مســـــاجد الانـدلس تتحول الى كنائس
جامع قرطبة الأعظم: حيث المحاريب تبكي وهي جامدة.
يقول عز وجل مبيّنا مكانة المساجد في الأرض و قدسيتها و حرمتها: (و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)( سورة الجن الآية )18.
و يقول تعالى أيضا متوعدا من عادى بيوته و صدّ عنها و منع ذكره فيها و سعى في خرابها: (و من اظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه و سعى في خرابها. أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين. لهم في الدنيا خزي. و لهم في الآخرة عذاب عظيم )(البقرة. الآية 114.)
فكيف بمن منع ذكر الله فيها و دعا فيها إلى التثليث و الشرك فجمع و العياذ بالله بين ظلمين : الشرك و هو أعظم ظلم , و الصد عن ذكر الله بالمساجد و تخريبها و امتهانها.
هذا هو حال النصارى الأسبان مع المساجد التي تركها المسلمون بالأندلس. فلم يتركوا مسجدا إلا و ردموه أو حوّلوه إلى كنيسة يمجد فيها الخمر و لحم الخنزير و تعبد فيها الصور و الصلبان.
قال أحد من عايش فترة سقوط الأندلس و عاين هذه المصيبة التي ألمّت بالإسلام في إسبانيا :
و آها على تلك المساجد سورت **** مزابل للكفّار بعد الطهارة
و آها على تلك الصوامع عُلقت **** نواقيسهم فيها نظير الشهادة
و قال أبو البقاء الرندي في نونيته الشهيرة:
حيث المساجد صارت كنائس ما **** فيهن إلا نواقيس و صلبان
حتى المحاريب تبكي و هي جامدة **** حتى المنابر ترثي و هي عيدان
كيف لا ترثي و قد انتقلت من نور التوحيد إلى غياهب الشرك. فلا حول و لا قوّة إلا بالله.
و من بين المساجد التي ابتليت بطغيان النصارى : الجامع الأعظم لقرطبة, و هو أعظم المعالم الإسلامية بأوربا بل و في العالم أجمع فقد كان ثاني أكبر مسجد بعد المسجد الحرام و لازال إلى يومنا هذا من المساجد الكبرى و لازال أهل إسبانيا يلقبونه بميزكيتا و تعني المسجد باللغة الإسبانية. فرغم أن النصارى بنوا وسطه كنيسة عظمى و ووزعوا الصلبان بين أحشائه و نشروا الصور الشركية في جنباته ,إلا أن الناس مسلمين و كفارا لا يرونه إلا مسجدا. و الزائر لقرطبة لا يقصد إلا مسجدها و يغادر المسجد و لا يفكر حتى في زيارة كاتدرائية النصارى التي بنوها لحجب الأنظار عن الجامع.
منقول