التصنيفات
منوعات

بق الفراش . "بعبع" يثير الهلع لدى الأميركين

تحت عناوين مثيرة مثل «خطر تحت الحاف» و«من ينام على سريرك؟»، تناولت وسائل الإعلام الأميركية موجة الخوف التي تجتاح الأميركين في الأشهر الأخيرة من بق الفراش، تلك الحشرات الصغيرة (وهي بحجم رأس الدبوس) التي تعش في ثنايا حشايا النوم بشكل خاص.
وسبب الذعر هو تحذير الحكومة خلال الصيف من تكاثر البق، مضافة إلى شكوى رواد الفنادق على مختلف مواقع الانترنت مما يبدو لهم وحوشًا من الحشرات مصاصة الدماء في أماكن غريبة عليهم. هذا على الرغم من أن هذه الحشرات لا تنقل المرض على شاكلة البعوض مثلاً.
وأشار موقع TripAdvsor.com إلى أن 11 % في المتوسط من الرسائل التي ظل يتلقاها يوميًا في الأشهر الأخيرة تأتي من أناس يشكون من بق الفراش حتى في أرقى الفنادق. وقال أحد الشاكين في معرض نقده لفندق في مانهاتن «هاجمني جيش من بق الفراش، يا له من كابوس». في حين ذكر آخر وهو يكتب لموقع Fodor’s.com «ارتعد خوفًا لمجرد ذكر ذلك الاسم». وشكا ثالث من «تلك المخلوقات الصغيرة المروّعة».
وبعث عديدون آخرون برسائل استنجاد إلى المؤسسات والمواقع الإلكترونية المعنية بشؤون الآفات كالجرذان على سبيل المثال. ورأى أحد هؤلاء بقة فراش وهي تزحف على السرير بعد استيقاظه، وشاهد أخرى تسقط من شعره. ومما لا شك فيه، تبعًا لتلفزيون «سي إن إن»، هو أن التحذير الحكومي ونوع الشهادات التي يتداولها الناس على الشبكة الإلكترونية العنكبوتية تأتي بمثابة أنباء بالغة السوء بالنسبة إلى أصحاب الفنادق الذين يعتمدون أولاً وأخيرًا على صورة نزلهم باعتبارها «القمة في النظافة ودار الزائر بعيدًا عن داره».
وبعض هؤلاء المُلاك يخشون مجرد الإشارة إلى بق الفراش حتى عندما يريد القول إن فنادقهم خالية منها، فلا يخيفون النزلاء المحتملين. ويقول دانيل ماونت، البروفيسير المشارك في كلية إدارة الضيافة بجامعة بنسلفانيا إنه لم يشهد مثل هذا الوضع على مدى ثلاثين عامًا ظل يعمل خلالها في مجاله. ويسدي النصح لأصحاب الفنادق عبر الرد مباشرة على ما يرد من اتهامات لهم على المواقع الإلكترونية بدلاً من طريقة «لا أرى شراً، لا أسمع شرًا، لا أنطق شرًا»، وكأن هذا سيزيل المشكلة بعصا سحرية.
وتأتي نيويورك على رأس قائمة المدن الأميركية المتأثرة بق الفراش، تبعًا لمسح أجرته مؤسسة مكافحة الآفات «تيرمينيكس» الشهر الماضي. والمدن الأخرى التي تشكل الخمس الأوائل هي: فيلادلفيا في بنسلفانيا، وديترويت في ميشيغان، وسينسناتي في أوهايو، وشيكاغو في أيلينوي. وقالت «تيرمينيكس» إنها صنّفت قائمتها بناء على عدد الشكاوى التي تلقتها مكاتبها في طول البلاد وعرضها.
وربما أن بق الفراش لا يميز بين صغير وكبير كما تشهد مغنية البوب لورين هيلدابرانت في لقاء مع صحيفة «يو إس ايه توداي». فقد أكدت أن هذه الحشرات عضتها في ظهرها وكتفيها عندما كانت نزيلة فندق فاخر بنيويورك في مطالع الشهر الحالي. وطالبت الناس التنبه إلى هذا الخطر "حتى في أفخم فنادق نيويورك". وأضافت "لم أذق طعم النوم، وليس فقط بسبب العض فقط، وإنما فكرة أن هذه الحشرات تقاسمني فراشي أيضًا».
ومن الصعب تحديد مدى الأثر الاقتصادي السلبي على قطاع الفندقة لأن تطهير غرفة واحدة من بق الفراش قد يكلف الفندق بضعة مئات أو بضعة آلاف الدولارات. وتبقى الحقيقة هي أن غالبية الفنادق لا تعاني هذه المشكلة وأن الناس لم يهجروا السفر بسببها. ومع ذلك فإن النصيحة التي يقدمها الخبراء هي تنبه العاملين في الفنادق الى علامات وجودها، وتنبه النزلاء أنفسهم الى مسائل بسيطة مثل الامتناع عن وضع حقائبهم على الأسرة، إذ ربما كانت هي مصدر البق.
يشار إلى أن الفنادق ليست الوحيدة التي تعاني هذه المشكلة، وإنما سائر المنامات الجماعية مثل مساكن الطلاب. وتبعًا للتقاري الصحية فهي تنتشر بشكل ملفت للنظر في الداخليات في جامعات نيويورك – كما هو متوقع – وكولورادو وميسوري وبنسلفانيا. وقد اقتطعت هذه الجامعات أجزاء من ميزانياتها لعالجة مساكنها خاصة مع عودة الطلاب من عطلتهم الصيفية.
فنشأت فورًا «صناعة» تعد بتخليص الناس من الوباء. وعقد مؤتمر – معرض ليومين في روزموند، كاليفورنيا، لمناقشة الأمر وعرض الحلول. وحضره 400 شخص، إضافة إلى ممثلي 50 من مختلف المؤسسات والشركات العاملة في مجال الصحة العامة، واضطر المنظمون لسد الباب أمام 200 شخص بسبب امتلاء القاعة. وكان بين المعروضات «سحابة ثاني أوكسيد الكربون البيضاء» التي وعد مقدموها بأنها العلاج الناجع، والكلاب المتمتعة بحاسة الشم العالية. وفي حال فشل هذا وذاك، فقد كان هناك من يعد بالحل الأخير، وهو إحراق الأسرّة والأثاث بكامله.
لكن الخبراء يشيرون إلى أن العامل النفسي هو الأكبر الذي يمكن أن يحوّل دراما صغيرة إلى أزمة كبيرة. ويشدون بشكل خاص على أن معرفة الحقائق هي أفضل السبل للتعامل مع هذه المشكلة وكل مشكلة أخرى. وأهم هذه المشاكل هي أن بق الفراش لا ينقل الأمراض.



ماشاء الله تبارك الله
ولا رد !!
:sgsh:




يعطيك العافيه على الموضوع



تسلمي على الموضوع



خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.