تدريب الطفل على استخدام المرحاض من أكثر المهام التربوية صعوبة لكلا الوالدين والطفل، فهي عملية تعلم معقدة يحتاج فيها الطفل أن يفهم ما تطلبه منه وأن ينفذه أيضا، بالإضافة لمحاولة الطفل أن يدرك علامات ومؤشرات جسده.
ليت الأمر يقف هنالك فقط، بل عليه التحكم في العضلات العاصرة للمثانة والأمعاء ليستطيع أن يتبول أو يقضي حاجته.
لذا يمكن إن تكون فترة التدريب هذه محبطة للطفل، التحكم في هذه العضلات مهارة تحتاج إلى تركيز الوالدين والطفل سويا.
وهنالك تباين كبير جدا في العمر الذي يكون فيه الأطفال مستعدون للتدريب علي المرحاض، إذ في الغالب يبدأ معظم الآباء تدريب أطفالهم بين عمر الـ 18 إلى 20 شهرا.
ويقول الدكتور روبرت أيسمان كبير أخصائي طب الأطفال بمستشفى هاملتون بكندا، أن حوالي 15 بالمئة – 20 بالمئة من الأطفال الذين دربوا على استعمال المرحاض أو القعادة من الممكن أن تحدث لهم حادثة تبليل فراشهم حتى سن الخامسة من عمرهم، وغالبا ما يكون الطفل مستعدا للاستعمال المرحاض ما بين السنة الثانية والثالثة، والفتيات يتعلمن عادة أسرع من الصبيان في التحكم في البول والبراز.
المراحل الأساسية لاكتساب مهارة التحكم هي:
– التحكم في التبرز، في الغالب يكتمل نمو الأمعاء أولا قبل نمو المثانة.
– السيطرة على المثانة أثناء اليوم.
– السيطرة على المثانة أثناء الليل، وأحيانا يستطيع الطفل أن يتعلم التحكم في المثانة والأمعاء سويا، وبعض الأطفال بمقدرتهم تعلم التحكم في المثانة قبل الأمعاء، وكل طفل يختلف عن الأخر.
واهم فوائد التدريب على استعمال المرحاض هي:
– عدم استعمال الحفاظات، يزيد من نظافة الجسم.
– التخلص من الحرارة الناتجة من استعمال الحفاظة.
– توفير المال.
– يساعد في المحافظة على البيئة.
– استعداد الطفل
هل طفلك مستعد للتعلم؟
الاستعداد البدني يتوقف على تنمية العضلات العاصرة للمثانة والأمعاء. بين السنة الأولى والثانية من عمر الطفل يمكن لمثانته إن تعقد البول لبضع ساعات، وفي الأغلب يبدأ الطفل بالتحكم على الأمعاء قبل المثانة، وينصح الخبراء أن لا يبدأ الآباء التدريب قبل عمر الـ18 شهر حتى تكون بداية التدريب أكثر واقعية.
ترى الدكتورة تانيا بايرون، خبيرة نمو الأطفال الشهيرة وأخصائية علم النفس الإكلينيكي، إن مدى استعداد الطفل للتدريب على المرحاض تلخصه العلامات التالية:
– رغبة الطفل في الاستقلال بذاته، وتلبية احتياجاته مثل ارتداء أو خلع ملابسه.
– فهم الطفل التعليمات البسيطة وتنفيذها.
– قدرة الطفل على المشي والجلوس، والمحافظة على توازنه.
– رغبة الطفل في مراقبتك أو غيرك عند استعمال المرحاض.
– عندما يوضح لك الطفل أنه تبول، علما بأن فترات جفاف حفاظة الطفل تدوم ما بين 3 إلى 4 ساعات.
– عندما يبين لك الطفل أنه تبرز، لتغيري له الحفاظة، وهذه كلها مؤشرات على مستوى نضج الطفل وفهم ما هو ضروري لبدء التدريب.
التحكم في التبرز
رغم إن طفلك قد يكون مدركا للحظة التبول، إلا إن الطفل قد يتحكم في التبرز قبل التبول، وذلك لأن عقد البراز أسهل بكثير من حبس البول.
ولذلك ساعدي طفلك على استعمال القعادة للتبرز في البداية، هذا قد يكون أسهل خصوصا إن عملية التبرز يمكن معرفتها وتأخذ وقتا أطول من التبول.
التحكم في التبول العلامة الأولى لتحكم الطفل في تبوله هي عندما يدرك الطفل أنه يتبول، وقد يشير إلى الحفاظة، وعندما يزداد التحكم من الممكن إن تظل الحفاظة جافة بعد القيلولة. هذا هو الوقت المناسب لبدء التدريب لاستخدام القعادة للتبول.
