عندما يبحث جهاز التفحص عن الفيروس ، فإنه يبحث الملفات كلها لا يستثنى منها ملفا ، وذلك لأن وجود فيروس واحد غير مرئي ، يكفى للقضاء على الجهاز واتفاقا فإن المخربين يبعثون الفيروسات المدمرة ، فى الملفات الخفية فى الجهاز ، وهكذا فإن الشيطان يرسل جنوده الخفية ، ليحتل الزوايا التى لا يحس بها العبد من القلب ، ومن هنا كان الشرك أخفى من دبيب النمل على المسح الأسود فى الليلة المظلمة .
وكما أنه لابد من الفحص الدورى للجهاز فى فترات متقاربة – لضمان حذف الفيروسات المستجدة – فكذلك المؤمن المراقب لنفسه ، لا بد له من هذا المسح بشكل متجدد ورتيب ، فإن الشيطان لا يترك العبد حتى لو تركه العبد !!
****************************** ****************
اجعل صفحة النفس خالية من الملفات المتزاحمة
لديك خاصية تجميع الملفات المختلفة في ملفات رئيسية ، بحيث لا ترى في نفسك ملفات عديدة متزاحمة ، فإن بعثرة ما فى الباطن من الأمور التى تسلب التركيز فى الحياة ، فإذا حاولت أن تقوم بأهم حركة فيها وهى الصلاة ، فإنك ترى نفسك متجاذبا بين ملفات متعددة ، بحيث لا تفقه من أمر صلاتك شيئا ! أو يصعب عليك أن تجعل ملفات الدنيا كلها منحصرة بملف العائلة والنفس والناس ، لئلا تتوزع بين الملفات الملهية في زحمة الحياة وهذا معنى النص الشريف الذى يقول : قد تخلى من الهموم إلا هما واحدا !!
****************************** ****************
حاول أن تجعل ملفاتك المشوشة فى أصغر صورة
لديك فى الجهاز خاصية تصغير الملفات التى لا تريدها فعالة أمامك في الشاشة ، فهي موجودة ولكنها صغيرة لا تشغل بالك ، وبذلك تجمع بين الواقعية فى التفكير ، وبين التعالي عن سفاسف الأمور وهكذا الأمر في المؤمن ، فإنه لا يغض النظر عما هو فيه من المشاكل ، من منا لا يشغله هم من هموم الدنيا ؟! فإن الله تعالى خلق الراحة في الآخرة ، والناس يطلبونها في الدنيا ، ولكن يحاول أن لا يجعل ذلك نصب عينه ، إذ أنه مشغول بهم أعظم ، وهو تحقيق الهدف الذي خلق لأجله وليعلم أن الملفات البارزة إلى السطح هي المشغلة لبال العبد ، فإذا كانت للعبد القدرة على تصغير الملفات التي يريدها ، فإنه سيعيش حياة سعيدة ، لأن الملفات القاهرة هي المدمرة للبنية النفسية للعبد بسوء اختياره
****************************** ****************
ما قيمة القلب الذي فقد اتصاله بالمبدأ ؟
أراد الاتصال بمن يهواه أو يحبه ، ولكن لم تكن للجهاز القدرة على الاتصال ، إما : لعدم امتلاكه لحساب ابدأ ، أو لانتهاء حسابه ، أو لنسيانه لكلمة السر ، فهل ينفعه أرقى الأجهزة وأغلاها ، إذا لم يتحقق له الاتصال المذكور وهكذا الإنسان الذي لا قلب له ، أو له قلب غير متصل بعالم الغيب ، فما الذي ينفعه من مظاهر القوة المادية المتمثلة بالبدن السليم ، والمال الوفير ، إذا كان اللب سقيما ، لا يمكنه أن يتحدث مع مصدر سعادته ، ولو للحظة واحدة ؟!
****************************** ****************
انظر إلى الوجود بنظرة مشرقة متفائلة
لديك حرية اختيار أية صورة تريدها على شاشة الجهاز ، سواء كان ذلك : منظرا جميلا يحل النظر إليه ، أو صورة جميلة يحرم النظر إليها ، أو منظرا قبيحا منفرا أو مقززا ، كل ذلك بحسب ما تختاره من الصور وهكذا بإمكانك أن تجعل على شاشة النفس : منظرا جميلا يبعث البهجة في النفس ، ويعكس حالة من التفاؤل من المستقبل ، كما يمكنك أن تجعل قبلة النفس صورة محرمة ، بحيث كلما نظرت إلى نفسك ، رأيت تلك الصورة المثيرة للشهوة ، لتندفع تلقائيا إلى واقع الحرام الذي جعلت صورته في قلبه !!!
****************************** ****************
اجعل نفسك فى حال استعداد للعمل دائما
إن الجهاز من الممكن أن يغلق نهائيا ، وبالتالى يكون إعادة التشغيل بحاجة إلى مؤونة إضافية ، وقد تصادف الشخص بعض المشاكل التي تحول دون عمل الجهاز مرة أخرى ، ومن هنا فإن من يريد العودة السريعة إلى الجهاز ، فإنه يجعل جهازه في حالة الاستعداد ، لا في حالة الإنهاء وهكذا المؤمن ، فإنه لا يوقف حركته الباطنية ، إذ أن سيره االتكاملى لا يتوقف أبدا نعم قد يعيش شيئا من التعب فيستريح قليلا ، ليواصل المسيرة ومن هنا كان المومن دائم العطاء ، إذ لا معنى للإجازة الروحية والفكرية عنده أبدا!!
