بدورها، ترى الدكتور منى الصوّاف «أنّ مسؤولية تخفيف الأثر النفسي السلبي على الطفل نتيجة مشاهدة هذه الأحداث الدموية لهي مسؤولية مشتركة يتقاسمها كلّ من الأبوين ووسائل الإعلام»، فتقول: «يجدر بالأبوين مراعاة سنّ الطفل العقلي وليس البيولوجي حصراً، علماً أننّا نجد أنّ بعض الأطفال حباه الله بقدرة مميّزة على الفهم والإدراك للأحداث تتجاوز عمره البيولوجي، في حين أنّ البعض الآخر يعاني من قصور في مستوى الذكاء يجعله عاجزاً عن تفهّم ما يدور حوله بصورة تتناسب وسنّه». وتضيف، في هذا الإطار: «تجد الدراسات التي أجريت في جامعة ميتشيغن في الولايات المتحدة الأميركية أنّ التأثير النفسي لمشاهد العنف لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد تولّد لديهم مشاعر الخوف والفزع، فيكونون كثيري الالتصاق بوالديهم وتكثر لديهم الأحلام المرعبة، في حين أنّ تأثيرها على تلامذة السنتين الأولى والثانية الابتدائية يتمحور حول ميلهم إلى العنف وتقليد ما يرونه، خصوصاً فيما يتعلق بمشاهد التعذيب والقتل. كما قد ينتج عنها أيضاً الشعور بالتلبّد وتحجّر المشاعر لدى المراهقين، خصوصاً أولئك الذين يتعرّضون إلى مشاهد متواصلة من العنف ولفترات طويلة، كما يصبحون أقل احتراماً للمسؤولين أو من يمثّلون السلطة في حياتهم من الآباء والمعلّمين». وتشدّد على ضرورة أن يكون الأبوان موجودين مع الطفل في فترة مشاهدته لمشاهد العنف، مع التحدّث إليه والشرح عمّا يدور بصدق وتوضيح أنّ العنف ليس الأسلوب الأمثل لحل الخلافات، بل تعزيز مبدأ الخطأ والصواب خصوصاً في المرحلة العمرية المتراوحة بين 7 سنوات و11 سنة، علماً أنّه خلال هذه الأخيرة يبدأ تشكيل الصورة النهائية للمفاهيم الأخلاقية لديه». وتردف قائلةً: «يجدر بالوالدين اختيار الوقت المناسب للسماح لصغيرهما بمشاهدة بعض من مشاهد العنف، مع تعزيز المبادئ المتمثّلة في الظلم والعدل والحوار، على أن تكون هذه الأوقات بعيدة عن موعد نوم الطفل لتجنيب تعرّضه لاضطرابات النوم والكوابيس». وتفيد بضرورة اهتمام الأبوين بعلاج مظاهر العنف لدى الطفل منذ بدايتها وعدم التغاضي عنها، خصوصاً تلك المتعلّقة بإيذاء الحيوانات الصغيرة أو محاولة الاعتداء على المعلمين والتي قد تكون أحد المؤشرات إلى وجود اضطرابات السلوك لدى الطفل، والتي إذا تغاضينا عنها قد تؤدّي إلى جنوح الأحداث!
منقول للافــــــادة
جزاكي الله خير