التحكم في التبول أثناء الليل
التحكم في التبول أثناء النوم هو آخر مرحلة، فالأطفال عمر 2-3 سنوات لا يستطيعون حبس البول أكثر من 5 ساعات، وشجعي طفلك على التبول قبل النوم، وعندما يستيقظ طفلك بحفاظة جافة عدة أيام متتالية، يمكنك وقف استعمال الحفاظة الليلية نهائيا، من المفيد ترك قعادة في غرفة طفلك في حالة استيقاظه للتبول.
جربي عدم استعمال الحفاظة ليلا لمدة أسبوع، ولكن إذا بلل الطفل السرير عدة مرات، يمكنك العودة إلى استخدام الحفاظة في وقت النوم، وذلك لكي لا يزيد الإحباط والقلق عند الطفل.
لا توجد أي طريقة مضمونة لتدريب طفلك، تذكري دائما اتباع غريزتك وعمل ما يمليه المنطق، حاولي تبسيط هذه العملية بقدر الإمكان وتقبلي حدوث حوادث بصدر رحب، ولا تظهري غضبك أبدا إذا رفض طفلك استخدام القعادة أو المرحاض. انتظري، والتزمي الهدوء فصبرك سوف يكافأ.
دليلك التدريجي خطوة بخطوة لتدريب الطفل على المرحاض
1- اختيار الوقت المناسب يبدأ تدريب المرحاض في الوقت الذي يناسب الأم والطفل، ولا تستعجلي ببدء التدريب في وقت قبل إن يكون الطفل جاهزا، وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن لا يبدأ الآباء التدريب إذا كان هنالك مولود متوقع قريبا، أو عدم الاستقرار بالبيت بسبب الانتقال إلى منزل أخر أو رجوع الأم لوظيفتها، فهذه التغييرات في حياة الطفل تزيد صعوبة التدريب وتزيد من فشل المحاولة الأولى، وعندما تظهر علامات استعداد الطفل، ينبغي مساعدة وتشجيع الطفل.
2- علمي الطفل الجلوس على القعادة أو المرحاض قبل إن يستطيع طفلك تعلم استخدام القعادة أو المرحاض، فانه بحاجة إلى أن يتعلم كيفية الجلوس عليهما بشكل مريح، ففي البداية يمكنك إن تدعي طفلك إن يجلس على المرحاض أو القعادة بملابسه ليتعود على الوضع الجديد، وبعد إن يتعود الطفل على الجلوس على القعادة، حاولي إن يجلس عليها من دون الحفاظة، حاولي إن تجعلي وقت التدريب على القعادة ممتعا للطفل بالقراءة له أو مشاهدة التلفزيون.
3- كوني ايجابية وهادئة تعلمي إن تكوني هادئة وايجابية أثناء هذه الفترة، وأعطي طفلك الوقت الكافي للتعلم حسب قدرته، لا تقارني طفلك مع الآخرين ولا تقلقي إذا استغرق الأمر وقتا أطول من الآخرين، حيث إن نمو الأطفال وقدرتهم الاستيعابية تختلف وتتطور بمعدلات مختلفة.
4- تعودي على مكافأة طفلك متى ما بدأ طفلك في استخدام القعادة أو المرحاض، أو بدأ مجرد الاهتمام بها، شجعيه بلطف وأثني عليه، وكل مرة يستخدم طفلك القعادة بنجاح كيلي له بالمديح قدر ما تستطيعين، والإطراء والمديح سيعززان من سلوكه، وستحدث بعض الحوادث والأخطاء، وهما جزء من عملية التعلم، حاولي إلا تعلقي أو تعطي الأمر كثير من الاهتمام.
5- الاحتفاظ بالروتين عندما يتعود طفلك على الجلوس على القعادة، حاولي حثه على الجلوس مرتين إلى ثلاثة يوميا، ولا تجبري طفلك على الجلوس على القعادة إذا لم يبدي رغبة، فهذا سوف يأتي بنتائج عكسية، بل حاولي جعل أوقات التدريب بعد الوجبات، أو عند الأوقات التي يتبرز فيها الطفل.
6- الانتقال من الحفاظات إلى الملابس الداخلية هذه النقلة هي الأكثر تحديا، حتما ستكون هنالك حوادث، ولذلك عليك إن تكوني مستعدة بدنيا وعقليا، والحوادث يمكن إن يستمر حدوثها لمدة سنة، ولذا لا تقلقي. تذكري أنه إذا بدأت باستعمال الملابس الداخلية فعليك بعدم العودة إلى الحفاظات مرة أخرى فإن هذا لن يؤدي إلا إلى إرباك طفلك.
موضـوع مفيـد
ح احتاجـه