التصنيفات
منوعات

حتى لا يصاب طفلك بالاكتئاب

حتى لا يصاب طفلك بالاكتئاب

الطفل مهما صغرت سنه هو إنسان.. يشعر ويتألم ويقلق ويحزن ويفرح.. ويكتئب أيضا، وهناك أسباب عديدة يمكن أن تدفع الطفل للاكتئاب، كأن يواجه مشكلات في التعامل مع أشقائه أو زملائه أو أصدقائه، بل ربما مع الوالدين أنفسهما، وقد تواجهه أيضا مشكلات في دراسته، أو أن يكون شديد الخجل أو يشعر بدرجة كبيرة من الحزن أو الخوف أو القلق، ولهذه الأسباب جميعها يمكن أن يكون ذهاب الطفل للطبيب النفسي هو الطريقة المثلى للحديث عن مشاعره، بدلا من تجاهل المشكلة وتركه نهبا للاكتئاب حتى لا يتطور للأسوأ.

انتبهوا أيها الآباء

ومما يجب أن ينتبه إليه الآباء أيضًا أن الأطفال الذين يعالجون من أمراض مزمنة تمنعهم من تناول بعض الأطعمة ومن اللعب كأقرانهم مثل أمراض السكر والحساسية والربو أو سرطان الدم، هم في حاجة إلى زيارة للعيادة النفسية لأنهم يشعرون أنهم ليسوا كزملائهم، ومن هم في مثل أعمارهم.

وكما أن الأمراض العضوية قد تساهم في إصابة الطفل بالاكتئاب فإن هناك أسبابا أخرى تقود الطفل إلى هذا المرض النفسي، بعضها مصدره الأب والأم معا أو أحدهما، وبعضها مصدره الطفل نفسه.

فمعاملة الوالدين القاسية، واعتمادهما العقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ في مواجهة أخطاء الطفل يؤدي إلى ضعف ثقته بنفسه، فيملأه الخوف ويسيطر عليه التردد والخجل من أي شيء يفكر في القيام به، أيضا الخلافات العائلية المستمرة بين الأبوين والتي تجبر الطفل على أن يأخذ جانب أحدهما تدخله في صراع حاد وتزيد من معاناته النفسية.

أما الصراع بين الأب والأم للسيطرة على الطفل والفوز برضاه فله مردود في غاية السوء على الطفل حين يجد منهما توجيهات وأوامر متناقضة، مما يضعه في حيرة شديدة وعجز عن الاختيار يعرضه لمزيد من المعاناة ويجعله عرضة للكثير من الأمراض النفسية.

ومما يجب أن ينتبه إليه الآباء أن إحساس الطفل بالكراهية بين الأب والأم سواء كانت معلنة أو خفية، وعدم وجود حوار بينهما يخلق بداخله نوعا من التوتر والقلق يكون حجر الأساس لأمراض نفسية أخرى.

كذلك تدليل الطفل الجديد والاهتمام به يعتبر صدمة قوية قد ينهار بسببها كثير من الأطفال، فالطفل الأكبر قد يصل به الضيق إلى حد الحزن حين يرى طفلا آخر قد حظي بما كان يحظى به، وصار يمتلك أشياء لا يمتلكها أحد سواه.

إدمان وإهمال

وإذا كان الأب والأم معا قد يتسببان في إصابة طفلهما بالاكتئاب، فإن كل منهما بممارساته الفردية قد يتسبب في الشيء نفسه.. فعلى سبيل المثال يؤثر إدمان أحد الوالدين للمخدرات (غالبا الأب) وانغماسه في ملذاته على رمزية الأب لدى الطفل، فيفقد احترامه لأبيه وتبدأ معاناته التي قد لا تظهر إلا عندما يكبر.

أما الأم.. قلعة الأمان التي يحتمي بها الأبناء، فإن انشغالها الزائد باهتماماتها الشخصية، وكثرة خروجها من البيت دون طفلها، وإهمال تربيته وتركه للشغالة أو المربية خاصة في السنوات الأولى من عمره.. يؤثر بالسلب على نفسية الطفل وعلاقته بأمه، ويخلق بداخله حالة من الخوف والانزواء قد تستمر معه لسنوات طويلة.

وإذا كان الطفل يعاني من تواضع قدراته الذكائية مقارنة بزملائه في الفصل, مما يجعله يشعر بالنقص والخجل، خاصة إذا تعرض لضغط زائد من مدرسته، أو وجود عاهة تعرضه لسخرية زملائه, كشلل الأطفال أو ضعف السمع أو تشويه في جسده، فإن هذه الظروف المتعلقة به شخصيا تساعد على إصابته بالاكتئاب وتستدعي الانتباه من الوالدين للذهاب به للعيادة النفسية قبل أن تتفاقم الحالة.

ولأن الأطفال غير قادرين على التعبير عن أنفسهم مثل الكبار، فإنه من غير المتوقع أن يدركوا أنهم مصابون بالاكتئاب، ولا يمكن لهم إدراك ما يعانون منه سوى إحساسهم أنهم مسلوبو الإرادة فيما يحدث لهم، وهذا ما يضع على عاتق الوالدين معرفة ما يعاني منه أطفالهم ومحاولة مساعدتهم في التغلب عليه.

أعراض وعلامات

تشير الدكتورة دينا مصطفى الحاصلة على دكتوراه في علم النفس – كلية التربية – جامعة القاهرة، إلى مجموعة الأعراض التي تنتاب الطفل وتعتبر مؤشرا لإصابته بالاكتئاب مثل:

– صعوبة تنظيم الأفكار وعدم التركيز، ويظهر ذلك بوضوح في المشكلات الدراسية وصعوبة إتمام الواجبات.

