التصنيفات
منوعات

الابن ‘الرجعي’ وفارق السن بينه وبين والديه واخوته

خليجية

الابن ‘الرجعي’ وفارق السن…
بينه وبين والديه وأخوته

خليجية

«يواجه سامي مشكلات مدرسيّة عدة، ورغم محاولات مسؤولة الصفوف الثانوية تحفيزه على النجاح وتفهّم وضعه العائلي، لا يزال أداؤه الأكاديمي ضعيفًا جدًا، وسلوكه وتصرفّاته وقحة. أما السبب فتردّه إلى أنه ابن «رجعي»، أي أن هناك فارقًا كبيرًا في السن بينه وبين أخوته، وبالتالي فإن والديه كبيران في السن ولم يعد في مقدورهما متابعته بشكل مستمر، وأخوته مشغولون ولا يلبّون دعوة إدارة المدرسة لحضور اجتماع الأهل وتقويم أدائه المدرسي».
والملاحظ أن سامي ليس حالة استثنائية في المدرسة بل هناك تلامذة كثر نشأوا في الظروف الاجتماعية نفسها ولديهم المشكلات المدرسية والسلوكية نفسها.
فلماذا تعاني هذه الفئة من الأبناء التي تطلق عليها صفة" ابنة أو ابن رجعي" هذا النوع من المشكلات؟ ما الأسباب التي تجعل" الابن الرجعي" غير مكترث لنجاحه المدرسي؟ ولماذا يظهر بعضهم وقاحة في التعامل مع الآخرين فيما يبدو على بعضهم الآخر الخجل إلى درجة ضعف الشخصية؟

الدلال المفرط والتربية القاسية سببان نتيجتهما واحدة

الاختصاصية في التربية فرح تميم التي تقول:" تطلق صفة رجعي على البنت أو الابن الذي وُلد بعد فترة طويلة من توقف الزوجين عن الإنجاب. مما يعني أن هناك فارقًا كبيرًا في السن بين الابن والديه من جهة، و بينه وبين أخوته من جهة ثانية، أي نشأ في عائلة بينه وبين بقيّة أفرادها بعد زمني، فهناك جيلان مختلفان في السن والأفكار والمعتقدات.
لذا تبدو صورة الأهل بالنسبة إلى هذا الابن مشوّشة. فهو في مرحلة الطفولة وأثناء ذهابه إلى المدرسة يكتشف الاختلاف بين محيطه العائلي ومحيط أقرانه، ويسأل نفسه لمَ أهل أصدقائي شبان بينما أهلي لا!مما يؤثر سلبًا في نظرته إلى والديه وتصبح صورتهما بالنسبة إليه مشوّهة، وفي هذه الحال إما أن يتماهى بأخوته ويعتبرهم أقرب إليه من والديه ويصبحوا مثاله، وإما يتماهى بأشخاص خارج إطار عائلته التي لم يجد فيها المرجع الذي يعود إليه ويواكب نموه الفكري والنفسي.
في المدرسة مثلاً يلاحظ الفارق الكبير في السن بين والد صديقه الشاب الذي في مقدوره أن يقوم بنشاطات عدة معه، والده المسن الذي لا تكون لديه القدرة على تلبية حاجاته النفسية أو الترفيهية لأن سنّه وصحته لا تساعدانه.
مثلاً لنفترض أن الوالد اصطحبه إلى مدينة الملاهي أو الحديقة العامة لن يكون في مقدروه مشاركته في اللعب بل يكتفي بالمراقبة، وإذا أراد الوالدان زيارة أحد الأصدقاء لن يجد من يتواصل معه، فهذا الصديق ليس لديه طفل في سنه يلعب معه. إذًا ينشأ هذا الابن في مجتمع جلّه من الراشدين. مما قد يؤثر سلبًا في تربيته ونشأته وبالتالي في سلوكه الاجتماعي وأدائه المدرسي".
وتضيف الاختصاصية:" ليست ملاحظة الابن ومقارنته بين والديه والدي أصدقائه وحدهما المسؤولتين عن تشوّه صورة الوالدين، بل الوالدان نفسهما. فهناك نوعان من الأهل الذين لديهم ابن" رجعي".

