سورة النمل – سورة 27 – عدد آياتها 93
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 6
( طس ، تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ * وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ )
طس : حروف بدايات السور
هذه آيات القرآن الواضح
هداية للناس وبشرى للمؤمنين بالجنة
المؤمنون الذين يؤدوا الصلاة كما أمرهم الله بشرائعها وأوقاتها ويدفعوا زكاة أموالهم ويؤمنون بالآخرة ويعملون لها .
أما من يكفرون بالآخرة فقد زينت لهم سوء أعمالهم فى الدنيا وهم عميان عن الحق
وهؤلاء الذين لهم أسوأ أنواع العذاب والخسران فى الآخرة التى كذبوا بها
وأنت يا محمد تتلقى القرآن من عند الله الحكيم فى أقواله وأفعاله وعليم بخبايا النفوس وما يصلح لها وما يضرها .
الآية 7
( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ )
انتهت الفترة المحددة وبدأ يحن موسى لوطنه مصر… أمه وأخته وأخيه هارون
وكانت الزوجة مطيعة وأطاعت رغبة زوجها
وبدأ رحيل موسى مع زوجته الحامل وولديه منها وأعطاه الشيخ كل شاة ولدت على غير لونها وقد قدر الله رزقه فولدت كل الشياه على غير لونها فى هذا العام وساقها
وسارت العائلة … ونسى موسى مخاوفه وساقه الله ليؤدى المهمة التى أعدها له
وتحت تأثير الميل للوطن عائد موسى مع أهله وزوجته إلى الوطن مصر ولا يعبأ بالخطر الذى كان قد هرب منه
وأثناء الطريق دخل عليه الليل والظلمة فى ليلة شاتية، فاحتاج النار للتدفئة والإضاءة والطبخ وقد ضلوا عن الطريق
وعندما نظر رأى نارا من بعيد ولم يراها غيره فقال لأهله إنى آنست نارا ـ امكثوا هنا لأذهب آتيكم بجذوة منها حتى تطبخوا أو توقدوا لإضاءة فى ظلام الليل والطريق .
( فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )
انطلق موسى فى الوادى نحو ما يرى من نور يظنه ناراوهو يتوكأ على عصاه
اقترب موسى وإذا به يسمع صوت رب العزة يناديه ويقول ( أن بورك من فى النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين )
ارتعد موسى ولاذ محاولا الهرب ولكن الصوت يحيطه من كل مكان ويقول : ( يا موسى * إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )
ثم قال : ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إننى أنا الله لا أله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى * إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى )
ثم قال له الله : ( وما تلك بيمينك يا موسى ) أى انظر هذه العصاة التى تمسك بها دائما
( قال هى عصاى أتوكأ عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى )
( قال ألقها ياموسى * فألقاها فإذا هى حية تسعى )
وهذا بالطبع شئ رهيب خارق للطبيعة والعادة وهذا من قدرة الله الذى يقول للشئ كن فيكون
وخاف موسى ( ولى مدبرا ) ورجع هاربا ولم يلتفت
ولكن الله ناداه ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين )
ولما رجع قال له ( قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى )
ولما مسك بها تحولت ثانيا إلى عصاه
وسبحان القدير العظيم
ثم أمره أن يدخل يده فى جيبه ثم يخرجها فيجدها بيضاء بغير بهق ولا برص
وهذه علامات من الله على أنك مرسل من عند الله إلى الناس لتدعوهم لعبادة الله الواحد
وعاد موسى إلى زوجته ينقل لها خبر نبوته ، ثم نزل معها إلى مصر
وقد طلب موسى من ربه أن يجعل معه أخاه هارون نبيا يعاونه فى رسالته فهو أفصح كلاما ولسانا وأبلغ فى البيان ، وقد لبى الله له طلبه ، بعد أن طمأنه و حصنه الله منهم حتى لا يقتلوهما وأن له ومن اتبعه الغلبة
ولما جاءت فرعون وحاشيته والقبط بمصر الآيات كذبوا واستكبروا وفسقوا عن الحق وقالوا هذه ليست معجزات بل هو السحر .
جحدوا بالرغم من أن نفوسهم تتأكد من أنها آيات الله الحقة وذلك من ظلمهم
وكان عاقبتهم الهلاك والغرق بما أفسدوا .
( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)
وهذا داود وابنه سليمان اللذان أنعمنا عليهما بالعلم والملك والحكمة فى القضاء وقد فضلناهما على كثير من الناس وجعلناهما من الأنبياء .
وورث سليمان الملك والنبوة من أباه داود
وقال سليمان : يا أيها الناس إن الله علمنى من حديث الطير والحيوانات ، وأعطانى كل شئ يحتاج إليه الملك ، وهذا فضل واضح يمن الله علىّ به .
وجمع لسليمان جنوده من الإنس والجن والطير التى تظلل بأجنحتها فوق رأسه والحيوانات
فهم يوزعون : يكف أولهم على آخرهم حتى لا يتقدم أحد على آخر فى المنزلة المخصصة له
وسار سليمان بجنوده حتى وصلوا إلى وادى للنمل نادت النمل تحذرهم وتأمرهم بالدخول مساكنهم حتى لا يهلكهم سليمان وجنده بدون أن يشعروا
فتبسم سليمان ضاحكا من قولها وشكر ربه على ما منحه من نعمة هو ووالديه من الإسلام والإيمان
ودعا ربه أن يثبته على الإيمان ويجعله من الصالحين .