– وجهة النظر السلبية التي تسيطر على الأطفال في هذه الحالة والتي تجعلهم انطوائيين يضعون كل جوانب حياتهم في إطار سلبي.

– الإحساس بالذنب وبضخامة ما يرتكبونه من أخطاء، وبالتالي شعورهم بعدم القيمة وأن هذه الأخطاء نتاج فشلهم في الحياة.

– الشعور بالعجز واليأس وأنهم غير قادرين على فعل أي شيء في الحياة يمكن أن يخفف يأسهم.

– الحساسية الشديدة لأية إهانات توجه إليهم من زملائهم حتى لو كانت خفيفة من وجهة نظر هؤلاء الزملاء.

– الأفكار الانتحارية: فالأطفال المصابون بالاكتئاب عادة ما يعبرون عن رغبتهم الدائمة في الموت.

وتلفت د. دينا الوالدين إلى أن الاكتئاب ليس مرضا عقليا فقط، بل يكون له تأثيرات جسمانية أيضا، حيث يحدث للطفل تغيرات في الشهية والوزن، واضطرابات في النوم فينام أكثر من اللازم أو ينام أثناء اليوم الدراسي، كما قد يصاب بالكسل والبطء في ردود أفعاله ويكون لديه رغبة دائمة في اللعب وإهمال واجباته.

سلوكيات المكتئبين

أما العلامات السلوكية التي تظهر على الطفل المكتئب فتلخصها الاختصاصية النفسية في 5 علامات:

1- الانسحابية والتجنب: فيتجنب الطفل المصاب القيام بالأنشطة اليومية أو المسئوليات الممتعة حتى مع الأصدقاء أو الأسرة، ويتعمد الهروب إلى حجرة نومه.

2- التعلق والطلب: حيث يظهر تعلقا شديدا بوالديه أو أحدهما ويسيطر عليه شعور مبالغ فيه بعدم الأمان.

3- القيام بأنشطة مبالغ فيها يقضي فيها الطفل ساعات طويلة مثل ألعاب الفيديو جيم والكمبيوتر.

4- عدم الارتياح وإتيانه بسلوك يتسم بالتململ وإساءة التصرف والتهور.

5- تعمد إيذاء الذات جسديا والقيام بأعمال تعرضه للخطر.

وأخيرا تشير د.دينا إلى العلامات العاطفية التي يعاني منها الطفل المكتئب كالحزن ورغبته في البكاء أو تعمده إخفاء دموعه وفقدان المتعة أو الاهتمام بكل الأشياء التي كانت تستهويه قبل إصابته، إضافة إلى الشعور الدائم بالقلق والاضطراب والتعبير عن الغضب بشكل عصبي.

إرشادات مضادة للاكتئاب

ولكي نقي أطفالنا من الاكتئاب الذي قد يضر بحياته فيما بعد، إلى كل أب وأم نقدم بعض الإرشادات.

1- نموا في طفلكم شعوره بالكفاءة والاستقلالية والرضا عن النفس.

2- جنبوه الشعور بالذنب ولا تكونوا قساة في إلقاء اللوم عليه، فهذا يجعله أكثر عرضة للاكتئاب من غيره.

3- كونوا متفائلين وتحدثوا بطريقة إيجابية مع الطفل، فإن الآباء المتفائلين يكون أبناؤهم متفائلين غالبا.

4- عودوا طفلكم على الجد والمثابرة ومحاولة التغلب على المشكلات أو العوائق التي تواجهه حتى لا يشعر بالعجز أمامها.

5- شجعوه على التعبير عن ذاته وانفعالاته من خلال التواصل معه واحترام آرائه ومشاعره، فيشعر بالتقبل وتقل دوافع انطوائه على نفسه وإصابته بالاكتئاب.

6- أشعروه بالمحبة والرعاية والعناية الكافية من خلال لمسه ومعانقته وإظهار المحبة والسرور عند رؤيته.

7- أشركوه في أنشطة جماعية ممتعة ومسلية تجعله مندمجا في جماعات اللعب أو الرحلات.

8- لاحظوه باستمرار وخذوا بجدية أي إشارة سلبية تظهر عليه مثل فقدان الوزن أو الانسحاب من المجتمع الخارجي، وقدموا له المساعدة الفورية قبل أن تتدهور حالته.

9- عند تغير مكان الإقامة هيئوا طفلكم مسبقاً لهذا التغيير، وحافظوا على النظام اليومي قدر المستطاع حتى يشعر بالارتياح مثل: وقت النوم وترتيب الغرفة بالطريقة التي كانت عليها في المكان السابق.

وأخيرا ننبه الآباء إلى ضرورة الاستماع للمشاعر السلبية للأطفال المصابين بالاكتئاب، ومناقشتها معهم وفهمها وتقبلها مهما كانت أسبابها، ومساندتهم عاطفياً بالحب والحنان حتى يستطيعوا تجاوزها بأقل خسائر ممكنة، مع التركيز على استخدام العبارات الإيجابية التي تعمل كمضاد لمشاعر الذنب والتشاؤم مثل: مشاعري سوف تتحسن، وسيساعدني والدي لأتحسن

منق,وووووووووووووووووووووووووو وووووووووول:4_8_4v[1]:




خليجية



نورت صفحتي بدخولك شكراً نور الهدي




خليجية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.