النوع الأول: الوالدان اللذان يفرطان في تدليل الطفل ويفتخران بأن لديهما ابنًا في مرحلة الطفولة، ويتعاملان معه على هذا الأساس حتى عندما يبلغ سن الرشد، لأنه يعزز لديهما الشعور بأنهما لا يزالان صغيري السن، فلا يفسحان له في المجال لينمو ويتطوّر فكريًا، وبالتالي يربيانه على عدم تحمّل المسؤولية وتدبّر شؤونه الخاصة، فيما هذان الأمران ضروريان في تكوين شخصية الطفل وتعزيز شعوره بأنه كيان مستقل عن الآخرين. وغالبًا ما يتحوّل هذا الطفل إلى مراهق وقح لا يكترث لمشاعر الآخرين.

أما النوع الثاني فهو الأهل الذين يتعاملون مع هذا"الابن الرجعي" بحزم وقسوة، في لا وعيهم يفكرون أن أبناءهم الآخرون كبروا، ولم يعد في مقدورهم التحكم فيهم، فيجدون في الابن "الرجعي" فرصة للعودة إلى ممارسة سلطتهم التي فقدوها مع مرور الزمن، فيمنعونه من التعبير عن رأيه ويحرمونه الكثير من الأمور التي يحوزها أقرانه، مما يؤدي إلى أن يعاني هذا الابن صعابًا نفسية سببها شعوره بالظلم وعدم وجود أحد يفهم اهتماماته ويشاركه أفكاره.
وفي الحالتين يواجه الطفل أزمة نفسية سببها عدم الثقة بوالديه. في الحالة الأولى لا يوجد من يقول له لا، فيما هو في حاجة إلى السلطة الواقعية كما تؤكد الدراسات التربوية، أي أن يعرف أن لكل شيء حدودًا، لأنه في حاجة إلى ذلك ليعرف كيف يبني شخصيته وحدوده الخاصة.
أما في الحالة الثانية فتؤدي السلطة العمياء إلى أن ينشأ الابن مكبوتًا لأنه لم يتح له التصرف بحرية ويصبح مترددًا وقلقًا وضعيف الشخصية، ويلجأ إلى الكذب ليحمي نفسه ويخفي عيوبه، في الوقت الذي هو في حاجة إلى التعبير عن نفسه والوجود في محيط اجتماعي يسمح له بذلك".

للأخوة دور إيجابي في حياة الأخ الرجعي ولكن!

– ما الدور الذي يمكن أن يقوم به الأخوة في نشأة " الابن الرجعي"؟
للأخوة دور أساسي في حياة الأخ "الرجعي" يحتمل أن يكون إيجابيًا يساعد في تطوّره النفسي وإما سلبيًا يؤدي إلى مواجهة صعاب نفسية . و يكون إيجابيًا ، عندما ينظر الابن "الرجعي" إلى أخوته على أنهم أقرب إليه من أهله، وبالتالي سوف يتعلّم منهم الخصال الجيدة ويلجأ إليهم عند الحاجة. فهو لن يلجأ إلى والده المسن لأنه يرى أنه لن يفهمه.
في المراهقة مثلا هل في استطاعة هذا الوالد مواكبته ومواكبة العصر الذي يعيش فيه، خصوصًا أن الفارق بينهما يتخطى الجيلين على الأقل؟ ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه المشكلة لا تقتصر على الأهل كبار السن، بل أصبح الأهل الشباب يجدون صعوبة في مواكبة أطفالهم بمتطلبات العصر والمعلومات التي يحصلون عليها فكيف بالوالدين كبار السن اللذين هما أقرب إلى الجدين من ابنهما؟ فضلاً عن أن الاستراتيجية التربوية المتّبعة في المدرسة، وطرق التعليم قد اختلفت. من أجل ذلك يلجأ إلى الأخت أو الأخ الأكبر.

وفي المقابل يكون دور الأخوة سلبيًا عندما يكون " الأخ الرجعي" في تواصل مستمر مع الراشدين من دون أن يكون له أصدقاء في سنّه. فهذا الطفل يعيش في منزل كل أفراده راشدين، وهناك إمكانية مرافقة أخته أو أخيه الأكبر منه الذي قد يكون تخطى مرحلة المراهقة، إلى مكان لا يناسب سنه ويتواصل مع أشخاص أكبر منه لديهم اهتمامات مختلفة جدًا عن اهتماماته، فيأخذ منهم عادات سيئة.
فمثلا قد يسمع منهم شتائم أو مشكلات خاصة بهم لن يفهمها أو يستوعبها، فضلاً عن أن أخوته قد يتذمرون من وجوده معهم طوال الوقت، فيشعر بأنهم يريدون التخلّص منه وبالتالي لا أحد يكترث لوجوده. مثلاً قد يستاء الأخ الأكبر عندما تطلب منه والدته اصطحاب أخيه" الرجعي" ويعترض بالقول لم علي اصطحابه فأنا لست في سنه ولست والده".

