بسم الله الرحمن الرحيم
يحلو للكثيرين القيام في هذه الأيام بالرحلات الى المناطق الخضراء ذات الأشجار الكثيفة والعشب الطويل، يخيمون فيها، يتفيأون ظلها ويستمتعون بجمالها ويستنشقون عبيرها، وخاصة في رحلاتهم الى خارج المملكة.
ويخطئ الكثيرون منهم بارتداء الملابس القصيرة غير مدركين أن هذه المناطق تكون عادة مليئة بالحشرات التي تنقل أمراضا خطيرة عن طريق العض أو القرص.
ومن هذه الأمراض مرض لايم (Lyme)، وهو مرض شائع في مناطق الغابات والاشجار الكثيفة يتواجد فى كثير من أنحاء العالم ويزيد انتشاره في أوروبا وأميركا،وهو عبارة عن عدوى جرثومية سببها عضة حشرة القُراد.
وغالبا ما تتغلب آلية دفاع الجسم على العدوى وتقضى على البكتيريا المُعدية، ويمكن أن تبقى البكتيريا متمركزةً في موقع العضّة وتسبّب إصابة جلدية موضعية، وفي بعض الحالات قد تنتشر البكتيريا عبرالدّم والجهاز اللّمفاويّ إلى الأعضاء الأخرى و تسبّب مرضا التهابيا يصيب عدة أجهزة بالجسم مثل الجلد، القلب، الجهاز العصبيّ المركزيّ، المفاصل والعيون.
حذرت مراكز مكافحة ومنع الأمراض الأميركية المصطافين، من احتمال اصابتهم بمرض "لايم" والذى ينتشر فى المناطق التي ترتفع بها مستويات الرطوبة ودرجة الحرارة من العالم، وأكدت أنه من الممكن تفادى الإصابة عن طريق لدغ حشرة القراد، بأخذ الاحتياطات التالية:
– الابتعاد عن المناطق التي يحتمل أن يعيش فيها عادة، هذا النوع من الحشرات، مثل المناطق المشجّرة، الأراضي ذات العشب الطويل، والأماكن المغطاة بورق الشجر الكثيف.
– إستعمال طارد الحشرات على الجلد، خاصة الأماكن المكشوفة منه، وأيضا على الملابس، ويفضل شراء العبوات التي يكون تركيزها 20 بالمائة إلى 30 بالمائة من مادة دي إي إي تي DEET، أما طارد الحشرات بيرميثرين، permethrin، فيمكن استعماله على الملابس فقط، لكنه لا يستعمل بشكل مباشر على الجلد.
– عندما يوجد الشخص في مكان قد تتجمّع فيه هذه الحشرة، القراد، ينصح بلبس ملابس داخلية طويلة وقمصان طويلة الأكمام وجوارب تمنع وصول تلك الحشرات إلى الجلد، وأن يكون لون الملابس فاتحا لكي يسهل اكتشاف الحشرة والتخلص منها قبل أن تقوم بالقرص أو العض.
– يجب فحص الملابس قبل الدخول الى المنزل كي يتم التخلص من أي حشرة عالقة بالملابس وأن تزال بعناية بالملقط.
– يجب الوعي والادراك لأيّ أعراض مرضية غير عادية، مثل ظهور طفح جلدي دائري الشكل، تعب، برد وارتعاش، حمّى، صداع، وألم في العضلات والمفاصل، فيتم التوجه الى طبيب الأسرة وإعطاءه التاريخ المرضي بالتفصيل، حتى يتمكن من وصف العلاج المناسب فورا.
إن هذا المرض يستجيب جيداً للعلاج المبكر بالمضادّات الحيويّة التخصصية ويحقق شّفاء كاملا، لكنّ معدّل الشّفاء ينخفِض كلما تأخر العلاج.
دمتم فى حفظ الله