وما إن أراد أحدهم أن يفتح العلبة بمطرقة صغيرة حتى بدأ ابن صاحب البيت وكان يبلغ من العمر أربع سنوات بالبكاء طالباً عدم فتح العلبة قائلاً إن أمه ستأتي وتضربهم، فضحكوا جميعاً، وما كان ينبغي لهم أن يضحكوا، ولما عرف المضيّف سبب ضحكهم شعر بالاستياء. وهذه الضحكات تؤدي إلى تقليل مستوى الحب بين الزوجين ولو بشكل بسيط لأن هذه الواقعة توحي بأن زمام الأمور في هذا البيت بيد الزوجة. وهنا يلاحظ كيف أن الزوجة ساهمت بشكل غير مباشر ومن حيث لا تتوقع في إضعاف عوامل الاجتذاب والحب بينها وبين زوجها. ولهذا السبب يتعين على الراغبة في حياة زوجية سليمة أن تقرأ المباحث التربوية للأطفال.
والأمر الأكثر ضرورة من ذلك هو تدريس الفصول المتعلقة بأصول مداراة الزوج في المدارس. وأي وزير يُقدم على هذا العمل، يكون قد قدّم للإسلام خدمة جليلة. فمن المعروف أن وزارة التربية والتعليم في اليابان كسبت مزيداً من الثناء في عالم اليوم بسبب نجاحها في أن تجعل من الرجل معبوداً للمرأة، وتزيد من مستوى الحب بين الرجل و من خلال تدريس أصول مداراة الزوج، حتى جعلت مراكز الإحصاء تعلن بأن طول عمر الرجل و في اليابان قد احتل المرتبة الأولى في العالم، وأحد أسباب ذلك تعود إلى الترابط الإنساني بين الرجل الياباني و اليابانية.
ونحن عندما نرجع إلى الإسلام نجده يتضمن تعاليماً أفضل وأسمى، إلا أن الأيدي الأثيمة للمترفين والمستكبرين، إضافة إلى الأفكار الاستعمارية تحول دون معرفة الإسلام. ومن هنا فإننا نعلن بأن كل من يبادر إلى إدخال هذا الموضوع ضمن مناهج التدريس يقدم للإسلام خدمة صادقة.
على استعداد للتضحية بجسمها وظاهرها من أجل الاستيلاء على قلب الرجل. أي أن تتبع أسلوباً خارجياً من أجل إيجاد توجه داخلي لدى الرجل. وذلك يعني أن تأخذ من داخلها وتضفي على خارجها شيئاً من الزينة لتغلغل عن طريق الظاهر إلى داخل زوجها وتؤثر فيه. وهذا هو المكر أو الكيد الذي أشار إليه القرآن الكريم في سورة يوسف: (إن كيدكن عظيم).
تبدو في الظاهر وكأنها محكومة واقعة كمفعول لفعل الرجل، إلا أن بعضهن يتخذن هذا كطريق للتحكم والسيادة على أكبر رجال العالم. إن ليست على معرفة تامة بالفضائل والسجايا الأخلاقية التي تتألف منها شخصية الرجل إلا على مستوى الفضل والكمال الذي يتمتع به زوجها، وتلقى على أساسه الاحترام من الآخرين.
وقليل من الرجال يلقون الاحترام من المجتمع بسبب مكانة زوجاتهم. ولو كان الزوج محترماً لأجل زوجته لشعر على الفور بفاصل كبير بينه وبينها، إلا أن يكون هو الذي كلّفها بالقيام بأعمال محددة ومعلومة وفيها لله رضاً. كأن يكلف زوجته مثلاً أن تعطي ما زاد من ثيابه عن حاجته إلى مَن ليس لديه ثياب، وإذا كانت هناك فواكه فائضة يمكنها أن تعطيها لمن لا يحصلون على الفواكه. وفي هذا الحال إذا أثنى الرجل على زوجته فهو لا يشعر بفاصل عميق بينه وبينها يمتد في عمقه إلى جهنم. ومن هنا نفهم السبب الذي يستلزم استحصال الزوجة لموافقة زوجها عندما تريد أن تهب للآخرين شيئاً. بل وهنا يكمن السبب الذي يجعل شر صفات الرجال وهي: الغرور والجبن والبخل من أفضل صفات النساء.
حينما عرض الله عزوجل موضوع خلق الإنسان على الملائكة، أشاروا إلى ما يسببه من فساد وإراقة للدماء. أي لو كانت في الإنسان صفات أخرى أسوأ من الفساد وسفك الدماء لأشاروا إليها. مثلما أن الشيطان أُمر بالسجود لآدم، ولكنه استكبر ولم يسجد. وقد وردت الإشارة إلى استكباره (الاستكبار شيء آخر غير الكبر وعدم الكبرياء، والكبرياء هو استعظام النفس).
ومنذ بداية الخَلق وإرسال الأنبياء، بقي الإنسان يتصف بالفساد وإراقة الدماء، وبقي الشيطان يتصف بصفة الاستكبار. وهذه الصفات كلها غير محبذة عند بني الإنسان رجالاً كانوا أم نساءً، سواء صفة الفساد وإراقة الدماء التي تؤدي إلى إبادة إنسان أو هتك كرامته على يد إنسان آخر، أو صفة الاستكبار التي تدخل الإنسان من الشيطان، وتخرجه من صفته الإنسانية.
وذلك أن الشيطان قادر على إغواء العباد إلا المخلصين منهم: (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين). بمعنى أن انتقال صفة الاستكبار من الشيطان إلى الإنسان يدفعه إلى الفساد وسفك …من الشيطان إلى الإنسان يدفعه إلى الفساد وسفك الدماء. وبالنتيجة نلاحظ أن صفة الاستكبار لدى الشيطان، وصفة التكبر أو الاستكبار لدى الإنسان هي أسوأ الصفات. ولكن إذا كانت هذه الصفة لدى فهي صفة حميدة، وذلك لأن إذا كانت مغرورة أو بخيلة لا يمكنها الدخول في صداقة مع الرجل الأجنبي بسرعة، ولا تفرط بسهولة بما في يدها أو يد زوجها
الله يسلمك حبيبتي ومشكوره تقبلي مروري ياعسل