"سيدتي" حملت هذين السؤالين إلى الاختصاصية في علم النفس والتوجيه التربوي ناهد سعيد.
تطل رغبة الطفل في التنافس برأسها ابتداء من سنّ الرابعة، وتلازمه حتى الثامنة، علماً أنها تكون في أوجها خلال هذه السن، فيقوم بتحويل كلّ نشاط يؤدّيه إلى تحدٍ، نتيجةً لتطوّر مهاراته والتي يشعر بالزهو بها ويحاول إبرازها للآخرين. وبصورة عامّة، تشكّل المنافسة أمراً جيداً للصغير، فحين يلاحظ تفوّق أقرانه، تنمو في نفسه مشاعر التحدي والعمل باجتهاد للوصل إلى أهدافه، ومع تحسّن أدائه تتنامى ثقته بنفسه وبقدراته ويتطوّر إلى الأفضل!
ولذا، يجدر بالوالدين أن ينتبها إلى طريقة تعاملهما مع أنشطة الطفل التنافسية (اشتراكه في مباراة رياضية أو مسابقة للرسم.)، فلا يصحّ أن يعنّفاه أو يعاقباه في حال فشله في تحقيق الفوز أو مقارنة أدائه مع أقرانه، تلافياً لتحوّل الفوز إلى هاجس يسعى الصغير إلى تحقيقه بطرق شتى (الغش أو الخداع أو مخالفة القوانين) لتجنب الهزيمة إرضاءً لوالديه! فإقبال الطفل على المشاركات التنافسية المختلفة يعدّ مؤشراً على تطوّره الطبيعي، وأنه لا يعاني من المعوقات النفسية التي تحول بينه وبين تلك المشاركات(الانطواء أو الخجل أو الخوف)، لذا يجدر تشجيعه والعمل على تحسين أدائه بصرف النظر عن النتيجة.
ويفضّل عدم تركيز الوالدين على النتيجة التي أحرزها الطفل، بل سؤاله عن المتعة التي شعر بها أثناء المنافسة، مع الإشادة بجهده وجهود رفاقه ليعلم أنّ الفوز ليس كل شيء وإنما الحصول على المتعة من مشاركة الآخرين تعتبر هدفاً في حدّ ذاته.
مرارة الهزيمة:
واعلمي أنّه في حال انتابت صغيرك حالات من الحزن والغضب أو أجهش بالبكاء أو انسحب أو قر عدم الخوض في منافسات بعد خسارته أو هزيمته في لعبة أو مسابقة، بتوقه إلى الفوز. لذا، تترتّب عليك مهمّة التدخّل لتهدئة مشاعره والتخفيف من شعوره بمرارة الهزيمة، وذلك من خلال التوضيح له أن كل امرئ معرّض للهزيمة، وأنّ انسحابه يعتبر خوفاً من المواجهة وأنّ عدم مواصلة النشاط المتنافس عليه يعدّ نوعاً من عدم الوفاء بالوعد، وأنه بذا يضع زملاءه في الفريق في موقف صعب، وأن استسلامه يعطي … أو انسحب أو قر عدم الخوض في منافسات بعد خسارته أو هزيمته في لعبة أو مسابقة، بتوقه إلى الفوز. لذا، تترتّب عليك مهمّة التدخّل لتهدئة مشاعره والتخفيف من شعوره بمرارة الهزيمة، وذلك من خلال التوضيح له أن كل امرئ معرّض للهزيمة، وأنّ انسحابه يعتبر خوفاً من المواجهة وأنّ عدم مواصلة النشاط المتنافس عليه يعدّ نوعاً من عدم الوفاء بالوعد، وأنه بذا يضع زملاءه في الفريق في موقف صعب، وأن استسلامه يعطي فرصة للمتنافسي لكي يحققوا المزيد من الفوز، في حين أنه يمكنه الفوز في المرّات المقبلة إذا تفانى في التدريب وعرف نقاط الضعف في أدائه وعمل على تفادي حدوثها مرّة أخرى، مع تجنّب تدليله كنوع من المواساة على ما أصابه.
تنمية الروح الرياضية:
إذا كان طفلك مهوساً بالمسابقات ويسعى إلى الفوز بطرق شتى، رغم الجهود التي تبذلينها للحدّ من شعوره بالمنافسة، ويتمظهر هوسه في سلوكيّات غير مقبولة تتمثّل، في: شجاره المتكرّر مع أقرانه أو شكواهم من معاملته السيئة لهم أو عدم احترامه للقواني من أجل تحقيقه للفوز، تنصح الاختصاصية ناهد سعيد بغرس الروح الرياضية في نفسهِ لترويض سلوكه، من خلال الخطوات التالية:
– علّمي طفلك احترام القوانين وأوضحي له أنّ الهزيمة بشرف أفضل من الفوز بالغش.
– للحدّ من مشاعر طفلك التنافسية، اطلبي منه أن يتدرّب بشكل منفرد ويتحدّى نفسه.
– احرصي على تدعيم ثقة طفلك بنفسه لأنّ شعوره بالرضا عن ذاته يساعده في ضبط مشاعره وسلوكه عندما ينافس الآخرين.
– إذا كان طفلك مهوساً بالفوز في رياضة معيّنة، فشجّعيه على ممارسة نشاطات أخرى غير مرتبطة بإحراز الفوز كركوب الدراجة أو مهارات الابتكار.
– علّمي طفلك السيطرة على مشاعره في جميع الأحوال، سواء الفوز أو الهزيمة، لأنّ الهدف هو المتعة في المباراة أو المسابقة نفسها.
– اجعلي التزامه بالروح الرياضية وتهنئة الخصم جزءاً من المنافسة نفسها، وعلّميه أن المتعة لا تكتمل سوى بالالتزام بالأخلاق التنافسية.
– اضربي لطفلك أمثلة عن اللاعبين والمتسابقين الذين يحبهم ويعرفهم ويتابعهم، وأشيدي بأخلاقهم أثناء المنافسة وخارجها.
– علّميه التسليم بأنّ الكفاءة هي شرط الفوز، وأنّ فوز الآخرين عليه يدلّ على أنهم أكثر كفاءة منه.
– ألغي من مفرداته كلمة الحظ، فالفوز لا يأتي سوى بعد التفاني والإخلاص والتركيز في العمل التنافسي.
– أقنعيه أنّ من يتنافسون معه