فقال له الملك عالجني ولك الغنى ….
قال : أصلح الله الملك أنا طبيب منجم دعني حتى أنظر الليلة في طالعك لأرى أي دواء يوافقه ….
فلما أصبح قال : أيها الملك الأمان …
فلما أمنه قال : رأيت طالعك يدل على أنه لم يبق من عمرك غير شهر واحد فإن إخترت عالجتك وإن أردت التأكد من صدق كلامي فاحبسني عندك ، فإن كان لقولي حقيقة فخل عني ، وإلا فاقتص مني ….
فحبسه … ثم أحتجب الملك عن الناس وخلا وحده مغتما … فكلما انسلخ يوم إزداد هما وغما حتى هزل وخف لحمه ومضى لذلك ثمأن وعشرون يوما وأخرجه .. فقال ماترى ؟
فقال المتطبب : أعز الله الملك أنا أهون على الله من أن أعلم الغيب ، والله إني لا أعلم عمري فكيف أعلم عمرك !! ولكن لم يكن عندي دواء إلا الغم فلم أقدر أجلب إليك الغم إلا بهذه الحيلة فإن الغم يذيب الشحم…. فأجازه الملك على ذلك وأحسن إليه غاية الإحسان وذاق الملك حلاوة الفرح بعد مرارة الغم .