التصنيفات
منوعات

(((الحب .والانتظار)))

(((الحب …والانتظار)))

لا أحد من بني البشر‏,‏ لم ينتظر شيئا ما‏.‏ قد ينال هذا الشيء وقد لا يناله‏..‏ هوعدا كان أو شيئا ماديا أو معنويا‏.‏ وفي كل حالة انتظار‏,‏ نجد لها زمانا خاصا بها‏,‏ ربما يختلف عن ذلك الزمان الذي نحسبه بالساعات والدقائق‏..‏ وربما الايام والشهور والسنين‏.‏ الا انتظار الحبيب‏!!‏ مسألة تختلف من زمانها وحسابها وملابساتها عن أي مسألة أخري‏.‏ ان هذا الاختلاف في ذلك الانتظار نابع من الحب ذاته‏,‏ فالحب خروج عن القوانين المألوفة وعن القواعد المعروفة‏.‏ لذلك كان كل ما له صلة به‏,‏ بعيدا عن المفاهيم السائدة‏,‏ له قوانينه الخاصة وأنظمته المختلفة‏.‏
نحن نحسب أشياء كثيرة بالقرون‏…‏ مثل حضارات المجتمع‏..‏ وتطورات الدول‏..‏ ونحسب أشياء أخري بالسنين‏,‏ مثل الاعمار والدراسة‏.‏ ونحسب غيرها بالشهور مثل فصول السنة وموعد القران والزفاف‏…‏ ويظل الزمان يتصاعد ويتضاءل حتي يصل إلي الدقيقة والثانية‏..‏ ونبضة القلب وزفرة الصدر حين ننتظر لقاء الحبيب‏!!‏ والمدهش أننا في انتظارالحبيب تثقل أقدام الزمن‏..‏ كأنه يدهس القلوب في قسوة‏..‏ أو يغوص في الافئدة بعنف‏..!!‏ وحين يقترب الموعد المحدد‏.‏ يتغير كل شيء في الانسان‏..‏ فلا الزمان هو الزمان‏..‏ ولا المكان هو المكان‏..‏ ولا نبض القلب هو النبض‏!!‏ تتحول الدقائق إلي ساعات‏..‏ وتستطيل الثواني‏..‏ وتنغرس عقارب الساعة في عمق القلب‏..‏ تجرح وتدمي‏..‏ والخوف القاتل يشطر الفؤاد نصفين بين أمل الحضور‏..‏ وألم الغياب‏…‏ حتي المكان‏…‏ يظل متحركا هو الآخر ببطء‏..‏ يضيق ويضيق‏..‏ وتضيع الأمكنة في ثنايا الأزمنة‏..‏ ويتحول الزمان والمكان إلي سن حاد لرمح قاتل‏…‏ يبرز منه شروع في إخفاق‏..‏ وذهول من انسحاق‏!!‏ وحين تمضي لحظة الاتفاق ‏««‏علي‏»»‏ اللقاء دون أن تبزغ شمس الحبيب‏..‏ تتحول عقارب الساعة إلي نصال حادة‏,‏ تمزق الروح والقلب والفؤاد والجسد جميعا‏!!‏

وثمة نشيج في عمق القلب لا نسمعه‏..‏ لكننا نحسه‏,‏ فتتأبي الدموع عن العين‏,‏ ويبقي القلب منتحبا وحده لا يرسل اشاراته إلي العين‏!!‏ لايزال متعلقا بأمل اللقاء عوضا عن ألم الانتظار‏…‏ وحين يمضي الوقت يحفر في القلب نهرا من ألم‏,‏ تغرق فيه رؤي اللقاء وأحلام الوصال‏..‏ لكنه يبحث في الزحام عن ذلك الأمل النائه‏..‏ تتعلق عيونه بالناس يتمزق قلبه ما بين أمل وشجون وشبك باللقاء ما بين يأس قاتل تنفذ رماحه إلي الفؤاد‏.‏ ويطول الانتظار‏..‏ ويعز الاصطبار‏..‏ ويضرب أخماسا في أسداس‏..‏ ويتلمس المعاذير واحدا وراء الآخر‏.‏ آه‏!!‏ ربما كان الطريق مزدحما فلم يتمكن من الحضور في الميعاد‏!!‏ نعم ربما‏!!‏ كلا‏..‏ ربما لم يتمكن من الخروج من بيته‏!!‏ نعم ربما‏!!‏ وإلي أقرب هاتف يتجه ويرتجف‏!!‏ يعتريه خوف مذهل‏!!‏ يخشي أن يجد الحبيب في البيت غير عابيء بالميعاد‏!!‏ ويخشي أن لا يجد الحبيب في البيت فلا يدرك لذلك معني ولا مغزي‏!!‏
……………………..




موضوع في قمة الخيااال

طرحت فابدعت

دمت ودام عطائك

ودائما بأنتظار جديدك الشيق

لك خالص حبي وأشواقي




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.