع بين آيديكم اليوم الموسوعة الطبية من القرآن والسنه ومتظمنه عدة مواضيع في غايه الاهمية وغنية بالمعلومات النافعة المفيده للجميع ::
إذا شرب الكلب في إناء أحدكمـ::
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إذا و لغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهن بالتراب "رواه أحمد (2/427) و مسلم (279) كتاب الطهارة.
و قال أيضاً: " إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً ". رواه البخاري (172) كتاب الوضوء، و مسلم (279) كتاب الطهارة.
داء الكلب مرض خمجيٌّ خطير ٌ ينجم عن الإصابة بحمةٍ راشحةٍ، هي حمة الكلَّب، هذه الحمة لها انجذاب عصبي في حال دخولها للجسم، كما أن نهاية المرض مميتةٌ في كل الأحوال.
تحصل الإصابة عند الإنسان من عضِّ الحيوان المصاب و ذلك بدخول لعابه إلى الجرح، أي: حتى يصاب الإنسان يجب أن يلامس لعاب الكلب و كذلك أن توجد سحجة ٌ، أو جرح في الجلد ، و في هذه الحالة تنجذب الحمة إلى الأعصاب ،و تنتشر في كل الجملة العصبية ، مؤدية إلى التهاب دماغ مميت .
مدة الحضانة (أي: الفترة بين دخول الحمة و ظهور الأعراض ) تتراوح بين (10ـ 90) يوماً، وسطياً (40ـ 50) يوماً، و تختلف هذه المدة حسب مكان الإصابة ، فهي أقصر كلما كانت المنطقة أقرب إلى الدماغ و تطول في إصابة الأعصاب البعيدة عن الدماغ .
يمر المصاب بثلاث مراحل:
1. مرحلة انتشار الحمة: و مدتها( 2ـ 3) أيام، تتصف بتغيّر نفسي في المريض، فيصبح كئيباً متشائماً، ينشد الوحدة، و يتبع ذلك حكة في منطقة الإصابة مع أعراض تنبه ٍ حسية ٍ ، أو حركيةٍ ،و الحاجة الملحة لشدة الحركة و التجوال.
2. مرحلة التنبه و عمى الماء: و تتصف بظهور اهتزازات ارتعاشية ذات مظهر كزازي ، مع تشنج الحنجرة ، وآلام مبرحة لأقل لأصوات ، و حتى لرؤية الماء، و يتبع ذلك أعراض نخاعية كالتشنج الكزازي ،و الضزز ( هو إطباق الفكين على بعضيهما بقوة ).
3. المرحلة النهائية الشللية: حيث يموت المريض بشلل حركي مترقي.
نعود إلى ألفاظ الحديث النبوي: " و لغ في إناء أحدكم " أي شرب، و بشكل أدق أدخل لسانه في الإناء ليشرب، حيث ينقل لعاب الكلب إلى الإناء مم يعرض الإنسان للإصابة بهذا المرض.
أما لماذا الغسل بالتراب ؟
إن الحمة المسببة للمرض متناهية في الصغر، و كلما قلَّ حجم الحمة ازداد خطرها، لازدياد إمكانية تعلقها بجدار الإناء، و التصاقها به، و الغسل بالتراب أقوى من الغسل بالماء، لأن التراب يسحب اللعاب و يسحب الفيروسات الموجودة فيه بقوةٍ أكثر من إمرارالماء، أو اليد على جدار الإناء، و ذلك بسبب الفرق في الضغط الحلولي بين السائل (لعاب الكلب ) و بين التراب، و كمثال على هذه الحقيقة الفيزيائية إمرار الطباشير على نقطة حبر.
المصدر:
الإعجاز الطبي في السنة النبوية تأليف الدكتور كمال المويل دار ابن كثير . دمشق
الإضجاع على الشق الأيمن
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ [ البخاري : 293].
إن الاستلقاء أو الاضطجاع على الفراش يمكن أن يكون على البطن أو على الظهر أو على أحد الشقين الأيمن أو الأيسر فما هي الوضعية الأمثل من أجل عمل الأعضاء ؟
فحين ينام الشخص على بطنه كما يقول د.ظافر العطار يشعر بعد مدة بضيق في التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تنع الصدر من التمدد و التقلص عند الشهيق و الزفير كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى انثناء اضطراري في الفقرات الرقبية و إلى احتكاك الأعضاء التناسلية بالفراش مما يدفع إلى ممارسة العادة السرية . كما أن الأزمة التنفسية الناجمة تتعب القلب و الدماغ .
و لاحظ باحث أسترالي* ارتفاع نسبة موت الأطفال المفاجيء إلى ثلاثة أضعاف عندما ينامون على بطونهم نسبة إلى الأطفال الذين ينامون على أحد الجانبين .كما نشرت مجلة التايم دراسة بريطانية مشابهة تؤكد ارتفاع نسبة الموت المفاجىء عند الأطفال الذين ينامون على بطونهم . ومن المعجز حقاً توافق هذه الدراسات الحديثة مع ما نهى عنه معلم الخير سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال :" رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلاً مضطجعاً على بطنه فقال إن هذه ضجعة يبغضها الله و رسوله ". رواه الترمذي بسنده .
