التصنيفات
منوعات

أسباب تأخر الطفل في الكلام

أسباب تأخر الطفل في الكلام

خليجية إن الطفل عبر اللغة، يتحول من كائن مُتلقٍّ، يأكل ويشرب وينام، إلى كائن
متفاعل. وهو عبر اللغة، يبدأ مشواره الإنساني الحقيقي. لذا، على الأهل مواكبة الطفل في هذه المغامرة الكبرى.
في العادة يبدأ الطفل في قول جملة كاملة عند بلوغه السنتين من العمر. ولكن، بعض الأطفال يستطيعون لفظ كلمات مفهومه وهم لا يزالون في عمر السنة، بينما يبلغ عمر بعضهم الآخر أكثر من سنة، من دون تمكّنهم من لفظ كلمة واحدة، أو إذا تلفظوا ببعض الكلمات لا أحد يفهم ماذا يقولون.
في هذه الحالة، إذا كانت الأم عاجزة عن فهم كلمة واحدة مما يقوله طفلها الصغير، فإنّ ذلك لا يعني أنه لا يقول شيئاً. فالكلام لا يحتاج إلى أن يكون واضحاً حتى يُعتبَر تطوراً منطقياً للغة، وخاصة إذا كان عمر الطفل سنة. وقد لا يكون واضحاً أيضاً حتى عند بلوغه السنتين.
فالأطفال يستخدمون نوعين من اللغة "المتداولة": واحدة تبدو مثل "الرطن"، وهي لغة غير مفهومة ولا معنى لها، وهي لا تشبه لغة الأم بالنسبة إلى الأهل، لكنها تبدو كذلك بالنسبة إلى الأطفال الذين يتفوهون بها. فإذا أصغت الأم بانتباه إلى طفلها وهو "يرطن"، ستلاحظ بالتأكيد أنّ "لرطنه" الإيقاع نفسه للغة التي يحكيها الأهل. والتحدّث بطريقة "الرطن" يفي بحاجة الطفل إلى إجراء محادثة على طريقته، على الرغم من قدراته اللفضية المحدودة.
أما الطريقة الأخرى التي يستخدمها الأطفال في ممارسة الكلام، فهي تحتوي على أصوات مؤلفة من مقطع أو مقطعين. وعادة ما يكون لهذه الأصوات معنى عند الطفل. أما بالنسبة إلى الأهل فهم في حاجة إلى فترة طويلة قبل ان يتمكنوا من حل شيفرتها، لأن الأصوات ذات المقطع الواحد التي يتلفّظ بها الطفل، يمكن أن تحتمل أكثر من معنى، مثل لفظة "دا" التي قد تعني "داد" أي بابا، وقد تعني "هذا"، ولفظة "بيب" قد تعني "حليب". وقد تعني "ماء".. إلخ. وفي البداية، قد ترمز الأصوات ذات المقطع الواحد إلى أفكار كاملة بالنسبة إلى الطفل.
لذا، إذا أصغت الأم بانتباه إلى طفلها، قد تصاب بالدهشة لقدرتها على فهم الكثير ممّا يقول، أو قد تبقى حائرة أمام ما "يرطن" به، ولا بأس أيضاً في ذلك. يمكنها أن تتذكر، أنّ الأمر يتطلّب سنوات من الممارسة حتى يصبح كلام الطفل صحيحاً ومفهوماً، وأنّ العديد من الأطفال ينشغلون كثيراً بممارسة مهارات أخرى، وخاصة مهارة الحركة، أكثر من انشغالهم بممارسة الكلام، لأنه غالباً ما تنتهي "الانتصارات" اللفظيّة بانتهاء لفظ الكلمات، في حين أنّ "الانتصارات" الجسدية تتراكم لتبني جسداً قوياً.
معظم الأطفال يبدأون في لفظ الكلمة الأولى عندما يصبحون في عمر ما بين عشرة شهور إلى أربعة عشر شهراً، ولكن ليس من المستغرب، ولا بالجديد، أن يقول الطفل كلمة أو كلمتين عندما يكون لايزال في الشهر الثامن من العمر، كما أنه من غير الطبيعي ألاّ يقول الطفل كلاماً مفهوماً إلاّ عند بلوغه السنة ونصف السنة من عمره. وهناك حقائق طبيعية عدّة، يمكن أن تسهم في فشل طفل بذاته في الكلام، منها:

1- الوراثة: يسير الأطفال عادة، على خطَى والديهم. فإذا عرفت الأم مثلاً، كيف تطورت لغتها عندما كانت طفلة صغيرة، يمكن أن تعرف كيف ستتطور لغة طفلها. ويتمتع بعض الأطفال بمَلَكة تَلقّي اللغة في وقت مبكر، أي أنهم يفهمون معظم ما يُقال لهم، إلاّ أنهم يتأخرون في الكلام، لأنه مُقدّر جينياً لعضلات لسانهم وفهمهم أن تنمو ببطء.

