البحث عن الأمان
تقول سناء إبراهيم، اضطهاد الفتاة في المجتمعات الشرقية جعلها تبحث دائماً عن زوج يشعرها بالأمان والاطمئنان، فإذا عجز الزوج عن توفير مثل هذه الأحاسيس التي تفتقدها كل فتاة شرقية، اعتقد أن المجال هنا يمكن أن يفسح طريقاً للخيانة، شعور المرأة بعدم الأمان وبعدم التقدير يفتح للشيطان مجالاً للوسوسة بعقلها وأفكارها.
من جهتها تقول ولاء الجبالي، اعتقد أن خيانة أي زوجة سببها عجز الزوج عن الوفاء باحتياجاتها الجنسية والعاطفية، فتقصير الزوج في هذه الناحية يجعل المرأة ضعيفة تجاه أي كلمة حب تقال لها، وتجاه أي إغراء يمكن أن تتعرض له، وبالطبع ليست كل النساء مستجيبات للخيانة، ولكن هذه من ضمن الأسباب التي يمكن أن تؤدي بالمرأة إلى طريق الخيانة.
غياب الزوج
في الوقت ذاته تقول خبيرة التنمية البشرية رسمية علي أن الغياب المتواصل للزوج وسفره الدائم أو انشغاله عن زوجته، سبب كبير من أسباب لجوء المرأة للخيانة، مؤكدة أن خيانة الزوجة جريمة بكل المقاييس خاصة فى الوطن العربى الذى تحكمه معايير وقيم دينية، إلا أن هذا لايمنع من وجود خيانات لضعف النفس البشرية أو لأى أسباب أخرى قد تكون سببها الخلافات الأسرية الدائمة بين الأب والأم وقيام الوالدين باضطهاد الفتاة فى المعاملة مما يجعلها غير مطمئنة للحياة الزوجية فتحلم بأن يشعرها زوجها بالاطمئنان، ولو عجز الزوج عن توفير هذا الإحساس لها وانكسرت علاقتها بزوجها، ولم تجد الاحترام من زوجها، فإنها تتجه للخيانة مع أى شخص يتقرب منها ويشعرها بأهميتها، كما أن هناك سيدات غير ناضجات نفسياً تعلم الواحدة منهن أن زوجها يخونها فتقوم بالعمل مثله للرد عليه بالخيانة أيضاً، وهناك نوع آخر من السيدات المغرورات بجمالهن مما يجعلهن يتمردن على أزواجهن، وهناك سيدات يتجهن للخيانة كنوع من أنواع الدعم الاقتصادى لشراء ما يعجز عنه زوجها من هدايا فتبدأ فى الانحراف، وفى أحيان كثيرة يكون عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الزوجية أو الرغبة الملحة فى الجنس من جانب الزوجة عاملاً مهماً فى الخيانة بهدف تعويض النقص الموجود عند الزوج.
هذا، وتقول زوجة رفضت ذكر اسمها، أنها بالفعل كانت على وشك الخيانة، بسبب إهمال زوجها لها، لدرجة أنها كانت تنوي ممارسة العلاقة الحميمة مع رجل غير زوجها، ولكنها في لحظة ما استفاقت من هذا الظلام، وقررت أن تنهي علاقتها بهذا الرجل وتبدأ حياة جديدة مع زوجها، ولكنها تقول أنها تعاني من ألم نفسي شديد، وعزلة اجتماعية عن الناس وعن زوجها، ولا تستطيع أن تغفر لنفسها هذه الذلة التي تشعرها دائماً بتأنيب الضمير وبأنها زوجة خائنة.
شخصيات مثيرة
من جهة أخرى، يقول خبراء علم النفس أن الشخصية الهستريائية والتي تتميز بالمبالغة وجذب الانتباه والإثارة الجنسية والاستعراض وتقبل الإيحاء والتأثر السريع بالآخرين ومنهم، وسطحية الانفعالات والتفكير وحب المغامرة والإرضاء الفوري وغير ذلك من الصفات، فإن صفاتها الأساسية وسلوكياتها تثير الريبة، ولكنها في كثير من الأحيان لا تصل إلى درجة الخيانة الفعلية إلا إذا ترافقت شخصيتها مع صفات مرضية أخرى مثل صفات الشخصية الحدودية أو المضادة للمجتمع.
ويوضح الخبراء أن الأشخاص الذين يحملون عقداً خاصة مرتبطة بالجنس أو العدوانية أو من تعرضوا للإيذاء الجنسي أو الجسدي أو الإهمال وعدم الرعاية في طفولتهم، يمكن لهم أن يندفعوا ويتورطوا في سلوك جنسي خاطىء مؤقتاً أو بشكل متكرر، وفي بعض الحالات النفسية الشديدة مثل الفصام أو الهوس يمكن للاضطراب النفسي أن يؤدي إلى سلوك جنسي غريب وغير متناسب مع طبيعة الشخص وذلك بسبب اضطراب المنطق أو المزاج.
من جهته يقول الاستشاري النفسي الدكتور أحمد محمد الحواجري أن الخيانة الزوجية مشكلة كبرى تجعلنا ملزمين للقيام بعمل كبير ومهني لعلاج هذه الظاهرة وذلك بتكاتف الجهود وخاصة لتقوية الروابط الأسرية بين الزوجين، وزيادة مساحات التوعية والتثقيف والإرشاد الأسري كإجراء وقائي وضمن خطة قومية يشارك فيها كل من له صلة بهذا الموضوع من قطاعات المجتمع المختلفة من مؤسسات ومدارس وجامعات ودور عبادة وأخصائيين، بالإضافة إلى تقوية الوازع الديني والرجوع إلى الله والبعد عن وسائل الإثارة والاختلاط الممنهج، وتقليل التعرض للفتن المثيرة للغرائز بوسائلها المختلفة، وضرورة التعرف على المشكلات الزوجية في وقت مبكر والاهتمام بها وإيجاد حلولٍ إيجابية لها قبل أن تصل إلى مرحلة الخيانة.