و ما رواه أبو أمامه رضي الله عنه قال :" مر النبي صلى الله عليه و سلم على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله و قال : قم واقعد فإنها نومة جهنمية " رواه بن ماجة .
أما النوم على الظهر فإنها تسبب كما يرى الدكتور العطار التنفس الفموي لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي .
لكن الأنف هو المهيأ للتنفس لما فيه من أشعر و مخاط لتنقية الهواء الداخل ، و لغزارة أوعيته الدموية المهيأة لتسخين الهواء .
و هكذا فالتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد و الزكام في الشتاء ، كما يسبب جفاف اللثة و من ثم إلى التهابها الجفافي ، كما أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية . و في هذه الوضعية أيضاً فإن شراع الحنك و اللهاة يعارضان فرجان الخيشوم و يعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط و الشخير … كما يستيقظ المتنفس من فمه و لسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية إلى جانب رائحة فم كريهة . كما أنها تضغط على ما دونها عند الإناث فتكون مزعجة كذلك و هذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيماً و إما يحوي على انثناءين رقبي و قطني كما تؤدي عند الأطفال إلى تفلطح الرأس إذا اعتادها لفترة طويلة .
أما النوم على الشق الأيسر فهو غير مقبول أيضاً لأن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى ، و التي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته و يقلل نشاطه و خاصة عند المسنين .كما تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب و الكبد الذي هو أثقل الأحشاء لا يمكن ثابتاً بل معلقاً بأربطة و هو موجود على الجانب الأيمن فيضغط على القلب و على المعدة مما يؤخر إفراغها .
فقد أثبتت التجارب التي أجراها غالتيه و بوتسيه * إن مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء يتم في فترة تتراوح بين 2,5 ـ4,5 ساعة إذا كان النائم على الجانب الأيمن و لا يتم ذلك إلا في 5 ـ 8 ساعات إذا كان على جنبه الأيسر .
فالنوم على الشق الأيمن هو الوضع الصحيح لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً و تكون الكبد مستقرة لا معلقة و المعدة جاثمة فوقها بكل راحتها و هذا كما رأينا أسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه … كما يعتبر النوم على الجانب الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية ن هكذا ينقل الدكتور الراوي و يضيف قائلاً : إن سبب حصول توسع القصبات للرئة اليسرى دون اليمنى هو لآن قصبات الرئة اليمنى تتدرج في الارتفاع إلى الأعلى حيث أنها مائلة قليلاً مما يسهل طرحها لمفرزاتها بواسطة الأهداب القصبية أما قصبات الرئة اليسرى فإنها عمودية مما يصعب معه طرح المفرزات إلى الأعلى فتتراكم تلك المفرزات في الفص السفلي مؤدية إلى توسع القصبات فيه و الذي من أعراضها كثرة طرح البلغم صباحاً هذا المرض قد يترقى مؤدياً إلى نتائج وخيمة كالإصابة بخراج الرئة و الداء الكلوي و إن من أحدث علاجات هؤلاء المرضى هو النوم على الشق الأيمن .
المراجع :
روائع الطب الإسلامي ج 4 الدكتور محمد نزار الدقر
د. ظافر العطار : "اضطجع على شقك الأيمن" مجلة طبيبك ك 1 1968
المجلة الطبية العربية : أوضاع النوم الخاطئة العدد 196 لعام 1993
فن الصحة و الطب الوقائي تأليف د . أحمد حمدي الخياط جامعة دمشق
الصلب و الترائب
جاء في القرآن الكريم : ( فلينظر الإنسان مم خلق . خلق من ماء دافق . يخرج من بين الصلب و الترائب )[ الطلاق : 6ـ7ـ8] .
آية كريمة حيرت العلماء و المفسرين و لابد لفهمها من أن يتعرف القارئ و لو على سبيل الاختصار ـ على الناحية التشريحية للجهاز التناسلي : إن النطاف تتكون عند الرجل في أنابيب الخصية ، ثم تنبقل بعد كمال تكوينها و نضجها بالحبل المنوي ، إلى الحويصلتان المنويان و منهما إلى قناتين الدافقتين فالإحليل ثم يخرج المني آخر الأمر من الإحليل إلى خارج الجسم .
