يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
وقوله تعالى : { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا } أي خلق لكم من جنسكم إناثا يكن لكم أزواجا { لتسكنوا إليها } كما قال تعالى : { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها } يعني بذلك حواء خلقها الله من آدم من ضلعه الأقصر الأيسر ولو أنه تعالى جعل بني آدم كلهم ذكورا وجعل إناثهم من جنس آخر إما من جان أو حيوان لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة ورحمة وهي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إنما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك { إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } انتهى كلامه.
وبعد هذه الآية الكريمة وتفسيرها أحببت أن أذكر أخواني المتزوجين بأن الزواج روح وتفاهم وتبادل للمشاعر والأحاسيس وسكن وآلفه بين الزوج وزوجته
و شكر لنعمة الله عز وجل واحتساب للأجر بنية العفاف عن الحرام وإنجاب الذرية الصالحة التي تعبد الله وتذكره .
وليس الزواج عنواناً للمشاكل وامتهاناً للكرامة وكسراً للخواطر.
فكثير من الأزواج لا ينظرون للحياة الزوجية إلى من الناحية الجنسية والمادية من نفقة وكسوة فقط ولا يعيرون الجانب العاطفي أو الروحي أي اهتمام .
فتجد الزوجة المسكينة تتحمل كثيراً من تصرفات الزوج السيئة واخلاقة القاسية وكلماته المحطمة بكل آسى وألم فلا هي التي تقدر أن تترك بيتها وأولادها وتهرب من جحيم زوجها ولاهي التي تقدر أن تتحمل المزيد من جفاف عاطفة الزوج تجاهها .
فيا الله يالها من حياة أشبه بحياة الجحيم فكان الله في عونك أيته الزوجة المسكينة.
فإلى …..متى ….
إلى متى إيه الزوج القاسي
وأنت تلج إلى دارك من دون أن تعقد العزم على إدخال السرور والبهجة على زوجتك فالابتسامة في وجه أخيك المسلم صدقة فما بالك بزوجتك التي هي اقرب الناس إليك .
والى متى إيه الزوج القاسي
وأنت تستكبر أن تقول كلمة خفيفة على اللسان ولكن لها وقع كبير على الزوجة
كلمة(احبك) فقد ثبت أن هذه الكلمة تمتص غضب الزوجة وتدخل السرور إلى قلبها وتتحمل من اجلها الكثير من تجاوزات الزوج.
والى متى إيه الزوج القاسي
وأنت تأكل من يد زوجتك صباح مساء وتجد كل يوم ملابسك نظيفة مكوية من دون أن تقول كلمة شكر لها وتشجعها وتمتدح طبيخها وغسيلها …فيا لله ماقسى أخلاقك وما اجف عاطفتك.
والى متى ايه الزوج القاسي
وأنت تشاهد زوجتك وهي تذهب إلى السوق لتشتري ملابس لها لكي تظهر أمامك بمنظر حسن وتشاهد زوجتك وهي تسرح شعرها من أجلك وأنت تنظر إلى هذا كله ولاتكلف نفسك عناء كلمة من صياغتك تثني فيها على ذوقها وجمالها …فيالك من زوج قاسي عديم الإحساس والضمير.
والى متى ايه الزوج القاسي
وأنت تضع اللوم في كل كبيرة وصغيرة على زوجتك من دون أن تتقاسم المشاكل بينك وبين زوجتك والى متى وأنت تعكس مشاكلك خارج البيت على أسرتك فالبيتُ ليس مرآة للمشاكل وإنما البيت عنواناً للراحة والألفة والسكن.
والى متى إيه الزوج القاسي
وأنت تقضي الساعات الطوال خارج البيت وتسهر وتسرح وتمرح وزوجتك المسكينة في البيت تتألم حسرة على بعدك ولو بضع ساعات ولا تكلف نفسك ببرنامج يحفظ للزوجة حقوقها تجاهك من قرب وترفيه وسفر ورحلة.
والى متى إيه الزوج القاسي
وأنت تستغل زوجتك مادياً باخذ مالها ومرتبها مستغلاً ضعفها وقلة حيلتها فالظلم ظلمات يوم القيامة.
والى متى إيه الزوج القاسي
وأنت تجرح شعور زوجتك وتكسر خاطرها بسبب ذمك لها وشتمك لعائلتها وأبوها وإخوانها فلا تجعل خلافاتك مع أهلها ينعكس على بيتكم الدافىء.
والى متى إلى متى ….هناك الكثير من الأشياء التي يعتبرها الزوج بسيطة ولكنها في الحقيقة هي من أهم أسباب فشل الزواج.
وما ذكرته أعلاه هو جزء بسيط جال في خاطري وأنا اكتب وألا هناك الكثير الكثير من الأعمال التي تجرح الزوجة وتبدل نفسيتها تجاه الزوج ومع الوقت تصبح حياة الزوجة مع الزوج من الناحية النفسية أشبه بحياة الجحيم .
ولا ننسى أن العكس صحيح فكثير من الزوجات قاسيات تجاه أزواجهن ومع ذلك يتحملوهن من اجل الأولاد وليس من اجل شيء أخر .
اسأل الله العظيم أن يوفق بين الأزواج وان يديم عليهم الفرح والسرور وان يجمع بين المتخالفين ويصفي قلوبهم ..
يعطيك العافية
جد روعة
غيمة عطر
الله يشفي جراحنا يارب
تسلمي