التصنيفات
منوعات

أسباب عذاب القبر ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب عذاب القبر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن اهتدي بهديه إلى يوم الدين أما بعد : فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجلين اللذين رآهما يعذبان في قبرهما فقال عن الأول : إنه يمشي بين الناس بالنميمة والآخر لا يستنزه من البول وفي صحيح البخاري من حديث سمره ذَكر النبي صلى الله عليه وسلم تعذيب من يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق ، وتعذيب من يقرأ القرآن ثم ينام عنه بالليل ولا يعمل به في النهار ، وتعذيب الزناة والزواني ، وتعذيب آكل الربا كما شاهدهم عليه الصلاة والسلام في البرزخ .
فعذاب القبر يكون عن : معاصي القلب ، والعين ، والأذن ، والفم واللسان ، والبطن ، والفرج ، واليد والرجل ، والبدن كله وأسباب عذاب القبر كثيرة جداً .
( فالنمام – الكذاب – والمغتاب – وشاهد الزور – وقاذف المحصن – والداعي إلى بدعه – القائل على الله ورسوله مالا علم له به – والمجازف في كلامه – وآكل الربا – وآكل الموال اليتامى – وآكل السحت من الرشوة و البراطيل – وآكل مال أخيه المسلم بغير حق أو مال المعاهد – وشارب المسكر – وآكل لقمة الشجرة المعلونة ( الحشيشة ) – والزاني – واللوطي – والسارق – والخائن – الغادر – والمخادع – والماكر – وآخذ الربا ومعطيه وكاتبه وشاهداه – والمحلَل والمحلِل له – والمحتال على إسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه – ومؤذي المسلمين ومتتبع عوراتهم – والحاكم بغير ما أنزل الله – والمفتي بغير ما شرعه الله – والمعين على الإثم والعدوان – وقاتل النفس التي حرم الله – والمُلحد في حرم الله – والمعطل لحقائق أسماء الله وصفاته الملحد فيها – والمقدم رأيه وذوقه وسياسته على سنة رسول الله – والنائحة والمستمع إليها – والذين يبنون المساجد على القبور ويوقدون عليها القناديل والسرج – ونواحوا جهنم وهم المغنون الغناء الذي حرمه الله ورسوله – والمستمع إليه – والمطففون في استيفاء مالهم إذا أخذوه وهضم ما عليهم إذا بذلوه – والجبارون – والمتكبرون والمراءون – الهمازون – واللمازون – …
والطاعنون على السلف – والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم – وأعوان الظلمة الذين قد باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم – والذي إذا خوفته بالله وذكرته به لم يرعوي ولم ينزجر فإذا خوفته بمخلوق مثله خاف وارعوى وكف عما هو فيه – والذي يهدي بكلام الله ورسوله فلا يهتدي فإذا بلغة عمن يحسن به الظن كمن يصيب ويخطىء عض عليه بالنواجذ ولم يخالفه – والذي يُقرأ عليه القرآن فلا يؤثر فيه وربما اشتغل به فإذا سمع قرآن الشيطان ورقيه الزنا ومادة النفاق طاب سره وتواجد وهاج من قلبه دواعي الطرب – والذي يحلف بالله ويكذب فإذا حلف بأبيه أو بشيخه أو بأي واحد ممن يحب ويعظم من المخلوقين لم يكذب – والذي يفتخر بالمعصية – والذي لا تأمنه على مالك وحرمتك والفاحش اللسان البذيء –
والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها وينقرها ولا يذكر فيها الله إلا قليلاً – لا يؤدي زكاة ماله – ولا يحج مع قدرته على الحج – ولا يؤدي ما عليه من الحقوق مع قدرته عليها – ولا يتورع من لحظة ولفظة ولا أكله ولا خطوة ولا يبالي بما حصَّل من المال من حلال أو حرام – ولا يصل رحمه – ولا يرحم المسكين ولا الأرملة ولا اليتامى ولا الحيوان البهيم بل يدُعّ اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ويرائي للعالمين ويمنع الماعون ويشتغل بعيوب الناس عن عيبه وبذنوبهم عن ذنبه فكل هؤلاء وأمثالهم يُعَذبون في قبورهم حسب كثرتها وقلتها وصغيرها وكبيرها .
