لم تختلف الديانات السماوية سواء التي وصلت لنا منها بعض النصوص او التي لم تصلنا اي تحريض على القتل بغير وجه حق وفرضت القصاص , حتى ان شريعة اليهود كانت تحرم القتل او الاعتداء على الاخرين سواء بالضرب او بالقتل او غير ذلك .
ففي سفر يوبيل " ملعون من يضرب صاحبه بحقد "
و في سفر الخروج " من ضرب انسانا فمات فانه يقتل "
و في اللاويين " اذا امات احد انسانا فانه يقتل "
وهذه الاحكام بصفة عامه كلها تنويعات على احدى الوصايا العشر التى وردت في سفر الخروج و مرة اخرى في سفر التثنية و هي " لا تقتل "
ولكن الناظر في افعال اليهود يجدهم لم يعملوا بتلك الشريعة اذ ان القتل كان اسهل شيء عندهم فكانوا لا يتورعون عن قتل الانبياء
فيذكر ابن القيم " ان اليهود في يوم واحد قتلوا 70 نبيا " , وليس هذا عجيب اذا علمنا ان اليهود في زمن الياس (اليا) عليه السلام قتلوا عشر الاف نبي
ولعل من اشهر الانبياء الذين قتلهم اليهود او حاولوا قتلهم ما يلي
محاولة قتل يوشع :
لقد حاول بني اسرائيل فتل يوشع بن نون عليه السلام , فقبيل ان يموت موسى عليه السلام او لما مات استل موسى من تحت القميص وترك القميص في يد يوشع ., فلما جاء يوشع بالقميص اخذته بني اسرائيل وقالوا " قتلت نبي الله " , قال " لا والله ما قتلته ولكنه استل مني " فلم يصدقوة و ارادوا قتله الا ان الله برئه من ذلك
شعيا ( اشعيا ) : –
كان شعيا بن امصيا من انبياء بني اسرائيل ويقال ان اشعيا قد بشر بعيسى و محمد عليهما السلام , ولقد كان يوعظ بني اسرائيل و ينصحهم و يذكرهم بنعم الله عليهم , و في احدى الايام التي كان يوعظهم فيها لما فرغ من وعظهم عدوا عليه ليقتلوه فهرب منهم فلقيته شجرة فانفلقت له فدخل فيها و ادركه الشيطان فاخذ بهدبة من ثوبة فاراهم اياها فوضعوا المنشار في وسطها فنشروها حتى قطعوها وقطعوه في وسطها
ارميا : –
كان ارميا عليه السلام من انبياء بني اسرائيل استخلفه الله على بني اسرائيل بعد قتلهم شعيا . ولقد كان ارميا في الفترة التي كان يحكم فيها بخت نصر ( نبوخذ نصر ) ويقال ان ارميا قد كذبه بنو اسرائيل و حبسوه فلما علم بخت نصر قال بئس القوم قوم عصوا رسول ربهم , ولم يسلم ارميا من يد بني اسرائيل الذين قاموا بقتله دون تردد
دانيال : –
كان عليه السلام من الانبياء المعاصرين لارميا وكان معه بعض الانبياء الاخرين , وكانوا هم و ارميا ضمن السبي الذي قام به بخت نصر بعمله ضد بني اسرائيل .