لا يجوز للأخ الكبير القيام بدور الأب

– عند وفاة الأب غالبًا ما تنتقل السلطة الأبوية إلى الأخ الأكبر. إلى أي مدى يشعر الابن "الرجعي" بالضعف عندما يمارس كل فرد في العائلة السلطة عليه؟
فكرة الموت في حد ذاتها صعبة، وبالتالي موت الوالد يعني غياب صورته، لذا فإن أي أحد يقوم بدوره تكون صورته غير واضحة بالنسبة إلى الابن "الرجعي"، ولتسليم زمام الاهتمام به للأخ الكبير أثر سلبي على الاثنين معًا.
فالأخ الأكبر أصبحت لديه سلطة أكبر من قدرته لأن الأم حمّلته مسؤولية الأخ الصغير، في الوقت الذي لم يتزوج فيه بعد وصار لديه طفل يعتني به ويربيه، مما يسبب له أزمة نفسية تجعله يغالي في تسلّطه لأن الأخ الصغير أصبح عبئًا عليه. وفي المقابل لم تعد صورة الأخ واضحة بالنسبة إلى الأخ الصغير ويجد صعوبة في قبول شقيقه وكأنه والده.
لذا لا يجوز إطلاقًا تحويل السلطة الأبوية للأخ الأكبر مهما كانت الظروف. وأشير هنا إلى أن تولي الأخ الأكبر مرتبة الأب لا تقتصر على حالة الوفاة، بل نجد أحيانًا كثيرة أن الوالدين تخليا عن وظيفتهما الأبوية ومنحاها للابن الأكبر بحجة أنهما لم تعد لديهما القدرة والصبر على متابعة "الابن الرجعي" فيرميان حملهما على الابن الأكبر.
وفي هذه الحالة تتعقد المشكلة أكثر لدى الابنين معًا، الابن الأكبر يشعر بالغبن لأنه تحمل مسؤولية شخص لم يكن مسؤولا عن وجوده في الأصل، مما يشعره بالنقمة على أخيه، والابن الأصغر تتشوّه صورة الوالدين إلى درجة يعتبرهما غير موجودين ويقول في نفسه" لمَ أعترف بوجودهما في الوقت الذي نكرا فيه وجودي". فمن الصعب جدًا أن يشعر الابن باليتم المعنوي الذي هو أقسى من اليتم الواقعي.
مما يؤدي إلى انعدام شعور الابن" الرجعي" بانتمائه إلى عائلته فيبتعد عنها بطريقة لا شعورية لأنها لم تعد تمثل له أي مثال اجتماعي، ويصبح مجرد متلق وليس فاعلاً، فتضعف قدراته التواصلية مع المجتمع.

– أحيانًا نجد مراهقًا يكون خالاً أو عمًا لمراهق في السن نفسها ويسمع منه كلمة خال. ألا يسبب له ذلك ارتباكًا حول هويته، خصوصًا إذا طُلب منه أن يكون مسؤولاً عن ابن شقيقه؟
في هذه الحالة يوجد تأثير في الاثنين الخال وابن الأخت. فالخال الصغير سوف يلعب مع ابن أخته ويجد شخصًا يشاركه أفكاره، فهو يريد أن يتواصل مع هذا المراهق على أساس أنه صديقه وليس ابن أخته.
وفي هذه الحالة إذا استعمل سلطته تبعًا للمرتبة الاجتماعية لن يمارس سلطته في شكل صحيح، في الأساس هذا الابن سُحبت منه كل المسؤوليات ولم يتح أمامه المجال وكان دائمًا تابعًا لأحد ما في العائلة ولم يعتد على المسؤولية، وفجأة يجد نفسه مسؤولاً عن شخص من سنه نفسها، فنكون كمن أعطاه عصا سحرية لا يعرف كيف يستعملها.
كيف يمكن أن يكون مسؤولاً وهو لا يعرف معنى المسؤولية حتى عن نفسه؟ مُنح سلطة لا يعرف استعمالها. في النهاية يريد أن يلعب معه ويشاركه همومه وأفكاره ولا يريد أن يكون مسؤولاً عن شخص من سنّه.

