الظاهر في اللغة:
· العلو والارتفاع
قال تعالى : فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ( سورة الكهف ) . أي ما استطاعوا أن يعلو عليه لارتفاعه.
· الغلبة، والنصر
فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ( سورة الصف ) .
· والظهور؛ البيان وبدو الشيء الخفي، الظهر ما غاب عنك، نقول هذا الإنسان الصالح يقرأ القرآن عن ظهر قلب، أي لا ينظر في المصحف.
· والمظاهرة, المعاونة .
وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ ( سورة الممتحنة الآية : 9 ) . أعانوا على إخراجكم ، هذه معاني الظهور .
· ظهرت على سره، أي؛ اطلعت على سره، فالله ظاهر يعني يعلم السر وأخفى.
أما اسم الله " الظاهر " ماذا يعني ؟
كل ما في الكون ينطق بوجوده:
فهو الذي عُرف بالاستدلال العقلي، بما ظهر من آثار أفعاله وصفاته, كل شيء يدل عليه، وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد, إذاً فهو
و تأمل معي النقاط التالية:
1. فرعون, يربي من يقتله:
تروي الروايات أن فرعون رأى في منامه أن طفلاً من بني إسرائيل سيقضي عليه، اتخذ قراراً بذبح أبناء بني إسرائيل من دون استثناء, الذي حصل أن الطفل الذي سيقضي عليه رباه في قصره: فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً ( سورة القصص الآية: 8 ).
لم يستطع فرعون مع كل جبروته أن يهرب من قضاء الله, بل هرب إلى قضاء الله
الله ظاهر في قضائه
2. النصر و الهزيمة:
ينصرك، و قد لا تملك من أسباب النصر شيئاً، كما حدث في غزوة بدر: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ( سورة آل عمران الآية: 123 ).
يخذلك, و أنت تملك كل أسباب النصر: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ( سورة التوبة ) .
لن تنال النصر إلا من عند الظاهر (الغالب على أمره)
3. الرزق:
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ( سورة الطلاق)
س: لماذا جعل الله رزق المتقي من حيث لا يحتسب؟
ج: حتى يرى الله ظاهرا في الرزق, وانه لم يرزق بالأسباب.
4. سيدنا موسى و شق البحر:
ماذا قال بنو إسرائيل والبحر أمامهم، وفرعون خلفهم بجيشه الكبير؟
قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ( سورة الشعراء ) .
بالمنطق، لا يوجد أمل، ولكن ماذا قال من يعلم أن الله ظاهر على كل الأسباب؟
قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ( سورة الشعراء ).
5. سيدنا إبراهيم و النار:
سمح الله عز وجل أن يقبضوا علي سيدنا إبراهيم، وسمح أن يحاكموه، وسمح أن يتخذوا قراراً بإحراقه، وجمعوا ناراً عظيمة، وألقوه في النار، كل الأسباب في هذه القصة تؤدي إلى نهاية محتومة, و هي حرق إبراهيم عليه السلام, ولكن, هل هذه هي النهاية مع الظاهر على كل الأسباب؟
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ( سورة الأنبياء ) .
6. سيدنا يونس و الحوت:
عندما التقم الحوت سيدنا يونس, و انقطعت به كل الأسباب, لم يتبق له إلا مسبب الأسباب
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ( سورة الأنبياء ) .
و ليست هذه خاصة بسيدنا يونس, إذ ختم الله الآية الكريمة وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ حتى لا نيأس.
خلاصة المعاني:
قال بعض العارفين: عرفت الله من نقض العزائم، أنت تريد، وأنا أريد، والله يفعل ما يريد.
و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
· يجب أن ترى الله في كل أحداث الحياة, معك في كل لحظة
فالإنسان المادي يرى النعمة, أما المؤمن فيرى المنعم ظاهرا
والإنسان المادي يرى النقمة, أما المؤمن فيرى القابض ظاهرا
· يجب ألا تجزع من أحداث الحياة, فالظاهر من ساقها إليك, وهو من سيرفعها عنك, و قد قال الإمام الشافعي:
ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
وقال احد الشعراء:
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-لدكتور محمد راتب النابلسي
بارك الله فيك
وجزاك الله الجنه
تقبلي مروري
اختك ام ورد