وبغض النظر عن صحة هذه التصرفات ، ف تحب أن تخصص مساحة يومية لل"فضة لأنها تعتبرها مجال جيد للتنفيس عن ما يدور داخلها من صراعات سواء كانت زوجية أو حياتية ، بعكس الرجل الذي لا يجيد هذا السلوك على الإطلاق.
دردشات نسائية
لذلك تسعي حواء دائماً إلى تكوين شبكة كبيرة من الصديقات بعد الزواج يأتوا فى المرتبة الثانية بعد الأم أو الأخت ، نظراً لأن الصداقة تريح الأعصاب وتحسن الصحة ، هذا الأمر أثبت صحته الدراسات الحديثة مشيرة إلى أن النساء بشكل عام يحتجن إلى بناء صداقات القوية يجدن فيها المتعة والراحة خلال جلسة "فضفضة" نسائية مرحة.
وهنا نجد أن الزوجة تقوم بتفحص أصدقائها من حين لآخر من خلال دعوات العشاء والنزهات والذهاب إلى النادى والتسوق ، وانتقاء الصديقة المناسبة المخلصة التي تساعدها ، وتؤمن لها النصيحة الراشدة وتجد كتفها الحنون لتبكي عليه وقت الشدائد.
صحيح أن "الفضفضة" تحقق مساحة لا بأس بها من الراحة النفسية ، لكنها غالباً ما تتحول إلى ثرثرة ليس لها أي معنى ، تشمل حكايات وشكاوى معتادة من الزوج ولا بأس من مشاركة الصديقات بأدق تفاصيل الحياة ، الأمر الذي سرعان ما يتحول من مجرد دردشة إلى كارثة قد تعصف بحياتها الزوجية وتكشف من خلالها عن أسرار وخبايا علاقتها بزوجها وأسرتها ، أو أنها تكون مصدر للنمية ولا تجنى منها حواء سوى ارتكاب إثماً عظيماً .
استبدليها بزوجك
قد تتساءلين عن الحل الذي يمكنك من التعبير عن مشاعرك ويحافظ على بيتك وزوجك فى الوقت نفسه ، ما رأيك أن تستبدلي هذه الثرثرة بفضفضة لها شكل ومعنى مختلف ، ما المانع أن يكون زوجك هو حافظ أسرارك الأمين ، الأمر الذي يمكنك من مصارحته بأخطائك والمشاكل اليومية وكل ما يدور داخلك ، وبذلك تدفعيه هو الآخر لل"فضة معك وفتح مجال شبه يومي للحوار المثمر وبناء جسور جديدة تغير من نكهة حياتك الزوجية المعتادة.
مرني نفسك وزوجك بالتدريج على إدخال روح جديدة إلى حياتك الزوجية ، وهكذا يعتاد شريك حياتك مشاركتك فيما يجول داخلك ،وتفريغ شحناتك السلبية والإيجابية أيضاً ، لا تعتادي أن تخفي أي مشكلة مهما كانت بسيطة بداخلك وصارحي بها زوجك وتحدثي معه عنها ولكن فى الوقت المناسب ، وعودي نفسك على "الفضفضة" معه باستمرار بما يحدث لك في يومك من مضايقات أو مشاكل.
وعن أهمية الفضفضة لشريك الحياة يؤكد خبراء العلاقات الزوجية أنها بمثابة عملية تنظيف يومية للقلب والرأس قبل النوم من شأنها تقليل التوتر في اليوم التالي، وعلي كل من الزوج والزوجة مصارحة الطرف الآخر بما سببه له من مضايقات حتى ولو كانت بسيطة ، لأن الكتمان يولد الضغط العصبي الذي يتراكم مع الأيام ويجعلها كالجبل المانع للاقترب ويباعد المسافات بينهما.
إحساس بالآخر
وأشارت أحد الدراسات البريطانية إلى أن المصارحة بين الزوجين تجعل كل منهما يشعر بآلام الآخر لدرجة أن الشخص الذي يحب شريكه يعاني من الأحزان والأوجاع التي تصيب الآخر! بسبب مرض ما أو مشكلة تواجهه في حياته.
وأكدوا أن معرفة الإنسان بأن شريكه يعاني من ألم ما تثير مراكز الألم في دماغه هو أيضا، وهذه القدرة علي الإحساس بالآخرين قد تفسر عدم تصرفه بأنانية وحب الذات وكتم المضايقات أو الأسرار عن الطرف الآخر، ولاحظ الخبراء أثناء الدراسة بعد متابعة 16 زوجاً تم قياس نشاطهم الدماغي أثناء وضع ألم وضغط كبير علي اليد اليمني للزوجة أو يد زوجها أن مشاهدة الألم الذي يصيب شريك الحياة كانت كافية لإثارة بعض مراكز الألم إذا لم تكن جميعها في دماغ الشريك، وسببت استجابة عاطفية كبيرة لديه أصابته بالألم أيضا بنفس الطريقة التي يشعر بها الآخر.
ولذلك فإن العلماء وأطباء الصحة وأساتذة علم النفس قد أجمعوا علي أن الفضفضة للطرف الآخر بكل ما يضايقه منه السبيل الوحيد لصحة نفسية سليمة، وراحة بال، ونوم مرتاح وحياة أقل توتراً.
الخجل من الشكوى
وفى الوقت نفسه يعانى الرجال من عدم القدرة على ممارسة "الفضفضة" ودائماً يخفى مشاعره داخلة وخاصة حين تتراكم المشاكل والضغوط ، والزوجة الذكية هى من تستطيع أن تجعل زوجها يبوح بأسراره حتي لا تتراكم وتتسبب فى ظهور المشكلات من لا شئ.
وعن عدم ميل الرجال إلى الفضفضة يقول د. وائل أبوهندي أستاذ الطب النفسي المساعد بجامعة الزقازيق بحسب جريدة "الجمهورية" أن عدم ميل الرجال للفضة يعكس الواقع الذي يعيشونه ومن هنا أعتقد أن الخجل من الشكوي لابد أن يأتي في أول الأسباب فالرجل في ثقافتنا هو من يتلقي الشكوي وهو بوجه عام يعتبرها ضعفا ولا يحبذ التعبير عن مشاعره ويرجع هذا لظروف النشأة والتربية التي تنهر الطفل عندما يبكي وظروف الحياة الاقتصادية الضاغطة التي لا تسمح له بوقت للحديث.
مشيراً إلى أن الثقافة النسائية بها مساحة من الفضفضة أكثر من الرجال وذلك لارتفاع قدرة الفظية عن الرجل نتيجة لاختلاف التركيب والوظيفة في مناطق المخ المختلفة، كما أن للتربية دوراً كبيراً في البوح بما في داخلها علي اعتبار أنها الجانب الأضعف الذي يحتاج للمساندة والدعم.
عوافي ع الطرح
تسلمين يا نور على الموضوع الراقى للغاية