ـ الصلب ، يشمل العامود الفقري الظهري و العامود الفقري القطني و عظم العجز و يشتمل من الناحية العصبية على المركز التناسلي الأمر بالانتعاظ و دفق المني و تهيئة مستلزمات العمل الجنسي ، كما أن الجهاز التناسلي تعصبه ضفائر عصبية عديدة ناشئة من الصلب ن منها الضفيرة الشمسية و الضفيرة الخثلية و الضفيرة الحوضية و تشتبك في هذه الضفائر الجملتان الودية و نظيرة الودية المسؤولتان عن انقباض الأوعية و توسعها ، و عن الانتعاظ و الاسترخاء و ما يتعلق بتمام العمل الجنسي . و إذا أردنا أن نحدد ناحية الصلب المسؤولة عن هذا التعصيب قلنا إنها تحاذي القطعة الظهرية الثانية عشرة و القطنية الأولى و الثانية ، و القطع العجزية الثانية والثالثة و الرابعة .
ـ أما الترائب فقد ذكر لها المفسرون معاني كثيرة ، فقد قالوا : إنها عظام الصدر ، والترقوتان ، و اليدان و الرجلان ، و ما بين الرجلين ، و الجيد و العنق و غير ذلك . و ما دام سعة فإننا نأخذ من هذه المعاني ما يتفق مع الحقيقة العلمية، و سنعتمد على التفسير القائل بان الترائب هنا هي عظام أصول الأرجل أو العظام الكائنة ما بين الرجلين.
لنعد إلى الآية القرِآنية : ( خُلق من ماء دافق ، يخرج من بين الصلب و الترائب ) . الماء الدافق هو ماء الرجل أي المني يخرج من بين صلب الرجل و ترائبه ( أي أصول الأرجل ) ، أصبح معنى الآية يخرج من بين صلب الرجل و ترائبه ( أي أصول الأرجل ) ، أصبح معنى الآية واضحاً لأن معظم الأمكنة و الممرات التي يخرج منها السائل المنوي والتي ذكرناها يقعان خلف غدة الموثة " البروستات و التي يشكل إفرازها قسماً من السائل المنوي " و كلها تقع بين الصلب والترائب . و يجب أن نذكر هناك عدة آراء و نظريات حول وظيفة الحويصلين المنويين فمنهم من يقول بأن الحويصلين المنويين فمنهم من يقول بأن الحويصلين المنويين مستودعان لتخزين النطاف بالإضافة إلى وظيفتهما الإفرازية ، بينما النظريات الحديثة تقول بأنه لا يمكن اعتبار الحويصلين المنويين مخزناً للنطاف ، و المهم أنهما غدتين مفرزتين تشكلان قسماً من السائل المنوي ، و إفرازهما ذو لون أصفر غني بالفركتوز ، كما أن لهما دوراً إيجابياً في عملية قذف السائل المنوي للخارج على شكل دفقات بسبب تقلص العضلات الموجودة بهما .
و لا يبقى أي إشكال في أن الآية الكريمة أشارت على وجه الإعجاز و الموعظة ، يوم لم يكن تشريح و لا مجهر إلى موضع تدفق المني من الإنسان قبل أن يخرج إلى ظاهر الجسم . و إذا التفتنا إلى الناحية العصبية في بحثنا هذا ن و ما لها من أهمية ، وجدنا أن الوصف الوارد في الآية الكريمة يمكن أن ينطبق عليها فتنسجم الصورة العصبية مع الصور التشريحية الماضية تمام الانسجام .
و يمكن إيضاح هذا المعنى على الوجه التالي : إنك حين تقول : " خرج الأمر من بين زيد و عمرو " تريد بذلك أنهما اشتركا و تعاونا على إخراجه . و قوله تبارك و تعالى : ( يخرج من بين الصلب و الترائب ) يفيد بأن الصلب و الترائب تعاونا كجانبين على إخراج المني من مستقره ليؤدي وظيفته و بهذا المعنى يصح أن نقول : ( إنه خرج من بين صلب الرجل كمركز عصبي تناسلي آمر و ترائبه كمناطق للضفائر العصبية المأمورة بالتنفيذ ) حيث يتم بهذا التناسق بين الآمر و المأمور خروج المني إلى القناتين الدافقتين ، و هذا ثابت من الناحية العلمية ، و موضح لدور الجملة العصبية و لا بد من تعاون الجانبين لتدفق المني فإن تعطل أحدهما توقف العمل الجنسي الغريزي .
المصدر :
كتاب : " مع الطب في القرآن " تأليف الدكتور عبد الحميد دياب و الدكتور أحمد قرقوز
معجزة البصمة
قال تعالى: ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه. بلى قادرين على نسوي بنانه ) القيامة 2 ـ3.
أنكر الكفار خلقهم الجديد و استبعدوا ه بعد ان تكون عظامهم رميماً و أجسادهم تراباً و كانوا يقولون : ( أإذا متنا و كنا تراباً و عظاماً أإنا لمبعوثون ) و يجيب الحق تبارك و تعالى في أسلوب توكيدي ، أن الله ليس بقادر على يجمع عظام الإنسان وأن يعيد خلقه فحسب ، بل قادر على أن يعيد تسوية سائر أجزاء البدن الكثير’ ؟ هل البنان أشد تعقيداً من العظام ؟
لقد توصل العلم إلى سر البصمة في القرن التاسع عشر ، وبيّن أن البصمة تتكون من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات و تعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العرقية ، تتمادى هذه الخطوط و تتلوى ، و تتفرع عنها تغصنات و فروع ، لتأخذ في النهاية و في كل شخص شكلاً مميزاً ، و قد ثبت أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق و تتماثل في شخصين في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة .
يتم تكون البنان في الجنين في الشهر الرابع و تظل ثابتة و مميزة له طوال حياته و يمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل تقارباً، و لكنهما لا تتطابقان البتة، و لذلك فإن البصمة تعد دليلاً قاطعاً و مميزاً لشخصية الإنسان معمولاً به في كل بلاد العالم، ويعتمد القائمون على تحقيق القضايا الجنائية لكشف المجرمين واللصوص.
المراجع:
الطب محراب الإيمان للدكتور خالص كنجو
دراسة الكتب المقدسة : موريس بوكاي
مصانع الأعراس
قال تعالى : ( و إذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ) . الأعراف : 172 .
منذ أن يكون الإنسان مضغة في بطن أمه ، ينشأ ارتفاعان صغيران من الحبل الظهري Notocord ( الذي سيشكل فيما بعد العمود الفقري ) يسميان الشامختين التناسليتين Genital tilge ، و من هاتين الشامختين يبدأ التمايز الجنسي للجنين . فإذا كان مقدراً له أن يكون ذكراً ، تبدأ هاتين الشامختين في الأسبوع السادس من عمر المضغة بتشكيل نسيج مشابه لنسيج الخصيتين يفرز الهرمونات الذكرية Androgen التي تحث على تشكل الجهاز التناسلي الذكري أثناء الحياة الجنينية و تقوم هاتين الخصيتين عند البلوغ بإنتاج النطاف أو ما يسمى بألعراض الذكري ، و يستمر إنتاج النطاف إلى سن متقدمة .
أما إذا كان مقداراً للجنين أن يكون أنثى ، فإن هاتين الشامختين تتمايزان لتشكلان نسيجاً يشبه نسيج المبيض ، و ذلك في الأبوع العاشر ،و يتطور الجهاز التناسلي الأنثوي بسبب غياب الهرمونات الذكرية ،و ليس بسبب وجود الهرمونات الأنثوية ،و هكذا يتشكل المبيضين ، هذان المبيضان هما مصانع الأعراس الأنثوية " البويضات " حيث يحويان منذ نشأتهما حوالي (400000 ـ 500000) جريب ابتدائي يبقى منها حوالي ( 35000 ـ 40000 ) جريب فقط ، و لكن ما ينضج منها خلال فترة الإخصاب عند المرأة هو حوالي 450 ـ 500 فقط ، بحيث يقدم كل مبيض ، بيضة أو عروساً أنثوية كل شهرين و ذلك بالتبادل مع المبيض الآخر ، وهكذا يكون هناك كل شهر عروس جاهزة للإلقاح .
و تظل المرأة بذلك أرضاً مخصبة للزرع و العطاء لمدة خمس و ثلاثين سنة تقريباً … و هكذا فكل شيء محسوب و مقدر: ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر : 49 . و هكذا تقوم كل من الخصيتين و المبيضين اللذين نشآ أصلاً من ظهر الإنسان بتقديم الأعراس التي تلتقي في عرس الحياة لتعطي نسل الإنسان، و بذلك نفهم كيف تؤخذ ذرية الإنسان من صلبه ،و ندرك الإعجاز الكبير الذي جاء به القرآن منذ أربعة عشر قرناً
المرجع :
مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق
قرار مكين و قدر معلوم
قال تعالى : ( ألم نخلقكم من ماء مهين . فجعلناه في قرار مكينٍ . إلى قدرٍ معلوم . فقدرنا فنعم القادرين . ويلٌ يومئذ للمكذبين ). المرسلات 20 ـ 24 .
بهذا الأسلوب المعجز يشير تعالى إلى حقيقتين علميتين ثابتتين ليس في علم الأجنة فقد ، وإنما في علم التشريح و الغريزة أيضاً . الحقيقة الأولى : هي وصف الآيات للرحم بالقرار المكين . و الحقيقة الثانية : إشارة إلى عمر الحمل الثابت تقريباً ، أو ما أسماه القرآن : القدر المعلوم ، و كأني بالقرآن الكريم ، و يدعواهم للبحث و التأمل لما تحتويان من الأسرار كما سنرى في تفصيلنا لهما ،إن شاء الله .
ـ القرار المكين : قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ) المؤمنون 12 ـ 13 .
