بلسان فتاة تعكف على سماع الغناء كغيرها كثيرات ينظر إليهن بعض الأخيار والخيرات بنظرات اللوم والعتاب وربما الازدراء وأقل القليل من الشفقة …
أطلقت لخيالي العنان لأرى تلك الفتاة أقف أمامها وارى في ملامحها الصلاح والتقى فيتملكني العجب ؟ وتتزاحم علامات الاستفهام أمامي لكن قررت ان أبعثرها واترك الحديث للفتاة تبوح لي ………
( لا تعجبي أخيتي نعم أنا مثلما رأيتني بتلك الملامح أحافظ على صلاتي ولا أفرط فيها … أحافظ على حجابي فلم ارتدي العباءة المخصرة ولا المزركشة .. فتاة مثل غيري احلم بالمستقبل المشرق .. والزوج الصالح ..
قد تعجبين ويعجب كل من يقرؤون قصتي بهذا التناقض لكنني لم أجد مفرا ومهربا غير كلمات الأغاني التي تأسرني وأجد فيها عالمي … نعم للأسف أصبح الغناء هو ما يسليني ويواسي أحزاني ويترجم ما بقلبي من الام أو حتى أفراح أصبح الغناء وكلماته هو مهربي من وساوس الشيطان لي وأنا أرى صديقات السوء كل واحدة مع ذلك الشاب تحادثه وتسمع منه كلمات الغزل والحب … واااااااااااه من هذا الحب الذي افتقدته انا وافتقدته صديقاتي فذهبت الواحدة منهن تبحث عنه لتقع في مستنقع قذر ومصيدة لوحوش مفترسة لا ترحم , لتصبح أسيرة التسجيلات صوتية كانت او مرئية وأسيرة المساومات والتهديدات ,, ومن تفلت من تلك المصيدة مثلي فانها تقع لمزامير الشيطان وعذاب الضمير والخوف من عقاب الرحمن … … اروي ظمئي الشديد لتلك الكلمات التي بخلت بها امي علي … أتوق ان تلاعب خصلات شعري تشعرني بأنني فتاة جميلة تمنحني نظرات الإعجاب والثقة …كم اشتاق وأتعطش ان تضمني بين ذراعيها وأكاد اصرخ قائلة ارجوكي أمي رحماك .. لا تتركيني أتخبط في صراعات وأتعذب مابين وساوس الشيطان وصديقات السوء لماذا لا تكوني انتي من تمنحني الحب وكلماته العذبة أتصعب عليك عباراته ؟ أتصعب عليك وأنت نهر العطاء والحنان ؟؟ فما بالك تشحين بها عني فما عهدتك تبخلين علي فأنت من منحتني كل ذرة من عمرك …أم هل ان عظم مسؤلياتك جعلتك لا تهتمين وتعتبرين حاجتي تفاهات ومراهقة ؟؟ من أين لي ان امنح زوجي الحب غدا عندما أتزوج ؟ فلم أتعلمه منك ؟ من أين لي كلمات الحب ومشاعره لأروي بها زوجي وفاقد الشئ لا يعطيه ؟؟ صرخات وصرخات اكتمها عندما اعرف انها لن تكون لها صدى … فأعود إلى ذاك المغني فاسمع واسمع وأعيش عالم آخر واهرب من واقعي الذي لم يعد يعرف أفراده الا المادة والانغماس فيها وفي البورصات والأسهم .. لم يعد الجار يسأل عن جاره .. ولا الأرحام عن أرحامهم الا القليل .. بحثت عن والدي فلم أجده للأسف لم أجد منه كلمة حلوة او رفعا لمعنوياتي وهمتي .. اشتاق لابتسامة حانية منه .. اشتاق ان يتحدث معي أبثه همومي أتعلم منه أتحاور معه أبثه أشعاري وخواطري ولكن للأسف .. هأنذا اقضي الساعات الطوال بين أغنية وأخرى لينتهي ب الأمر الا البكاء والتحسر والندم … نعم لانني مؤمنة بربي موحدة واعرف حكم الغناء ووعيده لكنني أجد نفسي منساقة بسبب إهمال ام وانشغال اب …
ولكن انا لا ابرئ نفسي بل اقر واعترف بذنبي واسال الله المغفرة لكن هذا ندائي لكل اب وكل ام ان يرحموني وأمثالي فاذا كانت كلمات الغناء وكاتبيها تهدف إلى الفواحش والى الحب الزائف فنحن نريد الحب الحقيقي من تلك الام وذاك الاب .. نريد إشباع الفراغ العاطفي حتى أكون زوجة صالحه وأما مربية لأجيال تخدم الدين والوطن )
وبعد أحبتي في الله تلك كانت رسالة هذه الفتاة المسكينة وبنات جنسها علها تصادف قلوبا واعية …
ختاما لا تتركوني من صالح دعائكم ودمتم
م/ن