أنـك تبحث عنــه لتأخذ منــه شيئـاً
ولو بحثت عنـه لتـُعطيـه شيئـاً لوجدتــه
صديقك المقرب … هو من تألفـه نفسك وعقلك
ويبادلك الصفـاء والمحبـة
فبدون تلك الأشياء لا معنى للصداقـة الحقيقيـة
في هذا الزمان الذي تـنـدُر فيـه الصداقات ويشـُح الأصدقاء
لابد أن يـتـشـبّث الإنسان بكل صداقـة قديمـة كان عطاؤهـا دفئـاً
وبكل صديـق وفيّ كانت مشاركاتـه عمــراً
فالعطـاء والمشاركـة يحملان هذا الإنسان
إلى رحابـة التذكـُر الدائم فنحتـرم قيمـة الإنسان
نحن نكتشف الجيـد فننبهـر بـه … وقد ننحني لـه
ونكتشف الرديء … وقد نجاملـه إذا كان يخدمـُنـا
لكن .. إن كل ما يدور في أذهاننـا وما يعتـَل صدورنـا
ليس بالضرورة شيء يخضـعُ للأكتشـاف
أحيانـاً يكون هذا الشيء خاضعـاً للتجاهـُل
وتلك إحدى حقائق الإنسان المـُزدحم بالمتـاعب وبالطمـوح معـاً
من يحب .. يشعـُر أن موتـه في من أحبـُه .. حيـاة لـه
كان ذلك في عصور قيـس وليلى وروميـو وجولييت وولادَة وأبن زيدون
وأجمعـوا معهم من جعلتكـم تقـرأون تلك الكلمـات
أمـا اليـوم .. فيشعـُر المحبـوب
أن من أحبـه يطمحُ إلى الوصـول لغرض لـه فيـه
أنها فلسفـة الأخذ والعطـاء … التي حصرهـا الناس اليـوم في الماديـات فقط
شيئـان لا تستطيع تغييرهُما في حياتـك
المـاضي … والحب الحقيـقي
أهتم بأن تحصـُل على ما تـُحبـه … وإلا
ستكون مُجبـراً على أن تـُحب ما تحصـُل عليـه
في نظري أن الجمـال المـُتجدد هو جمـال الـُروح والعقـل
أمـا الملامح فهي تذبـُل
والحديث هنا ليس مقتصراً على الرجل .. ولكنـه يشمل المرآة أيضـاً
إذا قبلنـا أن نطلـُق عليـه لـفظُ جميـل
عندمـا نفقد الشيء نجعلـه ونرسمـه خيـالاً لا يُـوصف
ونـُعمم هذا الخيـال في كل شيء
حتى يـُصبح على شكل مسلّمـَات لا فـِرار منهـا
الأستمتـاع بالحُب … ليس لحظـة … وإنما هو أحساس باللحظـة
وليس هُنـاك فارق بيـن عُمق الرجل وعُمق الأنثى
وإنمـا الفارق بيـن محتوى العُمق وإحتمالـُه
لتـراكـُم الأشيـاء القديمـة .. وتدفـُق الأشيـاء الجديدة
أنـك تبحث عنــه لتأخذ منــه شيئـاً
ولو بحثت عنـه لتـُعطيـه شيئـاً لوجدتــه