نطفة ..نطفة ضعيفة لا ترى إلا بعد تكبيرها مئات المرات ، جعلها الله في هذا القرار ،فتكاثرت و تخلقت حتى أعطت هذا البناء العظيم ،و خلال هذه المرحلة كانت تنعم بكل ما تتطلبه من الغذاء و الماء و الأوكسجين ، في مسكن أمين و منيع و مريح ، و تحت حماية مشددة من أي طارىء داخلي أو خارجي . حقاً إن هذا الرحم لقرار مكين . و لكن ذلك ؟!!
القصة شيقة و ممتعة لا يملك من يطالعها إلا أن يسبح الخالق العظيم ،و هو يرى تعاضد الآليات المختلفة : التشريحية ،و الهرمونية ،و الميكانيكية ،و تبادلها في كل مرحلة من مراحل تطور الجنين ، لتجعل من الرحم دائماً قراراً مكيناً .
فتشريحياً :
1 ـ تقع الرحم في الحوض بين المثانة من الأمام و المستقيم من الخلف ،و تتألف من ثلاثة أقسام تشريحية هي : الجسم و العنق و المنطقة الواصلة بينهما و تسمى المضيق .
2 ـ يحيط بالرحم جدار عظمي قوي جداً ، يسمى الحوض ، و يتألف الحوض من مجموعة عظام سميكة هي العجز و العصعص من الخلف ، و العظمين الحرقفين من الجانبين و يمتدان ليلتحمان في الأمام على شكل عظم العانة ،هذا البناء العظمي المتين لا يقوم بحماية الرحم من الرضوض و الغط الخارجية من الجوانب كافة فحسب ، و إنما يطلب منه أن يكون ببناء و ترتيب تشريحي يرضى عنه الجنين ، بحيث يكون ملائماً لنموه ،متناسباً مع حجمه و شكله ،و أن يسمح له عندما يكتمل نموه و يكبر آلاف المرات بالخروج و المرور عبر فتحة السفلية إلى عالم النور ،و بشكل سهل . فأي اضطراب في شكل الحوض أو حجمه قد يجعل الولادة صعبة أو مستحيلة ،و عندما يلزم شق البطن لإستخراج الوليد بعملية جراحية تسمى القيصرية .
3 ـ أربطة الرحم : هناك أربطة تمتد من أجزاء الرحم المختلفة لتربط بعظام الحوض أو جدار البطن تسمى الأربطة الرحمية تقوم بحمل الرحم ،و تحافظ على وضعيته الخاصة الملائمة للحمل و الوضع ، حيث يكون كهرم مقلوب ، قاعدته في الأعلى و قمته في الأسفل ، و ينثني جسمه على عنقه بزاوية خفيفة إلى الأمام ، كما تمنع الرحم من الانقلاب إلى الخلف او الأمام ،و من الهبوط للأسفل بعد أن يزيدا وزنه آلاف المرات .
هذه الأربطة هي : الرباطان المدوران ،و الرباطان العرضيان ،و أربطة العنق الأمامية و الخلفية . و لندرك أهمية هذه الأربطة ، يكفي أن نعلم أنها تحمل الرحم التي يزيداد وزنها من (50) إ قبل الحمل إلى (5325) إ مع /ا تحويه من محصول الحمل . و أن انقلاب الرحم إلى الخلف قبل الحمل قد يؤدي للعقم لعدم إمكان النطاف المرور إلى الرحم ، و إذا حصل الانقلاب بعد بدء الحمل فقد يؤدي للإسقاط .
و هرمونياً : يكون الجنين في حماية من تقلصات الرحم القوية ، التي يمكن أن تؤدي لموته ، أو لفظه خارجاً ، و ذلك بارتفاع عتبة التقلص لألياف العضلة الرحمية بسبب ارتفاع نسبة هرمون البروجسترون الذي هو أحد أعضاء لجنة التوازن الهرموني أثناء الحمل و التي تتألف من :
1 ـ المنميات التناسلية : كمشرف .
2 ـ هرمون الجريبين كعضو يقوم بالعمل مباشر .
3 ـ هرمون البروجسترون كعضو يقوم بالعمل مباشرة . تتعاون هذه اللجنة و تتشاور لتؤمن للجنين الأمن و الاستقرار في حصنه المنيع ، فلنستمع إلى قصتها بإيجاز :
ما إن تعشعش البيضة في الرحم حتى ترسل الزغابات الكوريونية إلى الجسم الأصغر في المبيض رسولاً يدعى المنميات التناسلية تخبره بأن البيضة بدأت التعشيش ،و تطلب منه أن يوعز للرحم أن تقوم بما عليها من حسن الضيافة .
و فعلاً يقوم الهرمون التأثير المباشر على الدم لتقوم بتأمين متطلبات محصول الحمل ، كما أن الهرمون و اللوتئين ( البروجسترون ) ، كما ذكرنا ، الفضل في رفع عتبة تقلص العضلات الرحمية ، فلا تتقلص إلا تقلصات خفيفة تفيد في تعديل وضعية الجنين داخل الرحم . و في الشهر الثالث يبدأ الجسم الأصفر يعلن عن اعتذاره عن الاستمرار في تقديم هذه الهرمونات ،و يميل للضمور ، و في هذا الوقت تأخذ المشيمة ـ التي تكون قد تكونت ـ على عاتقها أمر تزويد الحمل بمتطلباته المتزايدة من الهرمونات حتى نهاية الحمل .
