يقوم جهاز المناعة بدور دفاعي معقد التركيب وهو يحمي الجسم من البكتيريا والفيروسات والكائنات الأخرى المسببة للمرض ، فهل تؤثر طريقتنا في الطعام على هذا الجهاز؟
الحقيقة أنه من الصعب تقويم تأثيرات الغذاء على وظيفته المناعية ، إلا أن نتائج بحث جديد أجري تحت إشراف المجلس الأوروبي للمعلومات الغذائية (European Food Information Council) حددت بعض العوامل التي تؤثر على الاستجابة المناعية في الإنسان. فقد تؤثر الكمية التي نتناولها من الطاقة (السعرات الحرارية) على النشاط المناعي بدليل أن الذين يعانون من سوء التغذية يتعرضون للإصابة بالأمراض بمعدلات أكبر ، كما أن برامج إنقاص الوزن التي تطبق فيها أنظمة غذائية محتوية على سعرات حرارية أقل من 1200 سعر حراري تقلل أيضا من الوظيفة المناعية في الجسم، وهو ما يدعو إلى تجنب إتباع الأنظمة الغذائية الفقيرة وغير الصحية. وكذلك فقد يعرض الاستهلاك الزائد للطاقة قدرة الجهاز المناعي على محاربة الإصابات المرضية إلى الخطر أيضاً ، كما أن السمنة تزيد من الإصابة بالأمراض بالإضافة إلى أن الأشخاص البدناء هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الشرايين التاجية للقلب، والذي يحدث تغيرات في الوظيفة المناعية للجسم أيضا.
يعتبر إنقاص الدهون في الغذاء أمراً مهماً للتحكم في الوزن، لكنه يؤثر أيضاً على حسن أداء الجهاز المناعي، ويبدو أن الغذاء الذي يحتوي على مقدار كبير من الدهون يثبط من الاستجابة المناعية ، لذلك يزيد من احتمال خطر الإصابة بالأمراض. وعليه فإن تقليل محتوي الدهون في الغذاء يزيد من النشاط المناعي، وقد لا يكون له تأثير على الإصابة بالعدوى، لكنه يقوي نوعاً من الخلايا المناعية التي تستطيع محاربة الخلايا السرطانية. وكيفما كان الأمر فإن مصدر الدهون يعتبر مهماً أيضاً إلى جانب كميتها. ومن المهم أن يحتوي غذاؤنا على زيت السمك والمكسرات وزيت الصويا وزيت اللينسيد، لأننا في حاجة إلى التوازن الصحيح لمختلف الأحماض الدهنية . بالإضافة إلى تناول الألبان مثل الزبادي بشكل منتظم قد يعزز الدفاعات المناعية في الجهاز الهضمي. ونتائج البحوث الحديثة تشير إلى أن الزبادي المصنع بواسطة نوع معين من البكتيريا تسمي (البكتيريا التكافلية) قد يكون مفيداً للجهاز المناعي. كما دلت التجارب التي أجريت على بعض المتطوعين الذين تناولوا لبن الزبادي المصنوع بواسطة هذه البكتيريا على وجود مقاومة أكبر للميكروبات التي تسبب التسمم الغذائي عندهم. غير أن الأمر ما زال بحاجة إلى مزيد من البحوث. ثم إن المحافظة على سلامة الجهاز المناعي تحتاج إلى تناول مقادير ثابتة من جميع الفيتامينات والمعادن الضرورية. وذلك بتناول غذاء جيد التوازن نحصل عليه بتناول كمية وافرة من الفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان وبشكل منتظم.
توضح معظم الدراسات الآن أن المدعمات الغذائية لا تحفز الاستجابة المناعية في الأشخاص الأصحاء الذين يتغذون بشكل جيد، إلا أن هنالك دراسة حديثة أجريت على المسنين أوضحت أن دعم الغذاء بالفيتامينات المتعددة والمعادن يمكن أن يقوي درجة مناعتهم.
منقول