ــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 3
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ *وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ )
نزلت الآيات السابقة فى حفصة وعائشة رضى الله عنهما وذلك لأسباب ذكر منها :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى بيت حفصة وكانت مارية أم إبراهيم فوطأها
فقالت حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنه : يا نبى الله لقد جئت إلىّ شيئا ما جئت إلى أحد من أزواجك فى يومى وفى دورى وعلى فراشى
قال : " ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها ؟ "
قالت : بلى
فحرمها
فنزلت الآية يراجع الله رسوله عن ذلك وكفر عن يمينه
ــــــــــــــــــــــــــــ
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال لحفصة " لا تذكرى ذلك لأحد "
فذكرته لعائشة وتظاهرت عليه نساؤه
فأظهره الله عليه
وعاتبها رسول الله فقالت : من نبأك بأنى قلت لعائشة
فقال : أعلمنى الله العليم الخبير بكل شئ
وقيل أسباب أخرى لنزول الآيات ولكن ماسبق هو أظهره
وشاع بين الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد طلق أزواجه
الآيات 4 ، 5
)إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ *عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا )
وعندما تظاهرت عليه زوجاته إعتزلهم رسول الله
وعندما سأل عمر بن الخطاب الرسول عن ذلك قال أن إحداهن تراجعه وتهجره اليوم إلى الليل
وخافت زوجاته أن يطلقهن ويغضب الله لغضب رسوله
ونزلت آيات التخيير
يهدد فيها الله زوجات الرسول اللواتى تظاهرن عليه بأن الله يبدله خيرا منهن
وكان عمر قد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " يارسول الله ، ما يشق عليك من أمر النساء ، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكال وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك
فنزلت الآية ( … وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير )
فعسى أن يبدله إن طلقكن أزواجا خيرا منكن
مسلمات مؤمنات
قانتات : منقطعات للعبادة
تائبات : كثيرى التوبة
عابدات : كثيرى العبادة
سائحات : صائمات
ثيبات : تزوجن من قبل
أبكارا : لم تتزوج قبله
أى تنويع ليكون أشهى للنفس
الآيات 6 ـ 8
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
يا أيها المؤمنين أدبوا أنفسكم وأبناءكم وأزواجكم وعلموهم دينهم واعملوا بطاعة الله واتقوا المعاصى وأمروهم بذكر الله حتى تنجوهم من غضب الله وعقابه وناره التى تشتعل بالحجارة التى صنعتم منها الأصنام والناس الكافرون والعاصون هم وقودها وحطبها وعليها زبانية من الملائكة الشداد الغلاظ التى نزعت من قلوبهم الرحمة بالكفار والمتطاولون على معصية الله وهم يطيعون الله كلما أمرهم
ويوم القيامة يقال للكافرين لا اعتذار وتوبة الآن وإنما تجزون بأعمالكم
ثم تلك دعوة للمؤمنين العاصين يقول تعالى لهم توبوا توبة صادقة تمحو ما قبلها وتمنع التائب من العودة للمعصية ليدخلكم الله جناته التى تمتلئ بالخيرات
ويوم القيامة لا يخزى الله الرسول والمؤمنون ويجعل الله لهم نورا يوم القيامة والله قادر على كل شئ
الآيات 9 ، 10
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )
يقول الله لنبيه
جاهد الكفار والمنافقين بالسلاح والقتال وإقامة الحدود عليهم فى الدنيا ولهم العذاب فى الآخرة
ثم يضرب الله الأمثال للإعتبار
هؤلاء نبيين من رسل الله أقرب ما تكون لهم وهما زوجاتهما خانتاهما فى دعوتهما لتوحيد الله
امرأة نوح التى كانت تعين قومها عليه وتقول مجنون
وتلك امرأة لوط التى كانت تفشى سر زوجها وتدعو قومها وتعينهم على إتيان الفاحشة
وبالرغم من أنهما كانتا زوجتان لنبيين فلم يشفع ذلك لهما من عذاب الله
ويقال لهما ادخلا النار مع الكافرين
( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ )
وهذا نوع آخر من النساء المؤمنات اللواتى عاشرن أهل ورؤس الكفر فلم يضرهم ذلك شيئا بل كان سببا فى اصطفاء الله لهن
آسية زوجة فرعون التى كانت زوجة لأعتى أهل الأرض وأكفرهم ولكنها آمنت بالله وأصرت على طاعة الله فأدخلها الله الجنة وبنى لها قصرا فى الجنة حين تبرأت من فرعون وعمله
وتلك مريم بنت عمران النبى التى صانت نفسها من الرذيلة وتحلت بالعفة
نفخ جبريل فى جيب درعها فنزلت النفخة فى فرجها وحملت بعيسى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "
وهذه كلمة لمن تطاولوا على نساء النبى لتفحمهم
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى