التصنيفات
منوعات

دراسة بريطانية جديدة أكدت مخاوف ملاين النساء

دراسة بريطانية جديدة أكدت مخاوف ملايين النساء

دراسة بريطانية جديدة أكدت مخاوف ملايين النساء: العلاج الهورموني يسبب سرطان الثدي!
كنا دائماً حــذرين في الحـديث عن العلاج الهورموني
(Hormone Replacement Therapy)، لاعتقادنا أن الهورمونات لعبة خطيرة ومجهولة الأبعاد. وبسبب هذا الالتزام، قوطعنا من قبل مؤسسات دوائية ضخمة كانت تسعى للوصول إلى عقلية المرأة العربية من خلال «سيدتي».
وبالفعل فقد شهدت الأشهر الأخيرة انقلاباً شديداً في نظرة الطب إلى هذا العلاج، فبعد أكثر من عشرين عاماً من الاستعمال الواسع والترويج الإعلامي والمبيعات الضخمة ظهرت فجأة مجموعة من الدراسات التي بينت الحقيقة حول الفوائد المنسوبة إلى العلاج الهورموني، واتضح أن أكثر هذه الفوائد باطل، كما تأكد أيضاًً أن هذا العلاج يسبب سرطان الثدي على المدى الطويل.
ماذا قالت آخر دراسة؟
انتظرنا طويلاً قبل أن نتناول هذا الموضوع، ولم نتعجل الكتابة سلباً عن العلاج الهورموني (HRT)، مع أول دراسة تنتقده. ونكتب الآن بعد أن هدأت العاصفة، وبعد أن ظهرت دراسة بريطانية جديدة وموسعة، نشرت في الصحيفة الطبية البريطانية المعروفة «لانسيت» Lancet، في شهر أغسطس (آب) الفائت، بينت أن النساء اللواتي يتعاطين العلاج الهورموني لمدة عشر سنوات يرتفع لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة الضعف. وقد أجريت الدراسة على مليون امرأة بريطانية، وعلى اثرها اصدرت الحكومة البريطانية، وبناء على التعليمات التي تلقتها من لجنة سلامة الأدوية Committee on Safety of Medicines، تعليمات إلى أطباء الأسرة العموميين بضرورة اطلاع النساء على مخاطر هذا العلاج الذي أصبح يعتبر مسؤولاً عن ظهور 40 ألف إصابة بسرطان الثدي سنوياً خلال الأعوام العشرة الماضية.
وبينت الدراسة أن أكثر النساء المعرضات للخطر هن اللواتي يتناولن التركيبة الشائعة المؤلفة من مزيج من هورمون الاستروجين وهورمون البروجيستوجين التي تتناولها أكثر من نصف المتعاطيات للعلاج الهورموني في بريطانيا.
لكن الدراسة بينت ايضا ،ولحسن الحظ، ان التوقف عن تعاطي العلاج الهورموني يساعد مباشرة على تقليل خطر الإصابة بالسرطان، ويزول هذا الخطر نهائياً بعد خمس سنوات من التوقف.
وفي تقريرها الطبي المبني على الدراسة قالت «لجنة سلامة الأدوية» إنه عند الاستخدام القصير المدى للهورمونات تكون الفوائد أكبر من المخاطر، لكن في الاستخدام الطويل المدى تعلو المخاطر على الفوائد، لذا وجب على النساء الإلمام بهذه العواقب.
الشك
ان هذه الدراسة قطعت الشك باليقين، وأكدت ما كان مشكوكاً به منذ سنوات طويلة حول دور العلاج الهورموني في الإصابة بسرطان الثدي.
وقد شارك في هذه الدراسة مجموعة من الدوائر العليا المختصة بالأبحاث السرطانية مثل:
– Cancer Research U.K
– Breast Screening Programme (NHS)
– Medical Research Council
وشملت اكثر من مليون امرأة، تراوحت اعمارهن بين 50 ـ 64 عاما، وامتدت بين الأعوام 1996 ـ 2001.
ماذا تفعل المرأة؟
بعد ظهور هذه الدراسة، تفاوتت نصائح الأطباء حول الحل الأفضل للمرأة التي تتعاطى الهورمونات، فبعضهم ينصح بالتوقف عن الدواء تدريجيا خلال اسابيع او بضعة أشهر، وذلك لكي لا تصاب المرأة بأعراض الانسحاب التي تكون حادة جدا، بينما هناك أطباء نصحوا بالتوقف الفوري، وهناك ايضا مجموعة أخرى قالت إن على المرأة أن توازن بين ما تحصل عليه وتخسره، وانها إذا كانت تتعاطى العلاج لفترة قصيرة ـ أشهر مثلا ـ فإنها سوف تستفيد من ناحية التخلص من أعراض التعرق الليلي والهبات الحرارية والتقلبات المزاجية والصداع والنسيان ولا تكون معرضة بشدة لخطر السرطان.