– ماذا عن وجود ابن الأخ والخال في الصف نفسه؟
هذا خطأ فادح في التربية لأنه تحدث المقارنة بينهما بشكل تلقائي. فقد يكون ابن الأخ متفوقًا على خاله الذي في سنه، وتحدث مقارنة في المدرسة والمنزل. وهذا يؤثر في ابن الأخ لأنه يرى خاله يتصرف على هذا النحو ويظن أن ما يقوم به صحيح ويقلده.
لذا لا يجوز وضعهما في الصف نفسه وحتى في المدرسة نفسها. في النهاية وضعنا الاثنين في موقف خطأ. الابن في مواجهة مقارنة غير عادلة.

أحيانًا يترك زمام المتابعة المدرسية للأخ الأكبر الذي قد يكون متزوجًا ولديه عائلة يعتني بها. إلى أي مدى يؤثر هذا الأمر سلبًا في الابن الأصغر لأنه في النهاية أخوه وليس أباه؟
عندما لا يتابع الأهل ما يحدث مع ابنهم في المدرسة بحجة أنهم غير قادرين على متابعة أدائه المدرسي ويتركون الحمل على الأخ الأكبر أو المدرسة، إضافة إلى الحكم على أن المشاركة في اجتماع الأهل لا تؤدي إلى نتيجة، يكون هناك تأثير سلبي.
فالدراسات أظهرت أن عدم مشاركة أحد الوالدين في اجتماع الأهل وعدم متابعة أداء ابنهم المدرسي، يؤثران سلبًا في التعليم عند التلميذ. هنا دور المدرسة أن تدعو الأهل إلى مشاركتهم ابنهم همومه ومشكلاته، وتنبههم إلى حاجته إليهم.

وفي كل الأمور التي تحدثنا عنها نعود إلى الصورة التي كوّنها الابن عن أهله، هنا يوجد وضع غير طبيعي. لذا يجب إيجاد حلول جذرية في الأساس عند العائلة بكل أفرادها أي الوالدين والأخوة. ويجب التواصل مع الابن منذ أن كان طفلاً لا أن ينتظروا إلى حين يصبح في سن المراهقة وفجأة يريدون التواصل معه، ويقال له لا يجوز التعامل معنا بهذه الطريقة، وتصبح متابعته أمرًا محدثًا.

– ما دور المدرسة في هذه الحالات؟
يجب أن تضع برنامج متابعة خصوصًا إذا عرفت أن لديه وضعًا خاصًا، وعلى المدرسة إلزام الأهل مشاركتهم في اجتماع الأهل ليتعرفوا إلى ما يعانيه ابنهم لا أن يعاقبوه. كما من الضروري عرضه على اختصاصي، كأن يضعوا عقدًا بما هو المطلوب ويطلب منه توقيع شروط العقد بينه وبين المدرسة، فكل ما كتبه في العقد هو مسؤول عنه، وهذا يشعره بأن المدرسة تهتم به وميّزته عن رفاقه.

– ولكن هناك الكثير من الأبناء ممن يوصفون "مفعول رجعي" نشأوا في شكل صحيح ونجحوا دراسيًا واجتماعيًا.
صحيح. وهذا يعود إلى وضع الأهل الاجتماعي والثقافي. فقد أظهرت الدراسات أن الأهل المتعلمين والمنفتحين على المجتمع، يقومون بمتابعة مكثفة مع أبنائهم. فإذا كان الأهل كبارًا في السن ولكن شخصيتهم منفتحة ومواكبة للعصر ولديهم روح الانفتاح الاجتماعي ويتواصلون مع أبنائهم، في هذه الحالة يكون الأثر إيجابيًا.
والأهل لم يتخلّوا عن وظيفتهم بعد أن كبر أبناؤهم الآخرين، بل العكس يكونون متفرّغين أكثر لمتابعة الابن الأصغر ويساعدونه بكل خبراتهم ويعدّلون تعاملهم معه ويصحون أخطاءهم التربوية التي ارتكبوها مع أبنائهم الآخرين.
مثلاً إذا تعاملوا بقسوة مع أبنائهم الكبار قد يصبحون أكثر مرونة مع ابنهم الأصغر. هنا يختلف الأمر بين أهل وآخرين. أمّا إذا كان الأهل غير منفتحين فكيف سيربّون من جديد؟