ولما كان الناس كذلك كان أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل ، فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات وعذاب ، ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات ، وفي بواطنها الدواهي والبليات تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها . بالله لقد وعظت فما تركت لواعظ مقالة ، ونادت يا عُمار الدنيا لقد عمَّرتم داراً موشكة بكم زوالاً ، وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالاً ، عمَّرتم بيوتاً لغيركم منافعها وسُكناها ، وخربتم بيوتاً ليس لكم ساكن سواها هذه دار الاستباق ومستودع الأعمال وبذر الزراع ، وهذه محل للعبرة رياض من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار .
الأسباب المُنجية من عذاب القبر .. جوابها من وجهين : مُجمَل ومُفَصل .
أما المجمل : فهو تجنب تلك الأسباب التي تقتضي عذاب القبر ومن أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ، ثم يجدد له توبه نصوحاً بينه وبين الله فينام على تلك التوبة ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ ، ويفعل هذا كل ليلة فإن مات من ليله مات على توبة وإن استيقظ استيقظ مستقبِلاً للعمل مسروراً بتأخير أجله حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته وليس للعبد أنفع من هذه النومة ولا سيما إذا عقَّب ذلك بذكر الله واستعمال السُنَّة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم حتى يغلبه النوم فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله . أما الجواب المفصل : فقد وردت أحاديث تدل على بعض الأعمال التي تنجي من عذاب القبر منها ما رواه مسلم في صحيحه عن سلمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات أجري عليه عمله الذي يعمله وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان " .وفي سنن الترمذي : من حديث فضاله بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة ويأمن من فتنه القبر " . قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : قال : " ضرب رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة المُلك حتى ختمها ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هي المانعة ، هي المنجية تنجيه من عذاب القبر " . قال الترمذي هذا حديث حسن غريب . قال أبو عمر بن عبد البر ، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن سورة ثلاثين آية شفعت في صاحبها حتى غُفر له . تبارك الذي بيده الملك ".
ومن الأسباب المنجية من عذاب القبر ترك الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر كما قال صلى الله عليه وسلم " إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن من يجتمعن عليه يهلكنه ".
وقال الشاعر :
لا تُحَقِّرنَ صغيرة إن الجبال من الحصى
قال ابن أبي الدنيا : حدثني عبد المؤمن بن عبد الله بن عيسى القيسي أنه قيل لنباش – أي نبَّاش القبور – قد تاب ما أعجب ما رأيت ؟ قال : نبشت رجلاً فإذا هو مسمر بالمسامير في سائر جسده ومسمار كبير في رأسه وآخر في رجليه قال : وقيل لنبَّاش آخر ما أعجب ما رأيت قال : رأيت جمجمة إنسان مصَبَّوب فيها رصاص ، قال : وقيل لنبَّاش آخر ما كان سبب توبتك ؟ قال : عامة من كنت أنبش كنت أراه محوِلاً وجهة عن القِبلة " . وفي قول آخر قال حدثني صاحبنا أبو عبد الله محمد بن ماب السلامي وكان من خِيار عباد الله وكان يتحرى الصدق قال : جاء رجل إلى سوق الحدادين ببغداد فباع مساميراً صِغاراً ، المسمار له رأسان فأخذها الحداد وجعل يحمي عليها فلا تلين معه حتى عجز عن ضربها فطلب البائع فوجده فقال له : من أين لك هذه المسامير ؟ فقال : لقيتها . فلم يزل به حتى أخبره أنه وجد قبراً مفتوحاً وفيه عظام ميت منظومة بهذه المسامير قال : فعالجتها على أن أخرجها فلم أقدر فأخذت حجراً فكسرت عظامه وجمعتها قال : وأنا رأيت تلك المسامير برأسين " .
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع من اهتدى بهديه إلى يوم الدين اللهم إنا نعوذ بك من الكفر والفقر ومن عذاب القبر ، اللهم نجحنا من عذاب جهنم ، ومن فتنة القبر ومن فتنة الدنيا ، ومن فتنة المسيح الدجال ، وثبِّت قلوبنا على طاعتك ، وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ، وأحسن خاتمتنا وأدخلنا الجنة برحمة منك ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.