وعموما على المرأة أن تتخذ قرارها بمساعدة الطبيب الذي وصف لها العلاج.
فوائد وأضرار العلاج الهورموني
الفوائد
ـ يساعد على تقليل الهبات الحرارية والتعرق الليلي والجفاف المهبلي والتوتر المزاجي والأرق.
ـ يزيد كـثافة العظام ويحـميك من مـرض هشـاشة العـظام Osteoporosis، رغم ان هذه الفائدة تتوقف حال التوقف عن تعاطي الهورمونات.
ـ في السابق كان هناك اعتقاد أن العلاج الهورموني يحمي المرأة من امراض القلب، التي تصبح معرضة لها أكثر بعد تضاؤل إفراز الاستروجين، لكن في العام الماضي ظهرت دراسة أميركية بينت أن العلاج الهورموني يزيد خطر الإصابة بمرض القلب عند المصابات أصلاً بهذا المرض، لكن لا يزال هناك جدل حول هذه النقطة والدراسات مستمرة.
ـ العلاج الهورموني يزيد من قوة العضلات التي تضعف بعد سن اليأس.
ـ يساعد في الحفاظ على نضارة البشرة من خلال الإبقاء على الكولاجين، وهو البروتين الذي يجعل الجلد متماسكاً، وبالتالي لا تجف أو تتجعد.
ـ يقلل من تدهور الذاكرة.
ـ أحياناً يساعد العلاج الهورموني على تقليل ألم الروماتيزم وضعف النظر.
المخاطر
ـ أول خطر بالطبع هو زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي كما بينت الدراسة الأخيرة.
ـ يسبب احيانا الغثيان، تشنجات الساق، احتباس السوائل في الجسم، وتورم الثديين.
ـ يزيد خطر الإصابة بجلطة الأوردة العميقة أو جلطة الساق DVT.
ـ يسبب زيادة الوزن عند بعض النساء.
ـ يزيد احتمالات الإصابة بحصوة المرارة.
ـ يزيد احتمالات الإصابة بالألياف الرحمية وبمرض انتشار بطانة الرحم Endometriosis.
ـ المرأة المصابة بالصرع قد تزداد أعراضها حدة.
ـ كذلك قد تزداد حدة مرض الصداع النصفي.
ما هي بدائل العلاج الهورموني؟
منذ أن ظهر العلاج الهورموني كانت هناك بالمقابل بدائل طبيعية تعتمد على الأغذية والأعشاب والجذور، لكن طغيان وهيمنة الشركات المنتجة للعلاج الهورموني لم يتركا حيزاً كبيراً للبدائل الطبيعية. وكثيراً ما يقال إن النساء اليابانيات قلما يتعرضن لأعراض سن اليأس، لأن غذاء الشعب الياباني يحتوي على الكثير من حبوب الصويا Soya Beans ومشتقاتها، فهذه الحبوب تحتوي على الاستروجين النباتي Phyto -Oestrogen، الذي يعوض نقص الاستروجين الموجود في الجسم، وبالتالي لا تظهر، أو تقل، أعراض مرحلة اليأس.
والمرأة العربية قد لا تتناول او حتى تعرف هذا الغذاء لأنه ليس جزءاً من غذائنا، لكن لحسن الحظ فإن الاستروجين النباتي يوجد ايضا في حبوب الحمص الذي نتناوله بكثرة، وفي العدس، وايضا يوجد في حبوب الكتان Linseed التي يستخرج منها زيت الكتان.
وتنصح ماريون ستيوارت، الخبيرة البريطانية المعروفة ورئيسة (المركز الاستشاري لتغذية المرأة)، بتناول 100 ملليغرام في اليوم من مركبات الايسوفلافونز Isoflavones، وهي عبارة عن استروجين نباتي، من مختلف الأغذية. فمثلا 250 ملليلترا من حليب الصويا تحتوي على 20 ملليغراما من الايسوفلافونز، وملعقة أكل من حبوب أو بذور الكتان تحتوي على 8 ملليغرامات من الايسوفلافونز او الاستروجين النباتي الذي يعوض الاستروجين الطبيعي الذي ينقص في جسمك في مرحلة اليأس.
اعشاب
وهناك ايضا نساء يستفدن من عشب الدونغ كواي Dong Quai، الذي يستخدم بشكل واسع في الطب الصيني.
وهناك ايضا أعشاب الكوهوش الاسود Black Kohosh، وزيت زهرة المساء Evening Primrose Oil.
بالإضافة لما تقدم، فإن نمط الحياة الصحي الذي يدخل الرياضة كنشاط يومي مهم، يساعد كثيراً على تلافي اعراض اليأس ذلك لأن الرياضة تساعد على إفراز الاندورفين Endorphin، الذي يساعد على تحسين المزاج وإزالة التوتر والسيطرة على الوزن الذي يزداد عادة في مرحلة اليأس، وتقوية العظام والعضلات.
وبالنسبة لغذائك، ادخلي أنواع الفاصولياء والأسماك والخضر الخضراء، ولا تنسي التعرض لأشعة الشمس لتقوية عظامك التي تتأثر ايضا بسبب نقص هورمون الاستروجين، الأمر الذي قد يعرضك لمرض هشاشة العظام.
منقول




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.