التصنيفات
منوعات

ظاهرة خوف الزوج من زوجته لماذا؟

أثبتت الدراسات العلمية أن حوالي 120 مليون رجل في العالم يخافون من زوجاتهم، لا يجرؤ كل منهم على رفض طلباتها، وينفذ أوامرها بسرعة شديدة، هذه الدراسات التي تشير إلى أن الزوج كثيراً ما يكون أسداً خارج المنزل وفأراً في داخله، يصاب بالذعر إذا غضبت، ويرتبك إذا طلبت منه شيئاً، ويعاملها بأدب ويطيع كل قراراتها، ولا يرفع صوته مهما حدث، حيث يبدو أمامها نموذجاً للطاعة والمثالية

هذا، وقد أوضحت دراسة ميدانية للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في القاهرة "أن نحو 30% من الزوجات المصريات يمارسن العنف مع أزواجهن، واستندت الأرقام على احصائيات شملت البلاغات التي تلقتها أقسام الشرطة والمستشفيات والقضايا التي تنظرها المحاكم، وانتهت بتعرض الأزواج للبطش من زوجاتهم، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 65% من الزوجات من مرتكبات جرائم العنف ضد أزواجهن أرجعن ذلك لأسباب تتعلق بغيرتهن الشديدة عليهم، أما 45% منهن فأرجعن ذلك إلى البخل والحرص الشديد على أموالهم".

وفي الرياض حذرت رئيسة لجنة الأسرة في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالسعودية من تزايد جرائم العنف ضد الرجال في البلاد، مشيرة إلى تسجيل عدة حالات من ضرب النساء لرجالهن، فضلاً عن حالات التعذيب وصب الزيت الساخن".

وفي دراسة أجرتها جامعة شيكاغو الأمريكية على عينة مكونة من سبعة آلاف رجل حول كل ما يخيف الرجل، اعترف أكثر من 2% منهم بأنهم يخشون زوجاتهم بصورة شديدة، وبالطبع فان هذه النسبة يمكن تعميمها لأن حجم العينة كبيرة.
وأوضحت دراسة أخرى خرجت من جامعة كمبردج البريطانية أن الخوف يعتبر أحد المخاوف الأساسية في حياة حوالي 3% من الرجال الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين.

العربي أكثر خوفا من زوجته من الغربي

وفي العالم العربي فان الذعر من شريكة الحياة حقيقة لا يمكن انكارها، وعلى الرغم من عدم وجود بيانات احصائية دقيقة حول حجم الظاهرة، إلا أن الدراسات العلمية تؤكد أن حجم هذه الظاهرة أكبر من مقدارها في الغرب، ويعود ذلك إلى أن العلاقات الزوجية هناك تقوم أساساً على التفاهم والحب المشترك، وإدارة شؤون الأسرة بطريقة ديموقراطية وتوزيع الأدوار والمهام بين الطرفين. لكن الأمر في الدول العربية يختلف بعض الشيء، فالرجل هو صاحب الأمر في معظم الأسر ولا يوجد تبادل للسلطات بين شريكي الحياة، فنتج عن ذلك محاولة بعض النساء الانقلاب عن هذا النمط السائد في إدارة الأسرة، وبالطبع فإن أول خطوة لتحقيق ذلك هي جعل الأزواج يخافون منهن ويخشون بأسهن.
وقد يصل الرعب لدى الرجل العربي في بعض الأحيان إلى حد الانسحاق أمام شريكة حياته، وقبوله ما تفعله من دون مناقشة حتى لو وصل الأمر إلى الاعتداء عليه وضربه، وقد كشفت دراسة أجراها المركز للبحوث الاجتماعية بالقاهرة أن 18% من الرجال يتعرضون للضرب من زوجاتهم، وقد كانت هذه النتيجة مفاجأة للباحثين أنفسهم، وهي بالطبع مؤشر واضح على أن حجم خوف الأزواج من النساء كبير جدا وليس له حدود.

الزوج ضعيف الشخصية يصاب بالاكتئاب وبصداع دائم

أوضحت الأخصائية النفسية ريم مبارك أن الأزواج الذين يخافون زوجاتهم يصابون في نهاية المطاف بالاكتئاب مؤكدة "أن رعب الزوج من زوجته حقيقة يجب الاعتراف بها وعدم انكارها بل مواجهتها إذ إنها ظاهرة لا تنتشر في الخليج فقط بل على مستوى الوطن العربي. ونتيجة لذلك يصاب الأزواج باكتئاب شديد وقلق نفسي وتوتر طويل الأمد، لأن كل واحد منهم في أعماق نفسه غير راض عن وضعه، في الوقت نفسه عاجز عن تغيير الوضع، لأسباب عديدة، مما يؤدي إلى ابتعادهم عن الناس، فهم متقوقعون في منزلهم أو لا يخرجون سوى مع أفراد اسرتهم، يقاطعون أصحابهم ولا يخالطونهم إلا في العمل، وينسون حياتهم الاجتماعية المتعلقة بذاتهم فلا خصوصية لهم، يصبحون كتاباً مفتوحاً لزوجاتهم، يعرفن كل أسرارهم، بل لا تكون لهم أسرارهم أو حياتهم الخاصة، وهذا يؤلمهم لأن الزواج يحترم الخصوصية، ولكن طاعتهم العمياء لزوجاتهم ألغت هذه الخصوصية، ونتيجة لضعف شخصيتهم وعدم مقدرتهم على تغيير الحال قد يستسلمون لزوجاتهم المتجبرات المتسلطات، وقد يصابون في أحيان كثيرة بالصداع الدائم، حتى إن استخدموا المسكنات فإن حالتهم لا تتحسن لأن الأسباب مازالت موجودة والخوف قد سكن قلوبهم من زوجاتهم، لذلك فهم بحاجة الى استشارة نفسية تريحهم وتأخذ بأيديهم حتى يصلوا إلى ما يريدون متغلبين على الصعاب".




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.