فما أن سمع أهل القرية هذا حتى تركوا أعمالهم جميعها وحملو أسلحتهم بأيديهم وذهبوا إليه. ولما وصلوا بدأ الراعي يضحك ويهزأ منهم، فعاد أهل القرية إلى قريتهم. وبعد عدة أيام كرر الراعي هذه القصة مع أهل القرية وظل يكررها يوم بعد يوم.
وفي صباح أحد الأيام وقبل أن يكررها كعادته إلتمت وتجمعت الوحوش والذئاب الجائعة حوله وحول حيوانات أهل القرية، فبدأ يصيح بأعلى صوته : "أكلتني الذئاب والوحوش أنا وجميع الحيوانات أسرعوا، إنني لا اكذب عليكم هذه المرة". سمع أهل القرية صياح الراعي ولكنهم لم يكترثوا له.
غابت الشمس وحان موعد عودة الراعي و الحيوانات إلى القرية، وحل الظلام ولم يعد الراعي حتى الآن، فإجتمع أهل القرية وتوجهوا إلى مكان الراعي، فلم يشاهدوا سوى ملابس الراعي الممزقة وبعض العظام فعادوا إلى قريتهم حزينين. وأصبحوا يطلقون عليه وهو ميت الراعي الكذاب.
فيا أصدقائي الصغار إتعظوا وإياكم والكذب، فإن سرتم على طريق الكذب فلن تجدوا أحدًا يثق بكم ويصدقكم، وستجدون الناس يبتعدون عنكم يومًا وراء يوم هذا في الحياة الدنيا، أما في الآخرة فستعاقبون على كذبكم
عن جد بيستاهل عن كذب