و هكذا نجد لغة التفاهم و التعاون ظاهرة في هذه اللجنة الهرمونية و الجهات التي تصدر عنها .
المرجع :
مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق
السمع ثم البصر
ورد في القرآن الكريم لفظي السمع و البصر معاً ( 19) تسعة عشر مرةً ، و ذكر في (17) سبعة عشر موضعاً لفظة السمع قبل البصر منها قوله تعالى : ( و هو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار و الأفئدة ) المؤمنون : 78 و قوله ( إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلاً) الإسراء :36 .
و الواقع أن كلاً من السمع و البصر من الحواس الغالية و الهامة في الإنسان فعن طريقهما يطل على العالم الخارجي ، و يتلقى المدركات ، ويميز الأشياء و يتعرف عليها و لكن ذكر السمع قبل البصر في القرآن يكاد يكون قاعدةً مطردة .
و قد نفهم الحكمة من ذلك اعتماداً على بعض مكتسبات العلم التي منها :
1 ـ تبدأ وظيفة السمع بالعمل قبل وظيفة الإبصار . فقد تبين أن الجنين يبدأ بالسمع في نهاية الحمل و قد تأكد العلماء من ذلك بإجراء بعض التجارب حيث أصدروا بعض الأصوات القوية بجانب امرأة حامل في آخر أيام حملها ، فتحرك الجنين استجابة لتلك الأصوات ، بينما لا تبدأ عملية الإبصار بعد الولادة بأيام قال تعالى إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً ) الدهر : 2 .
2 ـ ومن الحقائق التي تجعل السمع أكبر أهمية من البصر هي أن تعلم النطق يتم عن طرق السمع بالدرجة الأولى ، وإذا ولد الإنسان و هو أصم ، فإنه يصعب عليه الانسجام مع المحيط الخارجي و يحدث لديه قصور عقلي و تردٍ في مدركاته و ذهنه ووعيه . و هناك الكثير من الذين حرموا نعمة البصر و هم صغار أو منذ الولادة و مع ذلك فقد تعلموا درجة راقية من الإدراك و العلم حتى الإبداع ،و أبو العلاء المعري الشاعر المعروف مثالٌ على ذلك . و لكننا لم نسمع بأن هناك إنساناً ولد و هو أصم ، أو فقد سمعه في سنوات عمره الأولى ثم ارتقى في سلم المعرفة . و ذلك لأن التعلم و الفهم يتعلقان لدرجة كبيرة بالسمع ، و الذي يفقد سمعه قبل النطق لا ينطق .و لذلك ربطت الآية القرآنية العلم بالسمع أولاً ثم البصر فقال تعالى في سورة النحل : ( و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة لعلكم تشكرون ) .
3 ـ العين مسؤلة عن وظيفة البصر أما الأذن فمسؤلة عن وظيفة السمع و التوازن . و قد تكون العبرة في هذا الترتيب أكثر من ذلك و الله أعلم بمراده.
المرجع:
مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق
الخـمـر أم الخبـائـث
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر و الميسر و الأنصاب الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدم عن ذكر الله و عن الصلاة فهل أنتم منتهون ) .
الخمر لغة : هي كل ما خامر العقل و غلبه . و في الاصطلاح الفقهي هي اسم لكل مسكر . عن عبد الله بن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مسكر خمر و كل خمر حرام . رواه مسلم
و الرجس : القذر.
مشكلة الخمر في العالم :
الخمر من اعقد المشكلات التي يجأر منها الغرب و يبحث عن حل لكن دون جدوى فهذا السيناتور الأمريكي وليم فولبرايت يقول عن مشكلة الخمر : " لقد وصلنا إلى القمر و لكن أقدامنا مازالت منغمسة في الوحل ، إنها مشكلة حقيقية عندما نعلم أن الولايات المتحدة فيها أكثر من 11 مليون مدمن خمر و أكثر من 44 مليون شارب خمر " .
و قد نقلت مجلة لانست البريطانية مقالاً بعنوان " الشوق إلى الخمر " جاء فيه " إذا كنت مشتاقاً إلى الخمر فإنك حتماً ستموت بسببه ".
إن أكثر من 200 ألف شخص يموتون سنويا في بريطانيا بسبب الخمر .
و ينقل البروفسور شاكيت أن 93% من سكان الولايات المتحدة يشربون الخمر و أن 40% من الرجال يعانون من أمراض عابرة بسببه و 5% من النساء و 10% من الرال يعانون من أمراض مزمنة معندة .