ولقد استطاع بعض اليهود الفرار من بخت نصر و اخذوا معهم ارميا و دانيال فقتلوا ارميا , اما دانيال فانهم هبطوا به ارض مصر و قتلوه هناك
ويقال ان المسلمون عند فتح مدينة الاسكندرية وجدوا جثة النبي دانيال فارسلوا الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فامرهم ان يحفروا له قبرا و يدفنوه فيه على الا يعرفغ احد مكانه فتم دفنه في الاسكندريه
ويقال ان النبي محمد عليه الصلاة و السلام قال " من دل على دانيال فبشروه بالجنه "
حزقيل – عليه السلام – : –
كان عليه السلام من الانبياء المعاصرين لارميا و دانيال وغيرهم من الانبياء الذين كانوا في بني اسرائيل , ولقد قام قوم من بني اسرائيل الى ارض بابل فوثبوا عليه و قتلوه و قبروه هناك
عاموص:-
كان هو الاخر من انبياء بني اسرائيل , قتل هو الاخر علي يد اليهود
يحي بن زكريا – عليهما السلام- :
هو ابن زكريا و ابن خالة المسيح – عليهم السلام – ولقد قتله اليهود قتله بشعة ولقد زكرها ابن كثير بطولها فمن ارادها فعليه الرجوع الى كتاب البداية و النهاية الجزء الثاني
زكريا عليه السلام :-
لم يكتفي اليهود بقتل يحي بن زكريا بل قاموا بقتل ابيه هو الاخر فقد كان يصلي في المحراب عندما قتل اليهود ابنه يحي ولما اراد اليهود البطش به هو الاخر فر منهم ولكنهم اخذوا يلاحقونه واثناء فراره انفتحت له شجرة فدخل فيها ولكن الشيطان دلهم على الشجرة فنشروا الشجرة وهو بداخلها
محاولة قتلهم المسيح عليه السلام :-
لقد حاول اليهود قتل لمسيح عيسى ابن مريم الا ان الله رفعه اليه و نجاه من كيدهم
محاولة اليهود قتل النبي محمد _ عليه الصلاة و السلام _
قد كانت اليهود ينتظرون مبعث نبي ياتي في اخر الزمان وكانوا يعتقدون انه سيبعث اليهم دون غيرهم , ولكن لما يعث النبي الى الناس كافة اخذ اليهود يكيدون له محاولين قتله نارة و تكذيبة تارة اخرى
ولقد حاولوا اغتيال النبي اكثر من مرة وكان من ابرز تلك المحاولات : –
مجاولة عمرو بن جحاش و يهود بني النضير قتل النبي : –
خرج رسول الله الى بني النضير يستعينهم في دية قتيلين من بني عامر قتلهم عمرو بن امية الضمري , للجوار الذي كان رسول الله عقد لهما و كان بين بني النضير وبني عامر عقد و حلف
فلما اتاهم رسول الله يستعينهم في دية القتيلين قالوا " نعم يا ابا القاسم نعينك على ما احببت مما استعنت بنا عليه "
ثم خلا بعضهم الى بعض فقالوا " انكم لن تجدوا محمدا اقرب منه الان فمروا رجلا يعلوا على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه "
و عينوا لذلك عمرو بن جحاش فقال انا لذلك , فقالوانطلع على السطح و نلقي عليه رحى من فوقة نقتله بها , و انكر عليهم سلام بن مشكم عملهم و قال لا تفعلوا , لكنهم اجمعوا على ان ينفذوا خطتهم القذرة و قبل ان يفعلوا فعلتهم اوحى الله الى نبيه بما اجمع عليه اليهود , فقام على الفور كانه يقضى حاجته و دخل المدينة و لما استبطاه اصحايه قاموا و لحقوا به فاخبرهم بمؤامرة اليهود
محاولة اليهود اغتيال النبي بالسم :-
بعد غزوة خيبر في العام السابع من الهجرة اقدم اليهود على اغتيال النبي بالسم وذلك عندما اهدت له زينب بنت الحارث اليهودية امراة سلام بن مشكم ( وهي بنت الحارث زعيم من زعماء اليهود قتل في معركة خيبر ) شاة مسمومة قد سمتها و سالت اى اللحم احب اليه ؟ فقالوا الذراع فاكثرت فيه السم فلما انتهش النبي من الذراع اخبره الذراع انه مسموم فلفظ الاكله الا ان النبي كان قد لاك منها مضغة فلم يسيغها
ولقد بقي اثر هذا السم في جسد النبي فلما اشتد وجع النبي من مرضة في عام الوداع قال لام المؤمنين عائشة " يا عائشة ما ازال اجد الم الطعام الذي اكلته بخيبر فهذا اوانه و اني وجدت انقطاع ابهري من ذلك السم "
فاليوم أنا معك وغداً في التراب
فإن عشت فإني معك وإن مت فالذكرى
وياماراً على قبري لا تعجب من أمري
بالأمس كنت معك وغداً أنت معي
أموت و يبقى
كل ما كتبته ذكرى
فياليت
كل من قرأ خطي
دعا لي