2- الترتيب عند الولادة: قد يبدأ الطفل الأول في العائلة الكلام مبكراً، لأن لدى الأهل وقتاً كافياً لتشجيعه ومساعدته على الكلام، ولأنه وحيد، إذ لا يوجد طفل آخر لينافسه في تعلّم النطق. أحياناً، يكون الأطفال الذين لديهم أشقّاء أو شقيقات أكبر منهم سناً، أبطأ في الكلام، إمّا لأنهم يُحرمون من الكلام، لأن الآخرين يتكلمون باستمرار، فلا يتركون لهم المجال للكلام، أو لأنّ الشقيق أو الشقيقة الأكبر سناً يستبقون رغبتهم، وبذلك يصبح من غير الضروري التكلّم. ولكن هذه ليست قاعدة دائماً. ففي بعض الأحيان، يحفز الأطفال الأكبر سناً، مَن هم أصغر سناً على الكلام، ويلقِّنونهم مفردات جديدة، ما يساعد الطفل على التكلم مبكراً.

3- الجنس: بشكل عام، تبدأ البنات في الكلام قبل الأولاد. ويعود ذلك في جزء منه إلى الاختلالات الفطرية، وفي جزء آخر إلى ميل الأم إلى التكلُّم مع البنت أكثر من الولد. يركّز الأهل، في الأغلب، على المهارات الجنسية عند الأولاد، أكثر من المهارات الكلامية. وبالطبع، يمكن أن تتأخر بعض الفتيات في الكلام ويسبقهن الأولاد في النطق مبكراً.

4- البيئة: إنّ الطفل الذي ينشأ وسط أشخاص عديدين، يتكلمون باستمرار ويُتيحون له الفرصة للكلام، ويشجعونه عليه، قد يبدأ في الكلام مبكراً. والتشجيع يختلف عن ممارسة الضغط على الطفل ليتكلم، وهذا أمر غير مُستحَب. فإذا كانت العائلة تستخدم أكثر من لغة في المنزل، أو لو كانت المربية تتحدث بلغة تختلف عن لغة أهل الطفل، قد يحتار الطفل بأي لغة يتكلم. وينتج عن ذلك تأخّر مؤقّت، في الكلام، مع أنه على المدى البعيد، قد يجيد التحدث باللغتين بطلاقة.

5- التأثر بالمحيط: يتأثر الطفل عادة، بالمكان والأشخاص المحيطين به، والذين يمضي الطفل معهم جلّ نهاره. فالأطفال الذين يُوضَعون في الحضانة يتعلمون عادة الكلام في وقت أبكر من المتوقّع. فتمضية معظم الوقت مع أطفالٍ آخرين، قد يكون العديد منهم أكبر سناً، وأقدَر على الكلام، يمكن أيضاً أن يشجع الطفل في الحضانة على الكلام بسرعة أكبر.

– السرعة في تطور اللغة:
قبل أن يتعلم الطفل الكلام، عليه أن يكون قادراً على فهم ما يقوله الآخرون. فمعظم الأطفال يبدأون في فهم ما يُقال لهم جيداً قبل نهاية السنة الأولى من أعمارهم. وعادة ما يظهر ذلك واضحاً من ردّ فعل الطفل عند توجيه أي سؤال له. مثلاً: هل تريد أن تشرب؟ أو: هل تريد أن تخرج؟.. إلخ. لذا، حتى الذي لا ينبس بكلمة يمكن أن ينشغل في بناء مهاراته اللغوية.
– الجدول الفردي:
يجب الأخذ بعين الاعتبار شخصية الطفل من بين الحقائق الأخرى، التي تؤثر في تطوير لغته. فكل طفل يُطوّر لغته، كما في مجالات التطور الأخرى، حسب سرعة خاصة به. فقد يبدأ طفل صغير في قول أول كلمة مفهومة قبل بلوغه السنة الأولى بفترة، بينما لا يتفوه طفل آخر بأي كلمة إلاّ بعد بلوغه السنة الثانية بفترة. وبعض الأطفال ينطقون بجمل كاملة قبل تمكّنهم من المشي، بينما لا يستطيع أطفال آخرون تركيب كلمتين معاً، إلاّ بعد أن يصبحوا في السنة الثانية من عمرهم. وعلى الرغم من أن الأطفال الذين يتكلمون مبكراً يبدون أذكياء، فليس من الضروري أن يكون الأطفال الآخرون أقل ذكاءً، إذ عند دخول المدرسة، يلحق الأطفال الذين يتأخرون في الكلام بالأطفال الآخرين، وقد يسبقونهم في كثير من الأحيان.