تأثيرات الخمر السمية :
ترى هل يدري شارب الخمر أنه يشرب سماً زعافاً ؟
و قبل الشرب ، يمكن لصانع الخمر أن يستنشق أبخرته مما يؤدي إلى إصابته بالتهاب القصبات و الرئة و إلى إصابة بطانة الأنف مما يؤدي إلى ضعف حاسة الشم ، و هنا يتضح معنى قوله تعالى " فاجتنبوه " فهي تعني النهي عن الاقتراب منه مطلقاً و هي أعم من النهي عن شربه .
و يختلف تأثير الخمر السـمي كلمـا تغير مسـتواه في الدم فعندما يبلغ مســتواه من 20ـ 99ملغ % يسبب تغير المزاج و إلى عدم توازن العضلات و اضطراب الحس ، و في مستوى من 100ـ 299 ملغ % يظهر الغثيان و ازدواج الرؤية و اضطراب شديد في التوازن . و في مستوى من 300 ـ 399 ملغ % تهبط حرارة البدن و يضطرب الكلام و يفقد الذاكرة . و في مستوى 400 ـ 700 ملغ % يدخل الشاب في سبات عميق يصحبه قصور في التنفس و قد ينتهي بالموت . و رغم أن كل أعضاء الجسم تتأثر من الخمر فإن الجملة العصبية هي أكثرها تأثراً حيث يثبط المناطق الدماغية التي تقوم بالأعمال الأكثر تعقيداً و يفقد قشر الدماغ قدرته على تحليل الأمور ، كما يؤثر على مراكز التنفس الدماغية حيث أن الإكثار منه يمكن أن يثبط التنفس تماماً إلى الموت .
و هكذا يؤكد كتاب alcoholism أن الغول بعد أن يمتص من الأمعاء ليصل الدم يمكن أن يعبر الحاجز الدماغي و يدخل إلى الجنين عبر المشيمة ، و أن يصل إلى كافة الأنسجة . لكنه يتوضع بشكل خاص في الأنسجة الشحمية . و كلما كانت الأعضاء أكثر تعقيداً و تخصصاً في وظائفها كانت أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية . فلا عجب حين نرى أن الدماغ و الكبد و الغدد الصم من أوائل الأعضاء تأثراً بالخمر حيث يحدث الغول فيها اضطرابات خطيرة .
تأثيرات الخمر على جهاز الهضم
في الفم يؤدي مرور الخمر فيه إلى التهاب و تشقق اللسان كما يضطرب الذوق نتيجة ضمور الحليمات الذوقية ، و يجف اللسان و قد يظهر سيلان لعابي مقرف . و مع الإدمان تشكل طلاوة بيضاء على اللسان تعتبر مرحلة سابقة لتطور سرطان اللسان و تؤكد مجلة medicin أن الإدمان كثيراً ما يترافق مع التهاب الغدد النكفية .
و الخمر يوسع الأوعية الدموية الوريدية للغشاء المخاطي للمري مما يؤهب لتقرحه و لحدوث نزوف خطيرة تؤدي لآن يقيء المدمن دماً غزيراً . كما تبين أن 90% من المصابين بسرطان المريء هم مدمنوا خمر .
و في المعدة يحتقن الغشاء المخاطي فيها و يزيد افراز حمض كلور الماء و الببسين مما يؤهب لإصابتها بتقرحات ثم النزوف و عند المدمن تصاب المعدة بالتهاب ضموري مزمن يؤهب لإصابة صاحبها بسرطان المعدة الذي يندر جداً أن يصيب شخصاً لا يشرب الخمر .
و تضطرب الحركة الحيوية للأمعاء عند شاربي الخمر المتعدين و تحدث التهابات معوية مزمنة و اسهالات متكررة عند المدمنين ، و تتولد عندهم غازات كريهة و يحدث عسر في الامتصاص المعوي.
الكبد ضحية هامة للخمر :
للكبد وظائف هامة تقدمها للعضوية ، فهي المخزن التمويني لكافة المواد الغذائية و هب تعدل السموم و تنتج الصفراء .
و الغول سم شديد للخلية الكبدية و تنشغل الكبد من أجل التخلص من الغول عن وظائفه الحيوية و يحصل فيها تطورات خطيرة نتيجة الإدمان . ففي فرنسا وحدها يموت سنوياً أكثر من 22 ألف شخص بسبب تشمع الكبد الغولي و في ألمانيا يموت حوالي 16 ألف . كما أن الغول يحترق ضمن الكبد ليطلق كل 1غ منه 7 حريرات تؤدي بالمدمن إلى عزوفه عن الطعام دون أن تعطيه هي أي فائدة مما يعرضه لنقص الوارد الغذائي .
1ـ تشحم الكبد حيث يتشبع الكبد بالشحوم أثناء حرق الغول و تتضخم الكبد و تصبح مؤلمة
2ـ التهاب الكبد الغولي : آفة عارضة تتلو سهرة أكثر فيها الشارب من تناول الخمر و تتجلى بالآم بطنية و قيء و حمى وإعياء و ضخامة في الكبد .
