خذني إليك شتاتاً و اجمعني و شت جراحي ,,
أرسلها بعيداً عن فؤادي و أوراق الذكريات ..
فقد سئمت مسامرة أوجاعي و وحشتي وحدي ..
مللت مكابدة السهاد بمفردي ,,
أغرقت وسادتي دمعاً و حكايا التياع ,,
و أبكيت خزانة أيامي و أنا أخبئ في طياتها أناتي ..
تعال ,,
تعال مد يدك لروحي و انتشلها ,,
انتشلها من قمقم الأماني الدفينة ..
احتضن شهقاتي و زفراتي ,,
عانق أنفاسي و أطفئ لهبها بدفء عينيك ..
امسح عني دمعاتي و عبراتي ,,
و روِّ القلب حبَّاً و حناناً ,
خبئني بين جنبيك ..
ها أنا ذا ؛ ألوذ بك سكناً ,,
و أرجوك ألا تغادر تفاصيل ذاكرتي ..
أشبِع مخيلتي بوجودك , و اغمر لحظاتي بأطياف ضحكاتك ..
كفاك تهجيراً لأحلامي بعيداً عنك ,,
و ترفق بروح تسافر إليك كل مساء ..
فمن نافذة روحي أطلقت شعوري نحوك ,,
لم أعد أطيق حبسه كما اعتدت أن أفعل ..
فهو يكبر , و يكبر , و يكبر ,,
حتى ضاق به قفص الصدر و كسر أضلعي ..
حرره من قيود الخوف و الفزع .
اسمح له أن يطير إليك و يحط على كتفك بلطف ,
كما حطت أنت على قلبي ..
و اعذره إن أحدث صخباً ,,
فكم الحب الذي أحمل , يئن فقداً و شوقاً إليك ..
لا تتركه طريداً يجوب سماوات العشق ,,
فمخالب الحنين لا ترحم ..
أعلم أنك تحبني أيضاً ,,
لكني أبحث عن ملاذ ,
يدفئ برد اللحظات التي مرت عليَّ بدونك ..
خذني إليك رفات كيان ,,
اجمعني و بعثرني في حناياك ..
أو انثرني في قلبك وروداً ذابلة .,
دع بقاياي تزين جوفك ,,
تكون حروف اسمي و تفوح وجداً و لهفة ..
دعها تعبق مسكاً , و حباً لك .
مهلاً ,
أخبرني قبل ذلك :
في مذكراتك أنا من أكون ؟
أذكرى عابرة مرت بك ثم دفنتها بتابوت غياب أسود ؟
أم جراح داويتها برحيل عن دنياي ؟
أقطار ركبته لتغادر ألماً فنسيت فيه كومة آلام ؟
أم قطرات مطر غسلت بها أوجاعك ثم نفضتها عن معطف أيامك ؟
أتعلم ؟
لا يهم ,
المهم أني أعلم من تكون في كل أركان كياني ..
أنت دمعة حزينة حبستها في مقلتي دهراً ,,
و هدية سماوية دستها في أحشائي عمراً ..
أنت انبثاق حلمٍ عشته و لم أحلم بعيشه يوماً ,,
بل أنت نبضة كلما دقت ,
أماتني
و أحيتني
ثم ألقتني
فأسقتني
و على حافة النسيان كتَبَتْنِي
[ مجرد ذكرى ] ..