****************************** ****************
بإمكانك في ليلة واحدة أن تحذف كل ملفات الأباطيل
عندما تشير فى جهازك على هذه الملفات ، وتضغط على خاصية الحذف ، فإنها تتسارع إلى الحذف في لحظات وإذا بالشاشة نظيفه خالية من تلك الملفات التي كنت تحمل همومها بما فيها من أباطيل إن الأمر كذلك عندما تستحضر كل الذنوب التي بينك وبين الله تعالى ، وإذا بموقف صادق من : التوبة النصوحة ، المقرونة بالمناجاة الخاشعة ، والدموع الجارية تلغى في وجودك كل هذه الملفات المهلكة ، لترى نفسك بعدها في لحظات ، وأنت تستشعر برد العفو الإلهى ، وكأنه لم يكن شيئا بينك وبين مولاك !! أليس هو سريع الرضا ؟ أليس التائب من الذنب كمن لا ذنب له؟أوليست رحمته سابقة لغضبه ؟
****************************** ****************
حاول أن تنقل ملفات أعمالك إلى مكان آمن
عندما يخشى الإنسان على ملف مهم لديه ، فإنه ينقله إلى الجهة التي يريد أن يحفظ ملفه فيها – ضمانا لبقاء ما يهمه أمره – وهكذا فإن الإنسان على أمره ، يحاول دائما أن ينقل ملفاته من الحياة الدنيا ، إلى عالم البرزخ والقيامة فهذه الأموال الفانية ، من الممكن بعملية حسابية ذكية ، أن يحولها إلى مادة باقية أبد الآبدين ، وذلك حينما يحولها بنية واحدة ، وبحركة جهادية قاطعة إلى سبيل من سبل الخير ، لا تفنى آثارها مع تقادم الأيام ومرور الدهور !!
****************************** ****************
احذر حبط الأعمال وتطايرها كالهباء المنثور
نعم ، بالضغط على زر واحد ، وإذا بهذا الكم الكبير من المعلومات – التي سهرت عليها ليلا ، وتعبت لها نهارا _ تطير واحدة بعد الأخرى ، لتنتقل إلى سلة المهملات وهكذا احذر حالة الحبط فى الأعمال ، التي تعد أكبر خسارة للفرد في عالم الوجود ، وذلك عندما يرتكب ما يوجب تحقق هذه الآية المخيفة : : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } أوليست هذه الصورة تذكرنا بحالة الهبائية والانتثار ؟
****************************** ****************
حاول أن تضغط همومك بما يمكن تحمله
إن الملفات الكبيرة التي تثقل على الجهاز ، يمكن تخفيفها بحركة واحدة ، لتبدو أصغر بكثير من حجمها الواقعي وهكذا الهموم الكبيرة في الحياة ، فإن من الممكن ضغطها في أقل حجم ممكن ، ليسهل تحملها فإن الأمور لو تركتها على ما هي عليها ، فإنه من الممكن أن تشغل حيزا كبيرا من النفس ، بما يصدك عن التفكير في باقي الأمور المهمة في الحياة وهذه الخاصية إنما هي لمن يملك القدرة على توجيه نفسه في الوجهة التي يريدها كما يحب فمن كان كذلك ، فهل تبقى بعدها مشكلة له في الحياة ؟
****************************** ****************
لكل قلب برامجه المفضلة
لكل إنسان رغبته فة جهة معينة ، فالبعض يفضل ويحتفظ في جهازه من المواقع ، ما يشبع فضوله ، أو يزيد في علمه ولكن الناس متفاوتون كثيرا في هذا المجال إذا كل من في الوجود يطلب صيدا ، إنما الاختلاف في الشبكات!! والآن وبنظرة فاحصة انظر إلى كل شيئ حولك في هذا الوجود ، لترى ما هي الأمور القريبة إلى قلبك واعلم أن الشيئ كلما اقترب من القلب كان هو المستحوذ على اهتمامك ، فاحرص أن تكون تلك المفضلات مما اخترتها بدقة وحرص شديدين !!
****************************** ****************
نفسك أيضا تحتاج إلى تحديث بين وقت لآخر
إن الجهاز يحتاج بين وقت لآخر إلى تحديث ، من أجل استعادة معلومة ضائعة ، أو تشغيل برنامج متوقف وهكذا فإن المؤمن يحتاج أيضا إلى ما ينعش روحه بين فترة وأخرى، فيا ترى ما هي منعشات الروح ؟ هل حاولت أن تعرف ما يصلحك في هذا المجال ؟ وهل المنعشات الفانية تكفى لأن تروى غليك ؟ ثق وتأكد أنه لا منعش للروح حقيقة إلا ما كان في سبيل رضا المولى ، فإن حلاوة رضاه لا تقاس به حلاوة في هذا الوجود!!