– كثيرًا ما نسمع أمًا أو أبًا يقول من باب المزاح هذا الابن "الغلطة"، ألا تؤثر هذه الكلمة سلبًا في الابن؟
كلمة غلطة تؤثر سلبًا في نفسية الابن وإن كانت من باب المزاح، فهو قد يضحك على المعنى، لكنه في داخله تأثر بها وفهم معناها، فقد يلجأ إلى أي تصرف خطأ ويبرره بالقول" أنتم قلتم أنا غلطة فتوقعوا مني أي خطأ".
هنا الابن يعكس أثر أهله في نفسه. وهذا يبرر تصرف بعض المراهقين السيئ. لذا على الأهل تفادي هذا النوع من العبارات مع أبنائهم.

– ما هي النصائح التي تسدينها للأهل الذين ينتظرون طفلاً وهم في سن كبيرة؟
في البداية عندما يعرف الوالدان أنهما ينتظران طفلاً، عليهما أن يلجآ إلى اختصاصي قبل ولادة الطفل كي يعرفا ما التدابير التي عليهما أخذها لتحضير البيئة الاجتماعية والنفسية لهذا الطفل. فالمولود يستطيع أن يشعر ويفهم ما يمر به أهله من توتر وقلق، لذا من الضروري أن تكون الأم مستعدة نفسيًا للولادة، وأن تعتبره كأنه طفلها الأول، وتوفير الوسائل التي تساعده في النمو والتطور ضمن مرحلته الطفولية.
كأن يحضّروا له غرفة النوم الخاصة به. كما عليها المشاركة في كل ما يتعلق بالمدرسة بشكل فاعل، فمثلاً عندما يطلب من الأم أن تحضر ساعة إلى المدرسة لتقرأ لتلامذة الصف الموجود فيه ابنها قصة، فهذا التصرف يعزز ثقة الطفل بنفسه ويوضح له صورة الأم مما يؤثر فيه إيجابًا، فهو يدرك أنه رغم فارق السن بين أمه وأم صديقه الشابة فهي تشاركه وتقف بجانبه.
ويجب اعتماد إستراتيجية مدرسية تشجعه على التعلّم، ومن المهم تعليمه المسؤولية أي تدبر أموره الخاصة ومعاملته كيان مستقل، ومواكبة نموه الطبيعي وإجراء الحوار معه بشكل مستمر. على الأهل ألا يتخلوا عن وظيفتهم وإن كبروا في السن، وألا يلعبوا دور الجدين بل عليهم فهم دورهم كأهل. والأخوة في
حاجة إلى أن يقوموا بدورهم.

آثار الشعور السلبي في الأداء المدرسي
إهمال وعدم اكتراث للدروس، والقيام أحيانًا بدور مهرج الصف أو المشاغب، لا مبالاة بواجباته المدرسية فلا يحضر معه كتبه إلى المدرسة.
مشاكل سلوكية إذ يعتبر نفسه غير مسؤول ويستغرب طلب المعلمة منه إنجاز وظيفة، فهو لم يتعلّم تحمل المسؤوليه لأنه لم يعتد عليها، لذا يلجأ إلى الإهمال وعدم الاكتراث.
فقدان الحماسة للتعلّم إذ يضجر في الصف. لا يهمّه الدرس لأن أحدًا في المنزل لا يكترث لوجوده فلمَ يهتم بالدروس. صورة المنزل تنعكس سلبًا في المدرسة. بالإضافة إلى أنه لا يستطيع أن يكون قياديًا للآخرين. وإن كان قائدًا يكون بطريقة سلبية. لأنه أساسًا في المنزل تابع لا شخصية له. أما المدل فيكون سلوكه وقحًا، ويلجأ إلى الكذب ليحمي ضعفه، فيما في المدرسة يعطي الحج لتبرير ضعف أدائه المدرسي.
يلجأ إلى العنف إذا أراد التعبير عن مشاعر الغضب لأنه لم ينشأ في بيئة تجعله يعبّر عن مشاعره بالحوار، وإن واجه مشكلة مع أصدقائه يلجأ إلى العنف الذي إذا لم يكن جسديًا قد يكون عنفًا لفظيًا، وهو يستعمله ليثبت أنه قوي.

دمتم فى حفظ الله




خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.