على الأم ألاّ تشعر بالقلق أو الذنب إذا تأخّر طفلها في الكلام. فمادامت تُحدّثه دائماً وتُردّد على مسمعيه مفردات جديدة، فهي تقوم بواجبها على أكل وجه. أما ما تبقّى فيجب أن يسلك مساره الطبيعي. ولكن إذا لم يحاول طفلك الكلام إطلاقاً، أو إذا بَدَا أنه لا يفهم ما تقولينه، ربما دلّ ذلك على أنه يعاني مشكلة في السمع أو أي مشكلة أخرى، عندها يجب عرضه على طبيب مختص.
على كل حال، سواء أكان الطفل بطيئاً أم سريعاً في تعلّم الكلام، فهو في حاجة إلى مساعدة من الآخرين للتعلّم. والعبء الأكبر يقع على عاتق الأم. لذا عندما تتحدث الأم مع طفلها عليها استعمال الكلمة الواحدة بطرق عديدة ترسخ الكلمة في ذهن الطفل. مثلاً. عندما تقول للطفل: "هذه دراجة"، يمكنها أن تضيف أيضاً: "الطفل يركب الدراجة"، أو "الطفل يقود الدراجة". كما يمكنها أن تتبع الطريقة نفسها عندما يتحدّث هو. فلو قال مثلاً: "هذه وردة"، يمكنها أن تردّ قائلة: "نعم.. إنها وردة"، أو "إنها وردة حمراء"، أو "وردة جميلة".. إلخ. ثم عليها توسيع الجملة وتطويرها باستعمال صفات مختلفة مثل "قصير"، "طويل"، "كبير"، "صغير".. إلخ. إضافة إلى ذلك، عليها استخدام جُمَل قصيرة عند التحدُث مع الطفل. فالأطفال الصغار الذين يستطيعون متابعة الاستماع إلى جُمل طويلة ومُعقّدة ويفهمون الضمائر والأفعال، هم قلائل جداً. فالطفل يشعر بالضياع عند التكلُّم معه بسرعة وغضب. وعلى الأم أن تتذكر دائماً أن الطفل لايزال مبتدئاً في اللغة. لذا، فالحديث معه بطريقة واضحة وببطء وبساطة، يسهل عليه التقاط اللغة وفهم الكلمات، وقد يعمل على ترديد بعض الكلمات من بعدها.
وبما أن الأُم قادرة على فهم طفلها أكثر من أي شخص آخر، فعليها محاولة ترجمة كلامه عند حديثه مع الآخرين وتفسير ما يحاول قوله. ولكن، عليها ألاّ تتدخل وتفرض نفسها إلا إذا بَدَا واضحاً أنه في حاجة إليها. عليها منح طفلها الفرصة ليتفاهم مع الآخرين وحده في البداية. إذ عليها ألاّ تجعل من طفلها لعبة تلهوبها. وظيفتها هي تشجيعه على الكلام، وليس الضغط عليه ليتكلم، لأنّ أيّ ضغط خارجي على الطفل يقابله ضغط داخلي من جانبه بالرفض، بما في ذلك حثّه على الكلام. لأنه عندما يكون الطفل مستعداً للكلام ستتفتّح قريحته، وينطلق في الكلام بسهولة.
على الأم أنّ تتذكر أن الطفل يبذل ما في وسعه لتعلُّم اللفظ والضمائر والجَمع وبقيّة قواعد اللغة. لذا، قد يستغرق الأمر سنوات عدّة قبل أن يتمكن الطفل من تعلّم القواعد الصحيحة. والضغط على الطفل وحثّه للتعلم لن يساعده أبداً، بل إنه يؤذيه. لذا، إذا أخطأ الطفل في لفظ كلمة تنتقديه، بل صحّحي خطأة بأسلوب مُحبّب وداعم، ولا تحاولي معاقبته إذا كانت ردوده بلا معنى، لأن الأطفال الذين يتعرضون للانتقاد كلما تحدّثوا يفضلون عدم التحدّث إطلاقاً. وعلى الأم أن تتذكر أيضاً أن الطفل غالباً ما يسمع كلمات ويردِّدها، مع أنه لا يفهمها جيداً. وقد يستغرق الأمر سنوات عدة لقول ما يعنيه ويعني ما يقوله.
في نهاية الأمر، إذا كان تطور لغة طفلك ضمن المعدل الطبيعي، لكنه أقل من المعدل العام أو أقل من تطور لغة بقية أنداده، لا تنزعجي أو تقلقي. فتطور اللغة لا يدل على الذكاء. بطريقة أُخرى، فإنّ الأطفال سريعي البديهة والقادرين على استخدام مفردات كثيرة، غالباً ما يعود ذلك لديهم إلى أسباب جينية وليس إلى الذكاء. لذا، فإنّ هذا التطور البطيء في لغة طفلك هو أمر طبيعي. أما إذا لم يكن طبيعياً، فعليك عرضه على الطبيب المختص، لأن التدخل المبكر يمكن أن يساعد على التغلب على المشكلة أو الحد منها.




خليجية



شكر ياعمرى معلومات قيمه



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام نورا1580878
خليجية

خليجية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقه بعلها1580892
شكر ياعمرى معلومات قيمه

خليجية




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.