من هو الشخص السادى بوجه عام؟
الشخص السادى بوجه عام، هو الشخص الذي يتبنى فى سلوكه عند التعامل مع الناس حب السيطرة والتحكم والإذلال.
أما السادية أو حب التعذيب نوعاً من أنواع الشذوذ أو الانحرافات فى ممارسة العملية الجنسية، يرجع تسمية هذا الاسم إلى المركيز "دو ساد"، وهو مؤلف فرنسي من القرن الثامن عشر والذي تم سجنه أكثر من مرة لممارسته العنف مع النساء أثناء ممارسة الجنس. وقد انعكس هذا العنف فى مؤلفاته عن ممارسة النشاط الجنسي.
ويمكننا معرفة الشخص السادى فى العملية الجنسية بملاحظة صفاته فى المعاملات اليومية التي تنبؤ بذلك: فنجده فى طفولته يستمتع بتعذيب الحيوانات الأليفة، ثم فى مرحلة لاحقة يستمتع بتعذيب من يعمل تحت إمرته إذا كان فى منصب مسئول فى العمل، ويجد صدى فى نفسه عند إلحاق الإهانة والاستماع إلى التوسلات … الخ
وتعريف السادية فى العملية الجنسية يشار إليها بـ: "التلذذ الجنسي بإيلام الشريك، وقد يكون ذلك بالضرب بالسوط أو العصي، بالعض أو بالإذلال والإهانة من خلال القذف وتوجيه الألفاظ الجارحة وأقصى درجات العنف عند الشخصية السادية فى تعذيب الآخرين هو القتل
(Lust murder) قتل الرغبة. كما يشير علم النفس إلى تعريف معظم حالات السادية "بتعلق الفرد باللذة الجنسية مع ضحيته بعد تعذيبها أو التطلع إلى هذا العذاب والمعاناة، ويكون إحساس التمتع بتلك المعاناة أقوى من ممارسة الجنس نفسه".وعذاب الضحية أمام الشخص السادى يسبب لها الاستثارة الجنسية، التي توصله أثناء إنزاله العذاب بضحيته إلى رعشة الجماع (قمة الاستمتاع الجنسي)، حتى وإن لم يحدث اتصال جنسي فى الأصل. والسلوك الجنسي فى السادية يختلط فيه الرغبة إلى الجنس والرغبة فى العدوان مجتمعين سوياً.
* ما هي الأسباب التي تدفع الشخص أن يكون سادياً فى علاقاته الجنسية؟
1- تصيب السادية الرجال التي توافق فعلهم الجنسي، الذي يعبر عن الذكورة والفحولة، كما أنها دليلاً على القوة التي هي إحدى صفات الرجل.
2- قد يصاب بها الشخص نتيجة لوجود قصور فى ذاته.
3- النقمة على الجنس باعتباره إثماً أو خطيئة. فذات الفرد تتمزق بين الشيء ونقيضه، فيلجا إلى ممارسة السلوك السادى كمحاولة منه لتمويه هذا القصور وفيه يظن السادى بأن الجنس شيئاً خاطئاً أو إثماً، فهو يرغب فى الجنس وفى الوقت ذاته يشعر بالألم من الإقدام على ممارسته. فيدفعه هذا الشعور بالإثم إلى تشويه الضحية إنقاذاً لها من الوقوع فى الإثم مرة أخرى.
4- وجود اضطرابات نفسية مثل الفصام، اضطراب الهوية الإنشقاقى.
5- الاستعداد الوراثى.
6- الاضطرابات الهرمونية.
8- العلاقات المرضية من وجود تاريخ للاستغلال الجنسي.
9- الخوف من الخصاء، وان يفقد عضوه التناسلي وهو يسعى فى ذلك بطمأنة نفسه بأن ما حدث لسواه لن يحدث له، وأنه هو القادر على ذلك ولن يخصيه أحد.
وقد يعانى كلاً من الزوجين من السادية أي ليس الرجل فقط، وهنا تتحول الحياة الزوجية إلى رغبة جامحة فى تعذيب كل طرف للآخر. ولا نستطيع إنكار أن السادية قد تكون إحدى العوامل المؤدية إلى الجريمة وتهدم حياة المجتمعات وليس الأفراد فقط.
أما إذا كانت تُمارس من طرف واحد، فالطرف الآخر يسمى بـ"اشخص الماسوشى" الذى يحب العذاب ويتلقاه.
* أنواع السادية:
1- السادية المقبولة، التي لا تخرج عن نطاق الحلم ولا تأخذ شكل الممارسة.
2- السادية الخفيفة، هو إدراك الشخص السادى لسلوكه وتحكمه فيما ينزله بضحيته من عذاب، ومعرفته أيضاً بعواقب فعلته.
3- السادية الإجرامية، التي يصل فيا سلوك الشخص السادى إلى حد الإجرام من قتل شريكه وهذه أقصى درجات السادية عنفاً.
* علاج السادية:
بما أن السادية اضطراب نفسي متعلق بالعملية الجنسية، وليست بالسلوك الطبيعي لوجود العنف فيه الأمر الذي قد يستتبع معه ضرر أو إيذاء قد يصل فى بعض الحالات إلى إحداث العاهات الخطيرة أو الموت .. فلذا لابد من تقديم العلاج لها
أنواع العلاج للشخصية السادية:
أ- العلاج النفسى: وهو أن يتحدث المريض بالتفصيل عن حالته مع الطبيب لمعرفة الأسباب النفسية الكامنة وراء اقترافه لمثل هذا السلوك، وعليه يكون واعياً بما يفعله ويكون التحكم آنذاك أسهل.
ب- العلاج الدوائي: يُستخدم هذا النوع من العلاج عندما يكون الشخص مصاباً بمرض نفسي آخر أدى إلى ظهور الذات السادية له. أو باللجوء إلى تناول الأدوية التي تحد من إفراز الجسم لهرمونات الذكورة.
ج- تطوير مفهوم الإرادة لدى الشخص السادى: يُجدي العلاج بتعويد النفس على التحكم، مع من يعانون من حالات السادية بصورة خفيفة لا تصل إلى حد الإجرام سواء لطرف واحد من أطراف العلاقة أو لكلا الطرفين حتى وإن كانا سيفقدان جزءاً من الإثارة الجنسية المرتبطة لديهم بممارسة العنف .
ويتم ذلك بشرح احتمالات الخطورة التي ستنجم عن ممارسة السادية فى العملية الجنسية وما تتطلبه من إرادة قوية والتحكم فى النفس لعدم التعرض لمثل هذه الأضرار.
د- العلاج التنفيرى: لكف الممارسات العنيفة إذا كان هناك استمرار فى حدوثها
[IMG]]