قرأت في أحد المنتديات :(( الإعجاز العلمي في القرآن
منذ مدة عرض في التليفزيون لقاء مع الدكتور زغلول النجار استاذ الجيلوجيا وعلوم الارض حول الإعجاز العلمي في القرآن من وجهة نظره كعالم في الجيولوجيا .. ذكر في ذلك عدة نقاط منها مايلي :
1. من المعروف بأن الارض تدور حول نفسها دورة كاملة في كل 24 ساعة هذا الدوران الذي ينتج عنه اليل والنهار ومن اتجاهه تظهر الشمس من الشرق وتغرب من الغرب . ثبت للعلماء بأن الارض تبطئ من سرعة دورانها هذا جزء من الثانية في كل 100 سنة , ويقال بأنه ومنذ 4000 مليون سنة كان مدة كل من اليل والنهار 4 ساعات فقط.. واستمرت حركة الدوران في البطئ حتى تساوى طول كل من اليل والنهار .. وكنتيجة طبيعية لهذا التباطؤ فسوف يأتي وقت تتوقف فيه الارض تماما عن الدوران .. وبعد فترة توقف قصيرة وعلميا لابد أن تبدأ بالدوران في اتجاه عكسي وعندها وبدلا من ان تشرق الشمس من الشرق كما اعتدنا ستشرق من الغرب . ( دليل علمي بحت لحتمية طلوع الشمس من مغربها ))).
صحيح هناك حديث نبوي شريف يتحدث عن طلوع الشمس من مغربها , تحدث عنه الشيخ محمود المصري , بشكل سطحي سخيف يهدم الدين بدلا من ان يقيمه و ينصره .
عند الشيخ أن الشمس حين تغيب , تسجد تحت العرش, لأن الشيخ محمود المصري من الذين يرون أن الله تعالى شخص ضخم بشكل رهيب يجلس على العرش و يضع قدميه على الكرسي و الكرسي له أطيط , و يحمل العرش الضخم ثمانية من الملائكةو في معاناة عجيبة, لأن الشيخ محمود المصري ليس له جواب حين نسأله: و على اي شيئ يستقر الملائكة لحمل العرش؟.
و الحقيقة أن الشمس حين تغيب عن القسم الشرقي , تكون قد اشرقت في القسم الغربي من الكرة الأرضية .
طلع الشيخ زغلول النجار يردد أطروحة في الإعجاز العلمي, وضعها بعض أعداء الإسلام لا لشيء إلا للسخرية من الإسلام و من المسلمين . فزعموا أن العلم اكتشف حقيقة علمية تفيد أن الشمس تتجه إلى الطلوع من مغربها . و زعم الشيخ أن سرعة الأرض تتباطأ بجزء من الثانية كل مئة سنة .إلى ان تكسن حركتها ثم تعكس حركتها فتشرق من الغرب.
إخواني القراء , دعونا نسأل أولا: إذا سلمنا بطرح الشيخ زغلولو هل هناك بشر سيعيش حدث طلوع الشمس من مغربها ؟.
الجواب : مستحيل استحالة مطلقة .
التحليل :
لكي تطلع الشمس من مغربهاو هناك فرضيتان و فقط .
الاولى : أن الأرض , ستعكس حركتها فجأة .
و الثانية : أن الأرض ستباطأ حركتها إلى حين سكونها , عبر ملاير السنين , ثم تعكس حركتها لتطلع من الغرب.و ليس بالضروري أن تعكس حركتها.فقد تستعيد حركتها السابقة .
في الفرضية الأولى :
تدور الأرض حول نفسها بسرعة 8 كلم في الثانية . و هي سرعة رهيبة جدا جدا.
فلو حدث أن عكست الأرض اتجاه دورانها فجأة, لانتهت الحياة نهاية تامة.بل لن يبقى هناك شيء اسمه الأرض أصلا .فالجبال و المحيطات و كل ما على الأرض حتى قشرتها, لن تصمد أمام قوة التوقف الفجائي لهذا الكوكب الكبير السريع سرعة رهيبة .
إذن هذه الفرضية, لا يمكن ان تبقي أحد يشهد حدث طلوع الشمس من مغربها . بل لن تكون هناك أرض أصلا تطلع عليها الشمس.
الفرضية الثانية:
و هي أن الأرض تتباطأ حركتها إلى ان تسكن , ثم تعكس اتجاه حركتها فتطلع الشمس من المغرب.
من المعروف و الثبت علميا أن سرعة الأرض في دورانها حول نفسها , شيء قدره الله تعالى تقديرا حكيما عظيما , بحيث لو تباطأت سرعة دوران الأرض , لمات الجهة المقابلة للشمس من شدة الحرارة, و لمات الجهة المعاكسة من شدة البرودة.
ثم إن سكون الأرض عن حركتهاو سيجعلها تنقذف بسرعة رهيبة في أحضان الكوكب الناري العظيم الشمس .
و في الحالتين , لن يكون هناك إنسان أبدا يشهد طلوع الشمس من مغربها .
ثانيا يا شيخ زغلول , كان عليك على الأقل أن تتثبت قبل إعلان هذه الخرافة الجديدة .و كان عليك في غياب الدليل العلمي الصحيح أن تبحث في القرآن الكريم .
لترى أن سن الله تعالى لا تبديل لها و لا تحويلا .
و سترى أيضا, قول الله تعالى :{لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (40) سورة يس.
أنت تعرف ان هذه الآية ستبقى صالحة و إلى قيام الساعة.و أنت ستفهم منها الآن أن نظام الكون لن يحدث فيه هذا العبث الذي تروجون .
ثم لك ان تستنبط من كلام أهل الجنة الثابت في القرآن أن الأرض باقية ايضاو لكنها ستبدل غير الأرض:
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (48) سورة إبراهيم.
و يقول الله تعالى : {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (74) سورة الزمر.
ثم لك أن تنظر و تتدبر في قول الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ الّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ الّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَالّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (258) سورة البقرة.
لو فرضنا جدلا أن الأرض غيرت اتجاه دورانها , و صارت تطلع من المغرب.و ان هناك بشر كثيرين يومها , و هم يقرءون القرآن الكريم . تخيل عندما يقرءون تحدي إبراهيم عليه السلام للنمرود, ألا ترى أنهم ساعتها سيشكون في مصداقية كتاب الله اصلا؟.
سيدي الفاضل زغلول النجار :
إن طلوع الشمس من مغربهاو لا يعني إلا عودة الإسلام الحقيقي الذي جاء به خاتم النبين , من جهة الغرب . اي أن الأمم المتحضرة الكافرة اليوم هي التي ستبنى الغسلام الحنيف , الصحيح بعدما تخلى عنه ابناء الشرق , أبناؤه و تمسكوا بتخاريف القرون الوسطى و الحديثة معا .سيعود بنا هؤلاء لأنهم اهل علم و عقل و منطق, سيعودون بنا إلى الغسلام الصحيح , إلى المحجة البيضاء التي سودها كثير من علماء الأمة , نحن قاعدون بين ايديهم مقاعد للسمع .محرم فيها السؤال الوجيه .