كران مونتانا بلدة سويسرية المغامرات فيها تسابق الوقت
كران مونتانا. بلدة تستريح عند أقدام الجبال السويسرية في طبيعة تفيض بالمشاهد الخلابة اختلط فيها الأخضر والأبيض حيث تندس بينهما بيوت تتدفأ بشمس تنشر خيوطها الذهبية بلا تحفّظ خلال الربيع.
هنا هندسة البيوت سويسرية بامتياز تعكس روح جبال الألب والرغبة القوية في الشعور بالدفء .في هذه البلدة تعتبر رياضة ديرت مانستر بايك Dirt Monster Bike من أجمل المغامرات التي يقوم بها زائر البلدة خلال فصل الربيع، وهي عبارة عن ركوب Scooter ذات حجم كبير.
تنطلق بها نحو الغابة غير آبه بخطر الانزلاق ولا بالمنحدرات القوية، فالشعور بالنسمات الباردة لجبال الألب المتمازجة برائحة التراب الرطب والغوص في غابة يخترق ضياء الشمس كثافة أشجارها متعة من نوع آخر تولّد فيك التحدي والقدرة على التحكم بمسارك مهما كان المنحدر خطيراً.
اللافت في هذه الرياضة أنك تخسر الكثير من الوحدات الحرارية من دون أن تبذل أي مجهود سوى أنه عليك معرفة التحكم في المكابح الموجودة على المقود.
وكم جميل أن تتنقل بواسطة القطار السلكي الجبلي Funiculaire لاكتشاف سحر كران مونتانا. أو ممارسة نوردِك وك Nordic walk وهي عبارة عن رياضة مشي ترتكز على الإمساك بعصاين يساعدان على تحريك جميع عضلات الجسم مما يخف من احتمال تقلص إحداها، إضافة إلى عدم الشعور بالتعب رغم المسافة الطويلة التي قد تسيرها.
زوريخ مدينة تحضن تاريخًا يحكي قصص عصر النهضةبكل بهائه
زوريخ أكبر مدن سويسرا، يخترقها نهر ليمات النابع من بحيرة زوريخ. تعتبر زوريخ العاصمة الاقتصادية والمالية لسويسرا، فهي تحتوي غالبية المؤسسات المالية الكبرىفهنا الأبنية القديمة التي شيّدت على نمط الهندسة المعمارية لعصر النهضة تترصد بصمت غريب خطوات من يزورها فيحار من أين يبدأ في اكتشاف معالمها.
إنها مدينة تستريح على ضفتي نهر ليمات الذي ينساب برخاء فتمايل على صفحات مائه وجوه زوريخ التي تتبدل بتبدّل الليل والنهار. فيتحول نهارًا إلى لوحة مائية تتباهى بفخامة الأبنية التي يتراكم فيها التاريخ المتآمر مع زركشة الطبيعة الخلابة، وتراقص مساء الأنوار على وقع هدير خجول لحافلات الركاب التي تتسل بواسطة شبكة مواصلات عنكوبتية جيئة وإياباً إلى شوارع ضيّقة. فرغم حلول المساء تجد زحمة ناس يتوارون في الشوارع الضيّقة
مونترو فوفيه ملهمة المشاهير: هنا وُلدت شخصية فرانكشتاين، وألّف تشايكوفسكي أروع السمفونيات
مونترو فوفيه المدينة السويسرية التي فضّلها تشارلي شابلن، الممثل الكوميدي الإنكليزي الذي أضحك العالم في زمن السينما الصامتة، على مدينته لندن واختار العيش فيها بقية حياته، بعدما ألغى السيناتور الأميركي جوزيف ماك كارثي تأشيرة دخوله إلى الأراضي الأميركية بسبب ميوله اليسارية
ها هو اليوم يرقد وزوجته بسلام في كورسيه سور فوفيه. بعدما أنهى كتابة سيرته الذاتية في كلمات قال فيها:" ها أنا اليوم أراقب من بعيد مروجاً خضراء رحبة وبحيرة تحيطها جبال حضورها يمنحني الطمأنينة.
أما بحيرة ليمان التي تحضنها الجبال وتنتشر على ضفافها البيوت، فكانت مصدر إلهام الكاتبة الإنكليزية ماري تشيلي صاحبة رواية فرانكنشتاين عندما زارت فوفيه عام 1816.
الوقوف على إحدى ضفتي البحيرة يثير فيك سؤال ما الذي كانت تفكر فيه هذه الكاتبة التي أثارت روايتها مخيلة المخرجين السينمائين. وهل يمكن أن يرى الإنسان كابوساً أثناء وجوده في مكان ساحر كهذا حتى يكتب رواية مخيفة؟ ربما كانت تشيلي تبحث عما يخفيه الجمال من رهبة!
عند جادة البحيرة العريضة تتجاور المحلات التجارية ومقاهي الرصيف.
واللافت أن الأسعار مرضية تناسب جميع الميزانيات فهناك المتاجر التي تبيع بسعر الجملة تجاور البوتيكات التي تعرض لأرقى دور الأزياء العالميةعلى الرصيف الممتد على ضفة البحيرة أطفال يلعبون ومسنون يتشمسون، وبسطات ممتدة على طول الرصيف خلال أيام الجمعة.
فتكتشف وجهاً آخر لمونترو، فهنا بائع مغربي يبسط البهارات والتوابل التي جلبها من بلاد الهند، وتدلى العبايات والفساتين فوق بسطة جاره الصيني، وتقابله بسطة سيدة تعرض الحلي المشغولة يدوياً ويقف وسط الزحام مجسم المغني البريطاني الراحل في فرقة كوين فريدي مركوري.
أما سبب وجود مجسم لمغنٍ إنكليزي في مدينة سويسرية فهو إن مركوري أحب هذه المدينة إلى درجة أنه اشترى منزلاً فيها يشرف على البحيرة وأمضى آخر أيامه في مونترو.
وكما قال مركوري: «إذا أردت أن تجد السلام فاذهب إلى مونترو».
قيموني اذا عجبكم الموضوع