يعتبر التهاب الزائدة الحاد الحالة الأكثر شيوعاً من حيث حاجتها للتدخل الجراحي الإسعافي على البطن في مرحلة الطفولة. يصعب وضع التشخيص عند الأطفال ، الأمر الذي يجعل معدل تعرض الزائدة الملتهبة للانثقاب 30-40% من الحالات، وتبين أن 50% من حالات الانثقاب قد سبق وشوهدت من قبل طبيب قبيل وضع التشخيص . وخطر الانثقاب في أوجه عند الأطفال بعمر 1- 4سنوات (70-75%) وفي أدنى فرصه عند المراهقين (30-40) وهي الفئة العمرية التي يكون حدوث المرض بها في ذورته مقارنة بباقي فترات مرحلة الطفولة. ويحظى التهاب الزائدة من بين أسباب الألم البطني الشائع الأخرى بسبب ما يكتنف تشخيصه من صعوبات وما يتخلف عنه من نسبة انثقاب عالية ووفيات، باهتمام بالغ من قبل الاطباء.
يزداد حدوث الإصابة مع تقدم العمر بحيث يصل إلى ذروته في سن المراهقة ومن النادر ملاحظته قبل عمر السنة، يلحظ ازدياد الحالات بين الذكور ووجود تجمعات فيها وكثرة حدوثها في فصلي الربيع والخريف.
التظاهرات السريرية:
الألم والإقياء والحمى، وفي المرحلة المبدئية حيث الانسداد يتوضع الألم حول السرة. وتكون الحمى ذات درجة منخفضة ما لم يحدث الانثقاب ويعتبر تتالي الأعراض مع كون الألم سابقا للقيء والحمى أمراً هاماً في تمييز التهاب الزائدة عن التهاب الأمعاء .
يستغرق تطور الوضع من بدء الالتهاب حتى حدوث الانثقاب 36- 48ساعة عادة، وتتجاوز نسبة حدوث الانثقاب عند التأخر في وضع التشخيص ال (65%).
يجب أن تتوجه القصة وكذلك الفحص الفيزيائي صوب إرساء التشخيص استناداً للموجودات المتماشية مع التهاب الزائدة ونفي التشاخيص الممكنة الأخرى كالتهاب الأمعاء والمعدة الفيروسي والإمساك والتهاب الجهاز البولي والمتلازمة الانحلالية وفرفرية هينوخ – شونلاين . تتضمن المظاهر التي تشملها القصة والتي ترجح التهاب الزائدة بداية الألم قبل الإسهال أو الإقياء وفقدان الشهية وتنقل الألم من منطقة ما حول السرة إلى الربع السفلي الأيمن وتفاقم الألم خلال الوصول إلى العيادة أو المستشفى. ومن المهم في سياق نفي التشاخيص الأخرى بالقصة السؤال عن الإمساك وأعراض الجهاز البولي والسعال والحمى الموحيان بذات الرئة والإسهال الشديد والصداع والآلام العضلية أو الأعراض البنيوية الأخرى للالتهابات الفيروسية ووجود أعراض مشابهة في أفراد الأسرة الآخرين.
يترقى التهاب الزائدة باتجاه الانثقاب خلال 4872ساعة، لهذا تلعب مدة الأعراض دوراً هاما في تفسير وفي تحديد استراتيجية المعالجة. ينبغي أن يبدأ الفحص الفيزيائي بملاحظة سلوك الطفل إضافة إلى مظهر البطن، وتكون حركة الطفل المصاب بالتهاب الزائدة مترددة وبطيئة ويكون منحنيا للأمام مع عرج طفيف عادة . قد يحمي الطفل بيده الربع السفلي الأيمن وقد يكون متردداً في الصعود إلى طاولة الفحص. يكون البطن في المرحلة المبكرة من الالتهاب الزائدة مسطحا، وينبغي أن يدفع وجود تغير في لون جلد البطن أو الكدمات إلى الشك برض البطن، فيما يشير تمدد البطن إلى وجود اختلاط ما كالانثقاب أو الانسداد، وبالإصغاء تكون أصوات الأمعاء طبيعية أو مفرطة الفعالية في المراحل المبكرة لالتهاب الزائدة لتحل محلها أصوات خافتة عند وجود الانسداد، وعادة ما تكون تلك الأصوات مفرطة الفعالية بصورة مستمرة في التهاب المعدة والأمعاء الشديد الدرجة. ينبغي أن يكون جس البطن لطيفا مع صرف انتباه الطفل عن ذلك من خلال محادثة أو طلب عون الوالدين في ذلك، ويجب جس الربع السفلي الأيمن في آخر الفحص بعد أن يكون الفاحص قد وصل إلى تصور يخص الأرباع الأخرى التي ينبغي أن تكون خالية من الألم ويتجلى عنصر الفحص الأكثر أهمية في التهاب الزائدة بوجود الم مباشر عند الضغط على الربع السفلي الايمن للبطن، وربما كانت العضلات بمجملها متوترة إذا كان الطفل متوجسا أو مهتاجا نتيجة فحص سابق، مما يجعل تفسير هذه العلامة مستحيلا. ينبغي إجراء الاختبار المتعلق بالمضض المرتد بحذر حتى يكون ذا معنى ، حيث يؤدي الجس البطني العميق مع رفع اليد الفاحصة على نحو مفاجئ إلى حدوث الألم أو الخوف عند كل الأطفال ولا يوصى بإجرائها ويعتبر القرع اللطيف بالإصبع في أرباع البطن الأربعة الاختبار الأفضل لتقصي وجود الالم المرتد في كل المجموعات العمرية وبصورة خاصة عند الطفل الخائف، ويجب أن يكون اختبار المضض او الالم المرتد والفحص عن طريق المستقيم الخطوة الأخيرة من فحص البطن، وينظر إلى قيمة الفحص عن طريق المستقيم على سبيل تشخيص التهاب الزائدة على أنها موضع تساؤل ، إذ يضيف القليل من المعلومات إذا ما كانت القصة وكذلك فحص البطن أمورا متجهة نحو الاقتناع بوجود التهاب في الزائدة.. ينبغي بعد الانتهاء من إجراء الفحص البطني المركز، التوجه نحو فحص الأعضاء الأخرى كالأذنين والأغشية المخاطية والجلد والرئتين بحثا عن علامات لأمراض أخرى، وينبغي إيلاء اهتمام خاص لتحديد الصدمة الناجمة عن الالتهاب أو الجفاف أو كليهما.