رقمها 26 – عدد آياتها 227 – البيان مكيه
______________________________ __________
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الآيات 1 ـ 9
( طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ * فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون * أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )
* طسم : الحروف فى بداية السور كما أوضحنا من قبل فى سورة البقرة وآل عمران وغيرهما
* هذه آيات من القرآن الكريم الواضحة التى توضح الحق من الباطل وبلسان عربى واضح .
* أنت تهلك نفسك يا محمد حرصا وحزنا على أن يؤمن الكفار والمشركين
* لو أردنا أن يؤمنوا فنحن قادرون على أن ننزل لهم آية من السماء تضطرهم للإيمان كرها ، ولكن نريدهم طائعين برغبتهم .
* ولكنهم كلما أتاهم كتاب من السماء فإن أكثر الناس يعرضون عن الطاعة
* فقد كذبوا بما جاءهم من الحق ، فسوف يعلمون أخبار ما كذبوا به واستهزؤا عن قريب
* ألم يروا قدرة الله وعظمته فى خلق الأرض وإنبات الزروع من كل الأنواع الكريمة ، ومن أزواج الحيوانات .
* أليس فى ذلك دلالة على قدرة الخالق الذى بسط الأرض ولكن كثير منهم
يكذبون ، فإن ربك الله الذى عز كل شئ وقهرهوغلبه ورحيم بالمؤمنين ومن تاب .
الآيات 10 ـ 22
( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ * فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ *أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ * وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ )
وعندما نظر رأى نارا من بعيد ولم يراها غيره فقال لأهله إنى آنست نارا ـ امكثوا هنا لأذهب آتيكم بجذوة منها
وهنا يكلمه ربه
اقترب موسى وإذا به يسمع صوت رب العزة يناديه ويقول ( أن بورك من فى النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين )
ارتعد موسى ولاذ محاولا الهرب ولكن الصوت يحيطه من كل مكان ويقول : ( يا موسى * إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )
ثم قال : ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إننى أنا الله لا أله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى * إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى )
ثم أمره أن يدخل يده فى جيبه ثم يخرجها فيجدها بيضاء بغير بهق ولا برص
وهذه علامات من الله على أنك مرسل من عند الله إلى الناس لتدعوهم لعبادة الله الواحد
( قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ) : وقال له ربه : اذهب إلى فرعون وجنده وادعوهم للتقوى والتراجع عن شرورهم واستعباد الناس من بنى اسرائيل فى الأعمال الشاقة وقتل أبناءهم
قال موسى : ( رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ )
وقد طلب موسى من ربه أن يجعل معه أخاه هارون نبيا يعاونه فى رسالته فهو أفصح كلاما ولسانا وأبلغ فى البيان ،ويخشى أن يقتلوه لأنه قتل منهم قبطيا عندما استجار به الإسرائيلى
وقد لبى الله له طلبه ، بعد أن طمأنه و حصنه الله منهم حتى لا يقتلوهما وأن له ومن اتبعه الغلبة .
( قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ * فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ *أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ )
( قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) : ولكن فرعون قال له هل هذا جزاء ما أن ربيتك بيننا سنين ، ثم تأت لنا بدين جديد وتخالف ديانتنا وتخرج على الملك
ويذكره بفعلته مع القبطى الذى قتله ويضخم له الأمور .
( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) : قال موسى لقد فعلت ذلك من قتل القبطى وأنا ضال من منهما على حق
ولما خفت أن تقتلونى هربت منكم ، فأنعم الله علىّ بأمر النبوة والرسالة وأرسلنى إليكم .
( وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) : وهل تمن علىّ أن ربيتنى وأحسنت إلىّ وأنا من بنى إسرائيل وفى المقابل تسئ لمجموع بنى إسرائيل وتستعبدهم .
( قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُون )
وقال فرعون لموسى : ومن يكون رب العالمين الذى تزعم أنه رب غيرى ؟
قال موسى : هو رب السموات والأرض ومن فيهن وما بينهما الذى خلق كل شئ وله التصرف فيها إن كنتم موقنين ولكم قلوب موقنة تفهم وتعقل .
قال فرعون لمن حوله سخرية واستهزاء بموسى : ألا تعجبون مما يقول ، يقول رب لكم ولمن قبلكم ، إن رسولكم هذا ليس له عقل فى دعواه ، إنه مجنون .
قال موسى : الله هو الذى جعل المشرق تطلع منه الكواكب والمغرب لتغرب فيه وجعل ما بين المشرق والمغرب لو كانت عندكم عقول تفهم وتعقل ما تراه .
الآيات 29 ـ 37
( قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ )
قال فرعون لموسى بعد أن أقام الحجة فى مناقشته : لو علمت أنك تتخذ إلاها غيرى سأسجنك وأعذبك .
قال موسى : حتى لو جئتك بمعجزة وبرهان قاطع ؟
قال فرعون : أظهر ما عندك لو صدقت
فألقى موسى عصاه على الأرض فإذا بها تتحول إلى حية ضخمة هائلة واضحة مزعجة
وأدخل يده فى جيبه ثم أخرجها فإذا بها بيضاء تشع نور بدون مرض البرص ولا شئ معيب ، ثم أعادها إلى جيبة فعادت إلى حالتها الأولى .
