الحبار المصاص :
ينساب الحبار المصاص (( Vampire squid في المياه بجسمه الهلامي وبزعانفه الكبيرة التي تشبه الأذن. لهذا فهو يشبه قناديل البحر . وهو أكبر الحباريات العادية ويتميز بعيونه الكبيرة وهي أكبر من عيون الأنواع الأخري من الحباريات رغم أن طوله يصل 6بوصة . وهي كروية وفي حجم عين الكلب وجسمه مغط بخلايا ضوئية. وهو لا يري في المياه المعتمة .لأنه يعيش علي عمق 300قدم وهو عكس معظم الحباريات لا يوجد به كيس الحبر وأذرعه مغطاة بأشواك حادة من بينها زوج قد تحور لخيوط تنكمش ويمكنه الإمتداد لضعف طول الحيوان ليمسك بها فرائسه . وعندما يشعر بالخطر يسحب أذرعه فوق جسمه ويغطيه لحمايته . ويستطيع العوم بسرعة هائلة تعادل سرعة ضعف طوله في الثانية . كما يمكنه المناورة والمراوغة من أعدائه . ويعيش في معظم مياه العالم ولاسيما بالمناطق الإستوائية والمعتدلة .
حبار الجحيم:
نوع ثان من الحبار المصاص ويصل طوله لقدم ويعيش في المياه العميقة . وكان يعتبره العلماء خطأ إخطبوطا عندما كانوا يظنون أن له ثمانية أذرع . إلا أنهم إكتشفوا ذراعين آخرين رفيعين خارج شبكة الأذرع فوق جسمه . وله زوجان من الزعانف المتحركة ليجدف بهما في مياه بنما وجزر جالاباجوس الشهيرة . وأسطح هذه الأذرع تعكس الضوء رغم أن لون جسمه بني مخملي اللون . وهو صغير جدا وكان يعتبر إخطبوطا مرعبا لونه أسود كالليل , وله فكان بيضاوان وعيونه حمراء دموية اللون . ويمكنه العيش في المياه المعتمة لأنه مزود بسلسلة من البقع المضيئة فوق كل جسمه ويمكنها إطلاق الضوء وإطفائه . وفوق مؤخرة الرقبة توجد عناقيد مكثفة من البقع المضيئة و تحت الزعنفتين يوجد بقعتان مضيئتان لكل منهما جفن يغلقه ليطفيء ضوءه. كما له عضو مضيء حيوي فوق طرف كل ذراع. وهذا الحيوان لا يوجد به كيس الحبر . وهو ضعيف في العوم لأن عضلاته ضعيفة إلا أنه ينزلق بجسمه الهلامي الذي في حجم كرة القدم اللينة . و به جهاز توازن عبارة عن حويصلة لهذا يهبط في الماء ببطء . وعندما يسير يدفع شعيراته الماصة وملامسه للخارج ليتحسس طريقه ويصبح من كرة قدم لينة ليكون أشبه بثمرة الأناناس الشوكية والتي تبدو وكأن قمتها مضيئة . وأثناء المناورة يغطي عينه بغشاء رقيق بين ملامسه الحية إلا أنه يمكنه الرؤية من خلاله . نظرة شاملة: تختلف الحباريات حسب أنواعها سواء في شكل الجسم وبعضها لها زعانف أو مخالب أو خطاطيف فوق ممصاتها وبعضها لها أجهزة إضاءة فوق أجسامها . والحبار لا يعتبر من الثدييات ولا يستنشق الهواء ولا ينام ويظل يمتص الأكسجين من الماء الذي يضخ في تجويف داخل الجسم .فيمتص الأكسجين بواسطة الخياشيم . فالحبار يعيش كما يعيش إبن عمه الإخطبوط في الظلام . وهو آكل لحوم ويعيش علي قناديل البحر والديدان . وبعض الحبار له غدد سامة تفرز سموما عصبية قوية تشل بها الفريسة لتمسك بها وتتلقفها إلي الحلقوم ثم للمعدة فالأمعاء لتهضم وتلقي الفضلات من فتحة الشرج في قمع لتخرج مع ما ينفث من ماء . والحبار يسير بطريقة الدفع فيدخل الماء الجسم ثم تغلق الفتحة. ثم بواسطة العضلات يدفع خارج الجسم بشدة من القمع الموجه والمرن ويمكن للحيوان توجيه فتحته ليسير بنفث الماء ليسيرفي كل إتجاه أو يناور . كما أن الماء يدخل من الخياشيم ليستنشق الحيوان بواسطتها الأكسجين الذائب فيه . وهذا الدفع المائي النفاث يجعل الحبار يسير بسرعة 20 عقدة في الساعة ولمسافة قصيرة . ودم الحبار لأن به هيموسيانين فهو أكثر سيولة من الهيموجلوبين بدم الإنسان ليسهل ضخه . ويوجد بالمحار ثلاثة قلوب . قلبان يضخان الدم بالخيشومين ليعود للقلب الثالث وليضخ في بقية الجسم . . والخلايا المضيئة أو الملونة نجمية الشكل وجدرانها مرنة وتتحكم فيها العضلات والأعصاب . فتتقلص أو تتمدد وتغير لونها بسرعة فائقة .. والتغير اللوني بسرعةعادة .. ليصبح الحيوان كائنا شبحا وسط بيئته . فيغمق لونه في المياه المعتمة ويفتح لونه في المياه الشفافة أو الرائقة . ولو كان في مواجهة مع عدو . فلو نأخر تغيير لونه جزءا من الثانية ..فهذا معناه موته لأن بين الهروب أو الموت لحظات . لهذا جهازه العصبي يفوق جهاز مفترسيه . ومازال العلماء يدرسون جهازه العصبي الفائق السرعة والتعقيد طوال الستين عاما الماضية.
وعيون الحبار تشبه عيون الإنسان . فلديه شبكية بها عصيات وأقماع بصرية يستطيع الرؤية بها وتمييز الألوان . والعين لها جفن وحدقة ويمكن لكل عين التركيز بمفردها والرؤية ضعف العين البشرية. وكل عين تتصل بالمخ بعصب بصري لتصنيف المعلومات التي تراها . هذه الرؤية الثاقبة تمكن الحبار من المناورة والسير . ومن إعجاز الجهاز البصري للحبار إتصاله بأكياس التوازن الذي به أجسام كلسية (جيرية) تجعل الحيوان في توازن مع حقل الجاذبية الأرضية في قيعان البحار . فيوجد كيسان مدفونان في المخ ليحققا حركة التوازن التي يكتسبها الحيوان في جزء من الثانية .
سيبيا أباما:
هذا النوع من الحبار ينجذب للألوان الساطعة . فنراه ينجذب لبدل الغواصين ذات الألوان الحمراء الفاقعة والخضراء المبللة .ولديه فضول غريب فيمكن الإمساك بالشخص أو يتبعه في الماء .ولا يبتعد عنه بسهولة . ويغير ألوانه التي تشبه نور لمبات الفلورسنت . وهذه الأنوار علامات مضيئة تبين حالته من الغضب أو الخوف أو حتي الإثارة الجنسية.
وهذا الحبار قد إكتشف في مياه سواحل جنوب إستراليا وقد يصل طوله 4قدم . ويعتبر من أكبر أنواع الحبار . ومخه كبير لهذا يتميز بالذكاء. وهذا النوع ككل الحباريات له أذرع عشرة تنمو من رأسه وله ذراعان أطول يستخدمها كلوامس حسية. وعندما يسرع الحبار في السباحة فإن هذه الأذرع تكون مستوية ومفرودة لتنزلق مع الماء . ويستخدم زعانف أشبه بالدثار لحفظ التوازن في الماء . أو ترخيها لتلوح بها ولتشبه أعشاب البحر في حالة الخطر . ويمكنه عض السباحون بمنقاره المعقوف . ووسط الصخور يتلون بظلال ألوانها مما يصعب تمييزه عنها من خلال ألوانه الحية التي يفرزها من أكياس الصبغة بجلده .وهي من اللون الأصفر والبني والأسود. فتتمدد الخلايا الملونة لتزود الجلد باللون المناسب وظلاله. ومن خلال إنبساط ونمدد خلاياه اللونية يمكن للحبار التلون بخطوط لونية ليكون أشبه بالحمار الوحشي . وقد يماثل بلونه الأصفر الرمل . ولو صادفه إخطبوط .فإنه يمسك به تحت ذراعيه ويقطعه إربا يلتهمها بمنقاره المعقوف والحاد . ويثقب الأصداف ليلتهم بلسانه المادة الرخوة بداخلها . وبهذه الطريقة يأكل الجمبري والروبان. إلا أنه يظل فريسة لأسماك القرش والدولفينات . . ويري بعينيه كما يري الإنسان . وأثناء التزاوج تتنافس الذكور بإستطالة أجسامها لأطول قدر ممكن للتحدي والسيطرة. وقد يتخذ الذكر ساترا قرب عرين الأنثي . وليبدو أمامها مهيب الطلعة . وقد تتم مبارزة بين الذكر المختار وأحد المتطفلين . فيطلق أنواره وينـزلقان معا لمدة 3 –4 دقائق . فيفر المتحدي مخدوعا . لكن يمكن لحبار صغير جريء في حركة إستعراضية إخافة حيوان أكبر منه قابع في عرينه . وليست كل المواجهات حميدة . فقد يفقد الذكر ذراعه إلا أن الرأسقدميات بصفة عامة لها قدرة علي إستعواض أذرعها لو بترت . وبعد كل هذا تخرج الأنثي من الظلام بحثا عن مكان تضع فيه بيضها. فيجذبها الذكر إلي عرينه ويتم التزاوج بينهما بسرعة . وتضع الأنثي بيضها في الكهوف ليتعلق بجدرانها ليشبه المتدليات الجيرية بها . وبعد أربعة شهور يفقس البيض وتخرج المحارات حرة لتعوم وتبدو عظمة المحار (القلم) كبقعة غامقة فوق دثارها ومبطنة بغرف بها غازات لتساعدها علي الطفو المتعادل بلا وزن . وتقوم بالاختفاء تحت الصخور أو في وسائد النباتات المائية . فالمحار له تاريخه مع الإنسان . فقد دارت حوله الأساطير والفصص الفلكلورية . لكن مازال في جعبته أشياء لم يهتد العلماء إليها أو يفسروها حتي اليوم . فمتي يفصح عن مكنوناتها وغوامضها ؟. لكن كيف الوصول إليها في بيئاتها ؟