إن ما يدمي القلب ويمزق الكبد أسي وأسفا:مانراه اليوم عند المسلمين من اضاعة للأوقات،فاقت حد التبزير إلي التبديد،والحق أن السفه في إنفاق الاوقات أشد خطرا من السفه في إنفاق الاموال وإن هؤلاء المبزرين لأوقاتهم لأحق بالحجر عليهم لأن الوقت إن ضاع فلا عوض له،ومن العبارات التي اصبحت مألوفة لكثرة ماتدور علي الألسنة وماتقال في المجالس والأندية عبارة
(قتل الوقت) فنري هؤلاء المبزرين أو المبددين يجلسون الساعات الطوال من ليل او نهار حول مائدة النرد او رقعة الشطرنج او لعبة الورق او غير ذلك مما يحل او يحرم لا يبالون لاهين عن ذكر الله وعن الصلاة وعن واجبات الدين والدنيا فإذا سألتهم عن عملهم هذا وما وراءه من ضياع قالوا بصريح العبارة:إنما نقتل الوقت!ألا يعلم هؤلاء المساكين أن من قتل وقته،فقد قتل في الحقيقة نفسه
حرص سلفنا الصالح علي الوقت:
قال عمر بن الخطاب:إني لأكره أن اجد أحدكم سبهللا(أي فارغا)لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة.
قال عبدالله بن مسعود:ما ندمت علي شئ ندمي علي يوم غربت شمسه ونقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي.
قال عمر بن عبدالعزيز:إن الليل والنهار يعملان فيك فأعمل فيهما.
قال الحسن البصري:يا بن آدم،إنما أنت أيام،كلما ذهب يوم ذهب بعضك.
وقال أيضا:أدركت قوما كانوا علي أوقاتهم أشد منكم حرصا علي دراهمكم ودنانيركم.
قالت حفصة بنت سيرين: يامعشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب،فإني مارأيت العمل إلا في الشباب.
لذلك يجب علينا ان ننظم وقتنا بين الواجبات والأعمال المختلفة دينية كانت أو دنيوية
وفقني الله وإياكم في الإستفادة من الوقت فيما يرضي الله تعالي.
جزاكي الله كل خير