بهت فرعون ولكنه يصر على العناد والكفر خوفا على مكانته بين قومه فقال : إنه ساحر وليست معجزات
إنه يريد بسحره أن يذهب عقول الناس لتكثر أتباعه ويأخذ بلادكم ، أشيروا علىّ ما أصنع معه ؟
قال له حاشيته وأعوانه : أخره هو وأخاه حتى نرسل فى المدن نجمع لك السحرة منها جميعا لتغلبه وتبهته ونجمع الناس جميعا ليشهدوا كذبه فلا يتبعوه .
الآيات 38 ـ 48
( فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ * لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ )
جمع فرعون السحرة من مدن المملكة وجاء على سرير ملكه واجتمع الناس ظهيرة يوم الزينة وهو يوم عيد قومى للبلاد ، واصطف أكابر رجال الدولة وجاء موسى وأخاه هارون وقال فرعون للسحرة ــ ليحرضهم على أعمال سحرية ليغلبوا موسى وهارون ــ لو كنتم غالبين سأجعلكم من المقربين
قال لهم موسى : لو كذبتم على الله سيعذبكم ويهلككم بعقوبته
فهذا أمر نبى وليس بسحر
وتنازعوا فيما بينهم وتناجوا السحرة وفرعون وأعوانه والناس بأن هذا موسى وأخاه ساحران يريدان أن يغلبوا السحرة ويكونا لهم السيادة
فاجتمعوا بسحركم عليه لتبطلوا أعماله ومن غلب فهو اليوم هو المقرب للملك وله السيادة
وجمع الناس والسحرة وكانت السحرة البادئة باسم فرعون بإلقاء عصيهم وحبالهم فكانت تتلوى كالثعابين ، ثم ألقى موسى عصاه باسم الله العلى القدير فتحولت إلى حية ضخمة حقيقية إلتهمت كل عصى وحبال السحرة
ثم تلقفها موسى بيده فعادت عصاه
فتأكدت السحرة أن هذا ليس بسحرا وسجدوا كلهم جميعا وأعلنوا إيمانهم بالله الواحد وبما جاء به موسى
اغتاظ فرعون فأمر بالسحرة تعلق على الجزوع وتصلب وتقطع أيديهم وأرجلهم وكانوا صابرين وقالوا أن آذاك علينا إن آمنا أو لم نؤمن سواء وصبروا
( قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ *قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ *إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ )
قال فرعون : كيف لكم أن تؤمنوا له قبل أن أصرح لكم بذلك ، إنكم خطتم لذلك مع موسى لتعاونوه على أن يخرج بنى إسرائيل من البلدة وتكن لكم دولة مستقلة وتخرجوا أكابرها ورؤساءها فسوف ترون ما أفعل بكم
سأقطع أيديكم اليمنى و أرجلكم اليسرى وأعلقكم على جذوع النخل
وستعلمون من هو أقوى عذابا
فقال له السحرة إنا آمنا بالله الذى نرجع إليه وعقابه أشد من عقابك ، فما فعلنا من شئ غير أن آمنا بالله وآياته ولن نفضلك على ما جاء موسى به من دلائل
فسنصبر على عذابك لنتخلص من عذاب الله ، وافعل ما شئت ، إنها الحياة الدنيا وستنتهى
فنحن نستغفر الله فيما اضطررتنا إليه من سحر فالله هو الباقى اللهم أنزل علينا الصبر وثبتنا على دينك وتوفنا تابعين لله ولرسوله موسى عليه السلام
الآيات 52 ـ 58
( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ )
عندما أشتد أذى فرعون لموسى ومن معه أمر الله موسى أن يهرب ومن معه إلى الأراضى المقدسة
أمر الله موسى أن يخرج ومن معه من مصر ، وجعل ذلك الشهر هو أول سنة بنى إسرائيل وأمرهم أن يذبح كل أهل بيت حملا من الغنم ، فإذا كانوا لا يحتاجون إلى حملا فاليشترك الجار وجاره فيه ، فإذا ذبحوه فلينضحوا من دمه على أعتاب أبوابهم ليكون علامة على بيوتهم ولا يأكلونه مطبوخا ولكن مشويا برأسه وأكارعه وبطنه ولا يبيتوا منه شئ ولا يكسروا له عظما ولا يخرجوا منه شيئا خارج بيوتهم
وليكن خبزهم فطيرا سبعة أيام ابتداؤها من الرابع عشر من الشهر الأول من سنتهم وكذلك يفعل فى الربيع.