الآيات 20 ، 21
( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ )
وبحث بين الطيور فلم يجد الهدهد ، فقال : هل أخطأ بصرى فلم أرى الهدهد أم إنه غائب لم يحضر ؟ سأنتف ريشه لأعذبه بشدة ، أو إنه يأت لى بعذر مقبول لغيابه .
( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )
تغيب الهدهد زمنا قليلا ، ثم عاد إلى سليمان فقال له :
لقد اطلعت على شئ لم تطلع عليه أنت ، وجئت لك بخبر صدق وحق اليقين من سبأ باليمن .
وجدت عليهم تملكهم إمرأة ( بلقيس ) وتملك من كل أنواع المتاع والزخارف التى يحتاجها الملك ، ولها عرش ( السرير الذى يجلس عليه الملك ) ضخم هائل مزخرف بالذهب والفضة واللآلئ والجواهر .
ووجدت أنها وقومها يعبدون الشمس ويسجدون لها من غير الله ، وزين الشيطان لهم أعمالهم وأبعدهم عن الحق فهم غير مهتدين لطريق الصواب .
أليس من الحق أن يسجدوا ويعبدوا الله الذى خلق الكواكب ويخرج ما يخفى فى الأرض والسموات ويعلم ما يخفى الخلق وما يعلنون .
فالله لا رب سواه وهو الذى له العرش الأعظم وهو العظيم الذى ليس فى المخلوقات أعظم منه .
الآيات 27 ـ 31
( قالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ )
قال سليمان للهدهد : سنرى أنت صادق أم كاذب
كتب سليمان إلى بلقيس ملكة سبأ باليمن وقومها رسالة بسم الله الرحمن الرحيم من سليمان ، يخبرهم بخبر السماء وأن لا إله إلا الله ولا شريك له ثم ثبته فى قدم الهدهد وأمره بالذهاب إلى قصرها وإلقاء الرسالة إليها من كوة فى خلوتها ، ثم بعد عنها تولى وذلك تأدبا لكونها فى رياسة وينتظر ما يكون من رد الفعل منهم .
فتعجبت للأمر فقد كانت من قوم يعبدون الشمس والكواكب ، وتعجبت من وصول الرسالة بهذه الطريقة ، فجمعت حاشيتها وقالت لهم أنه ألقى إليها رسالة كريمة ( كريمة لأنها ألقيت من طائر تأدب فى تصرفه معها وليس من سلوك الملوك ذلك )
وقرأتها عليهم ، إنها من سليمان وأنها بسم الله الرحمن الرحيم ويطلب منهم ان يخضعوا له موحدين مخلصين طائعين، وأنه نبى من الله ، وأنهم لا قبل لهم به فلا يتجبروا عليه لا تعلو علىّ
( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ )
قالت بلقيس : يا أيها الوزراء أشيروا علىّ فى الأمر فإنى لن أقرر ماذا أفعل مع سليمان حتى تكونوا معى وعلى علم بما أفعل .
قال لها القادة : نحن أقوياء ونملك من العدة والعتاد ما يمنحنا القوة والبأس الشديد ولو أردت أن نحاربه فلك ما شئت ، فقررى وأمرى وعلينا التنفيذ والطاعة .
قالت لهم : إن من عادة الملوك إذا دخلوا بلدا خربوها وأهانوا الجنود والقادة بالقتل أو الأسر .
وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ : ويؤكد الله أن الملوك يفعلوا ذلك حقا .
ثم قالت بلقيس : سأتفاوض أولا معه وأرسل له بهدية تليق بمثله وأرى رد فعله ، فربما يكتفى بذلك ويدعنا وربما يفرض علينا ضريبة ندفعها كل عام فلا نضطر للقتال ، وسننتظر ما يفعل وما يرد علينا به مع مراسلونا
الآيات 36 ، 37
( فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ )
بعثت بلقيس بهدية عظيمة لسليمان ، فقال سليمان : هل تعطونى هدية ومال لأترككم وشرككم وملككم
إن ما أعطانى الله من ملك عظيم على جميع الخلائق وجنود ومال أعظم وأفضل مما تمدوننى ومن ملككم ، ولكنى لا أقبل منكم غير الإسلام لله وإلا القتال أما أنتم فتفرحون بما لديكم وبهديتكم .
ارجع أيها الرسول بهديتكم وقل لها أننا سنأت لها بجنود لا طاقة لها بمواجهتهم ، وسنأسرهم ونقتلهم ونخرجهم من أرضهم أذلاء مهانون .
الآيات 38 ـ 40
( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )
وقال سليمان يا قوم من منكم يستطع أن يأت بعرشها من قبل أن يحضروا ويعلنوا استسلامهم لى ؟
قال عفريت من الجن أنا أحضره لك قبل أن تقوم من مجلسك معنا ، وأنا قوى على حمله وأمين على مابه من جواهر وزخارف .
قال " آصف " كاتب سليمان وكان مؤمنا يعلم اسم الله الأعظم ويدعو به : أرفع بصرك ومده على قدر ما تستطع فإنى أحضره إليك قبل أن يرتد بصرك وترمش عينك .
وحدث بأن جاء العرش أمام سليمان ورآه مستقرا عنده .
شكر سليمان ربه على هذا العطاء من فضل الله عليه وأقر بأن ذلك ليس بتفضيل لخير فيه ولكن إختبارا له وابتلاء ليعلم هل يشكر سليمان نعمة ربه أم يكفر
فالله غنى عن عبادة العباد وكريم فى ذاته ولا يفتقر لأحد بعظمته
ومن شكر فإنه يشكر لنفسه ومن يكفر فعلى نفسه .