يوجد ما يقارب من 100 نوع مختلف في الشكل والحجم أحصنه البحار الفقارية التي تعتبر من الأحياء البحرية الجميلة والمميزة . يعود إسمه لأنه رأسه يشبه رأس الحصان إلى حد كبير . يعيش حصان البحر في المياه الدافئة حول الشعاب المرجانية والحشائش والطحالب البحرية الموجودة في المياه الضحلة . وهو عكس غيره من الأسماك حيث يسبح عامودياً ورأسه معقوف نحو الأمام. يساعده ذيله الطويل في الإمساك بأغصان الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية,ولا يملك زعانف متطورة كما في الأسماك. لذلك فهو غير سريع في السباحة.
يستطيع حصان البحر التخفي وتغير لونه بين الأبيض والأحمر والأزرق والبني والأسود, وطوله يتراوح في المتوسط 12سنتيمتر تقريباً لا يحتوي فمه على أسنان لذلك فأن طريقة غذائه تعتمد بشكل مباشر على الانتظار لفترة وشفط الفريسة سريعاً ويشمل غذائه قشريات وأسماك وديدان وبعض اللافقاريات الصغيرة الحجم ويحتوي الفم على فتحات صغيرة بها خياشيم تساعده على انتزاع الأكسجين من الماء.
يغطي جسم هذا الحيوان الجميل صفائح عظمية على شكل حلقات تحميه من أعدائه. والجدير بالذكر أن كل نوع يعتمد في تصنيفه على عدد هذه الحلقات . أما عن عين حصان البحر فهي تشبه أعين الزواحف الأرضية حيث تتحرك كل عين بمفردها وفي إتجاهين مختلفتين . وبهذه الميزة يستطيع توجيه أحد الأعين نحو الأعداء في حين تكون العين الأخرى تبحث عن فرائسها , ويقول العلماء أن هذا الحيوان يملك أعين متقدمه في التطوير وترى بوضوح في بيئتها .
وأغرب مافي الأمر هو طريقة تكاثر هذا الحيوان البحري والعلاقة الحميمة بين الزوجين التي تمتد لفترة حياتهما معاً , ولا يتم تغير شريكة حياته إلا بعد وفاتها , وقد يفارق الحياة حزناً عليها . وفقا للأبحاث المستفيضة اتضح أن مراسيم الزواج لا تتم إلا عند اكتمال القمر بدراً, وعادة يكون هناك طقوس من الغزل لعدة أيام قبل أن يتم التلقيح. وبعد ذلك تقوم الأنثى بوضع مابين 200-600 بيضة صغيرة الحجم في جيب خاص في الذكر , يشبه كيس حيوان إنثى الكنغر , الذي بدوره يقوم بتلقيح هذا البيض والإحتفاظ به حتى يفقس . تتراوح هذه الفترة مابين 2 إلى 3 أسابيع يخرج بعدها من نفس الجيب الذكري صغار يصل طولها السنتيمتر الواحد وتشبه إلى حد كبير أبويهما وتعتمد على نفسها في طريقة الغذاء , وبعد ستة إلى عشرة أشهر تقريباً تصبح هذه الصغار مكتملة النمو , وقدر فترة حياة حصان البحر بأربع سنوات تقريباً .
من جهة أخرى يعتبر الإنسان من اشد الأعداء لحصان البحر , كما تتغذى عليه بعض السرطانات البحرية والأسماك وغيرها. وتنحصر القيمة ألاقتصاديه بعد التجفيف في وجبات العديد من دول شرق آسيا ويعتقد أن لها فوائد طبية مختلفة ودور فعال في علاج الربو وأمراض القلب والتهابات الجلد وتقوية الجنس.
ويتراوح سعر الكيلوجرام الواحد من حصان البحر المجفف مابين 500-700 دولار أمريكي. ونظراً لكثرة صيدها وتصديرها بكميات كبيرة إلى أوربا وأمريكا واليابان , فإن المختصين يعتقدون أن هناك إشارات سالبة تشير إلى انقراضه من بيئته والحفاظ عليه واجب وطني ..