3ـ تشمع الكبد liver cirrhosis : حيث يحدث تخرب واسع في خلايا الكبد و تتليف أنسجته و يصغر حجمه و يقسو و يصبح عاجزاً عن القيام بوظائفه .
و يشكو المصاب من ألم في منطقة الكبد و نقص في الشهية و تراجع في الوزن مع غثيان وإقياء ثم يصاب بالجبن أو باليرقان ز و قد يختلط بالتهاب الدماغ الغولي و يصاب بالسبات أو النزف في المريء ، و كلاهما يمكن أن يكون مميتاً .
تأثيرات الخمر على القلب :
يصاب مدمن الخمر بعدد من الاضطابات الخطيرة و المميتة التي تصيب القلب منها :
1ـ اعتلال العضلة القلبية الغولي : حيث يسترخي القلب و يصاب الإنسان بضيق في النفس و إعياء عام و يضطرب نظم القلب و تضخم الكبد مع انتفاخ في القدمين ،و المريض ينتهي بالموت إذا لم يرتدع الشارب عن الخمر
2ـ قد يزيد الضغط الدموي نتيجة الإدمان .
3ـ داء الشرايين الإكليلية :الغول يؤدي إلى تصلب و تضيق في شرايين القلب تتظاهر بذبحة صدرية .
4ـ اضطراب نظم القلب
تأثيرات الخمر على الجهاز العصبي :
تعتبر الخلايا العصبية أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية . وللغول تأثيرات فورية على الدماغ ن بعضها عابر ، و بعضها غير قابل للتراجع .حيث يؤكد د . براتر وزملاؤه أن تناول كأس واحد أو كأسين من الخمر قد تسبب تموتاً في بعض خلايا الدماغ .و هنا نفهم الإعجاز النبوي في قوله صلى الله عليه و سلم " ما أسكر كثيره فقليه حرام " .
و السحايا قد تصاب عند المدمن عندها يشكو المصاب من الصداع و التهيج العصبي و قد تنتهي بالغيبوبة الكاملة . كما أن الأعصاب كلها معرضة للإصابة بما يسمى " باعتلال الأعصاب الغولي العديد أو المفرد".
أما الأذيات الدماغية فيمكن أن تتجلى بداء الصرع المتأخر الذي يتظاهر عند بعض المدمنين بنوبات من الإغماء و التشنج و التقلص الشديد .
تأثيرات الخمر على الوظيفة الجنسية :
تروي كتب الأدب قصة أعرابية أسكرها قوم في الجاهلية فملا أنكرت نفسها قالت : أيشرب هذا نساؤكم ، قالوا : نعم قالت : لئن صدقتم لا يدري أحدكم من أبوه . و قد الأطباء أن الخمر تزيد من شبق الأنثى فيضطرب سلوكها الجنسي حتى أنه لا يستغرب أن تمارس المرأة أول عمل جنسي لها تحت تأثير الخمر و قد أكد البروفسور فورل أن معظم حالات الحمل السفاحي حدثت أثناء الثمل . كما تضطرب الدورة الطمثية لدى المرأة المدمنة و تصل إلى سن اليأس قبل غيرها بعشرة سنوات و تتاذى الخلايا المنتشة مؤدية إلى ضرر في المبيضين.
أما الرجل ، فعلى الرغم من ازدياد الرغبة الجنسية في المراحل الأولى من الشرب لكن القدرة على الجماع تتناقص عند المدمن حتى العنانة الكاملة .
و الغول يوذي الخلايا المنتشة و يتلفها مؤدياً إلى ضمور في الخصيتين ، وقبل هذا يمكن ظهور نطاف مشوهة يمكن أن تؤدي إلى أجنة مشوهة .
الخمر ينتهك الخط الدفاعي للبدن :
تضعف مقاومة البدن للأمراض الانتانية لدى المدمن و تنقص لديه لاسيما للإصابة بذات الرئة و غيرها .
و قد كان يفسر سابقاً بسوء التغذية لكن أبحاث كورنيل الأمريكية أثبتت أن ضعف المقاومة لدى المدمنين ناتج عن تدخل مباشر في عملية المناعة .
آثار الخمر الخطيرة على النسل :
يقول د. أحمد شوكت الشطي : إن زواج الغوليين قضية خطيرة لأن الزوج المولع بالشرب زوج غير صالح ، و يرث نسله منه بنية مرضية خاصة تعرف بالتراث الغولي ،و يقصد به ما يحله نسل المخمورين من ضعف جسدي و نفساني و قد ثبت أن الأم الحامل تنقل الغول عبر مشيمتها إلى الجنين فتبليه و أنه ينساب بالرضاعة إلى الوليد.
المراجع :
روائع الطب الإسلامي د. محمد نزار الدقر
نظرات في المسكرات د . أحمد شوكت شطي
ـيـتـبـع
…
ينبغى عليك التسجيل لرؤية باقى الموضوع