التربية مصطلح يحمل في طياته معنى التغير إلى الأحسن ولقد رافق هذا المفهوم حياة الإنسان منذ أن وجد هذا الكائن البشري وليس أدل على مدى صحة هذا القول من قول الحق تبارك وتعالى في معرض الحديث عن أبي البشر آدم عليه السلام حيث يقول جل وعلا " وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " وهل تعليم آدم الأسماء إلا جانب من جوانب التربية فمن المعروف أن التعليم والتربية عمليتان مقترنتان لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى .
ومن دلائل العمق التاريخي لمفهوم التربية ما حكاه القرآن الكريم لنا في معرض الحديث عن ابني آدم عندما قتل أحدهم أخاه حيث يقول الله في نهاية القصة :" فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأه أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأه أخي فأصبح من النادمين " وما إرسال الغراب و قيامه بتلك العملية الموضحة في الآية القرآنية إلا جانب مهم من جوانب التربية ليستلهم منها الإنسان ويطبقها في مشوار حياته على وجه الأرض .
وعلى مدار حياة الإنسان على هذا الكوكب يظل مفهوم التربية مقترنا بحياته ونقصد هنا بالتربية هو المفهوم الشامل و الواسع لهذه العملية والذي يلقي بظلاله على جميع جوانب الحياة الإنسانية سواء في مجال التحصيل الثقافي وما يكتسبه الإنسان من معلومات تنور بصيرته وعقله أو في الجانب العملي و المهاري وهو الجانب التطبيقي للمعلومات النظرية التي يكتسبها الإنسان من خلال دراسته و اطلاعه كما أن جانب التربية يشمل أيضا نطاق تعامل هذا الإنسان و لا بد هنا أن نشير إلى أن ما نقصده بالتعامل ليس مجرد تعامل هذا الإنسان مع بني جنسه فحسب بل يشمل تعامله مع جميع ما يحيط به من كائنات حية وأشياء غير حية في المحيط البيئي الذي يتفاعل معه .
وهكذا نجد أن مفهوم التربية مفهوم له جذوره التاريخية وله أبعاده المهمة في سجل الحياة الإنسانية منذ أن وجد هذا المخلوق البشري وسيظل مقترنا به إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
هاذا هو الكلام الجميل
يسلموووووو مع تقديري
تقبلي مروري لاني انا اول وحدة رديت على الموضوع
تقبلي مروري