فإذا أكلوا فلتكن أوساطهم مشدودة وخفافهم فى أرجلهم وعصيهم فى أيديهم وليأكلوا بسرعة قياما وما تبقى من عشائهم فليحرقوه بالنار
وقتل الله فى هذه الليلة أبكار القبط وابكار دوابهم ليشتغلوا عنهم ، وخرج بنوا اسرائيل حتى انتصف النهار وأهل مصر فى مناحة عظيمة وعويل
أمر الوحى موسى أن يخرج ومن معه فحملوا أدواتهم وكانوا قد استعاروا من القبط ( أهل مصر ) حليا كثيرة من الذهب ، فخرجوا بها وعددهم 600 رجل بعد أن عاشوا فى مصر 430 سنة وحملوا معهم الفطير قبل ان يختمر
فسموا عامهم هذا عيد الفسخ أو عيد الفطير أو عيد الحمل
خرجوا من مصر ومعهم تابوت يوسف عليه السلام الذى كان قد أوصى بأن يدفن بأرض آبائه بالشام وقد حنطوه ووضعوه فى تابوت
وخرجوا على طريق بحر وكانوا فى النهار تغطيهم سحابة وأمامهم عمود نور ، وفى الليل أمامهم عمود نار حتى وصلوا إلى ساحل البحر نزلوا هناك
( كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ* فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )
لقد جعلنا لبنى إسرائيل أرض مصر من بعد هلاك فرعون وجنده
إذ أنه تبعهم نحو الشرق من البلاد
وأدركهم فرعون وجنوده من المصريين ، فلما رأى كلا من الفريقين الآخر قلق كثير من أتباع موسى حتى قال بعضهم ( إنهم سيلحقوا بنا ويهلكونا ، وكان بقاؤنا فى مصر أحب إلينا من الموت بهذه الصحراء )
قال لهم موسى :
( لا تخشوا فإن فرعون وجنوده لا يرجعون إلى بلدهم بعد ذلك )
أمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر فصار الماء على الجانبين كجبلين عظيمين وظهر بينهما اليابس ومر بنوا اسرائيل عليه ، وتبعهم فرعون وجنوده حتى إذا وصلوا منتصف الماء ضرب موسى البحر بعصاه أخرى فاجتمع الماء وغرق فرعون وجنوده وآمن فرعون وهو يغرق عندما لاتقبل توبة ممن كفر
وكان بنوا اسرائيل ينظرون إليهم من الجانب الآخر
وكان فى هلاك فرعون وإنفلاق البحر عبرة وعظة ليتعظ الناس
ولكن كان كثير منهم غير مؤمنين
والله غفور لعباده رحيم بمن تاب ورجع إليه .
الآيات 69 ـ 78
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ *قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ *قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ )
وقص على الناس يا محمد خبر إبراهيم ليعتبروا بلإخلاصه وتبرؤه من الشرك
فقد قال لأبيه ولقومه ما هذه الأصنام التى تعبدونها ؟
قالوا : نحن مقيمون على عبادتها ودعائها
قال إبراهيم : فهل تسمعكم لو دعوتموها أو تنفعكم أو تضركم
قالوا : لا بل وجدنا آباءنا تفعل ذلك
قال إبراهيم إذا كانت هذه الأصنام التى عبدتونها أنتم وآباؤكم شيئا فتوذينى لأنى لا أؤمن بها ولا أعبدها مثلكم وهى أعداء لى
ولكن الله الذى خلق الأشياء وخلقنى وهدى الخلائق يهدينى .
( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )
وهو الذى يرزقنى ويطعمنى مما خلق من الأرض ويسقينى من ماء المطر الذى ينزله من السماء ، ويشفينى من المرض ، وهو الذى أحيانى وسيميتنى وبدأ الخلق ثم يعيده
وأرجوا من الله أن يغفر لى ذنوبى يوم القيامة فهو الذى يملك الصفح والمغفرة
الآيات 83 ـ 89
( رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
اللهم اعطنى علما وحكما واجعلنى من الصالحين .
رب اجعل لسانى ينطق بالحق فى الدنيا ويقتدى بى فى الخير بين الناس الذين أنا بينهم والذين يأتون من بعدى .
وانعم علىّ بجنتك .
اللهم اغفر لأبى الذى ضل الطريق .
وأجرنى من خزى يوم القيامة .
اليوم الذى لا ينفع أحده ماله ولا أولاده .
ولا ينفع أحد إلا المؤمن بالله الذى يرجع وقلبه خال من الشرك نقى بالإيمان .
الآيات 90 ـ 104
( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )
وأدنيت الجنة للمؤمنين
وظهرت الجحيم للمكذبين والمجرمين
ويقذفون فيها بعضهم على بعض هم وجنود إبليس الذين أغوهم
ويقال لهم أين ما عبدتم من غير الله لينصرونكم وينقذونكم مما أنتم فيه ، أو ينصروا أنفسهم من عذاب الجحيم .
ويتعاتب أهل النار ويلعن بعضهم بعضا
ويقول الضعفاء نحن كنا فى ضلال أن سوينا بكم وبالله فى الطاعة ، فأطعناكم
وإنكم مجرمون أن أضلتونا عن الحق
فليس لنا من يشفع لنا ولا صديق ينقذنا مما نحن فيه .
لو أعادنا الله إلى الدنيا فسوف نكون من المؤمنين
وفى ذلك عبرة لمن له عقل ليعتبر قبل أن يصبح فى مثل المقام الذى عليه المكذبين
فالله غفور رحيم بمن يتوب ويعود إلى طاعته .