كيف تكونين امرأة ناجحة في الحياة؟
هل وقفت مع نفسك وأنت في خضم الحياة لتسأليها إن كنت امرأة ناجحة أم لا…
وهل تبحثين عن النجاح .. أم هي الحياة.. تسيرين فيها كيفما اتفق؟..
كثير من النسوة توقف مفهوم النجاح لديهن عند باب الجامعة أو المدرسة.. في حين أن النجاح يجب أن يكون ملازماً لهن في حياتهن عامة سواء كنّا في مجال العمل الخارجي أو في مجال العمل داخل بيوتهن كزوجات ومربيات..
النجاح مطلب يجب أن تحققه المرأة المسلمة وتصل إليه في جميع الميادين.. ولأهمية هذا الموضوع فقد أردت أن أعرض لكم مضمون الدورة التدريبية التي أقامتها الأستاذة صفية بنت صالح الغامدي (عضو القسم النسائي لمكتب الدعوة بالنسيم بالرياض) وأبدعت في عرضها، تحت عنوان "كيف تكونين امرأة ناجحة في الحياة" في ملتقى "خير أمة" الذي أقيم مؤخراً في الرياض.
الدورة تحدثت عن العادات العشر للشخصية الناجحة وسنأتي على ذكرها بالتفصيل:
العادة الأولى: السعي للتميز:
يعني ثلاثة أمور رئيسية:
الإيمان: وذلك بالمداومة على رفع مستوى الإيمان بفعل الطاعات واجتناب المنكرات والإكثار من النوافل.
الاحتراف: وذلك برفع مستوى الإنتاج والكفاءة والفعَّالية في العمل في عملك ومهنتك.
العلاقات: وذلك بالمداومة على رفع مستوى علاقتك الإيجابية مع الآخرين.
وبينت "الأستاذة صفية الغامدي أن رضى الله من مصادر السعادة التي هي ثمرة التميز والتي تؤدي إلى الإنجاز وإسعاد الآخرين.
العادة الثانية: تحديد الأهداف
تنقسم الأهداف من حيث المصدر إلى:
1- أهداف دينية: (على سبيل المثال)
قراءة جزء من القرآن كل يوم
تدبر أو قراءة تفسير آية من القرآن الكريم
الدعوة إلى الله
أداء جميع الصلوات في المسجد.
2- أهداف اجتماعية: (على سبيل المثال)
تخصيص ساعتين كل يوم للجلوس مع الأطفال.
توزيع شريط أو كتاب في المسجد كل شهر.
اصطحاب الأصدقاء أو الجيران لأداء عمرة في رمضان.
3- أهداف شخصية: (على سبيل المثال)
الحصول على تقييم مرتفع في العام الحالي
تعلم ثلاث كلمات جديدة في اللغة الإنجليزية كل يوم
ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة كل يوم.
مواصفات الهدف الجيد:
-واضح ومحدد.
– قابل للقياس.
– عملي.
– طموح.
– تاريخ إنجازه محدد.
العادة الثالثة: ترتيب الأولويات
يجب تحديد الأولويات بما هو عاجل، وغير عاجل. وما هو هام جداً وضروري، وغير ضروري.
الأولوية نوع العمل
هام جداً ضروري غير ضروري
عاجل 1 3 5
غير عاجل 2 4 6
1- الاهتمام بالمربعين الثاني والرابع لأنهما محورا النجاح ولتعرضهما للتسويف والكسل.
2- إعطاء الاهتمام للمربعين الأول والثالث لأنهما أمور حتمية تفرض نفسها ولا يمكن تجنبها ووضع جدول زمني مسبق قبل حلولها، ويجب بعد الانتهاء من أداءها العودة لتحقيق أهداف المربعين الثاني والرابع.
3- تجنب الانشغال بالمربعين الخامس والسادس فكلاهما مضيعة للوقت.
العادة الرابعة: التخطيط
أولاً حددي وضعك الراهن.
ثانياً حددي صورة المستقبل.
كيف نخطط:
هناك ستة مستويات:
الأول: مدى الحياة، أي وضع رسالة وغاية للحياة، وذلك بوضع أهداف كبرى لتحقيقها.
الثاني: خطة من ثلاث إلى خمس سنوات، تحديد هدفين أو ثلاثة فقط خلال هذه السنوات منبثقة من الأهداف الكبرى.
الثالث: خطة سنوية، وضع برنامج عملي على مستوى السنة لتحقيق هدف واحد أو أكثر من الأهداف التي وصفت في المستوى الثاني.
الرابع : خطة شهرية، وضع جدول محدد واضح وقابل للإنجاز، خلال تاريخ محدد.
الخامس:خطة أسبوعية، تحديد أول يوم من كل أسبوع لدراسة الأهداف الشهرية، ووضع الخطوات والآليات وتحقيقها.
السادس:خطة يومية، فهي بمثابة الخلية في جسم الكائن الحي، فهي وحدة التركيب، لجمع الخطط، وعلى قدر الفعالية من استغلالها لتحقيق جميع الأهداف.
العادة الخامسة: التركيز
ومن الأساليب المساعدة على التركيز
1- الاستعانة بالله والتوكل عليه، قبل البدء بأي عمل.
2- تحديد وقت لبداية العمل وآخر لنهايته.
3- فكري في الفوائد والمنافع التي ستحصلين عليها عند إكمال العمل ولا تفكري في العوائق والعقبات.
4- ابتكار أساليب جديدة لإنجاز المهام والخروج من الروتين الممل.
5- تجنب المقاطعات عند مباشرة الأعمال التي تحتاج إلى تركيز شديد.
6- التزام الصبر والهدوء مع قوة الإرادة، وعدم تحميل النفس فوق طاقتها.
7- عدم انتظار الحوافز والثناءات التي يقدمها الآخرون، وكوني إيجابياً في نظرتك لنفسك وللآخرين.
8- استعمال أسلوب السبع دقائق للتركيز في الأعمال التي تشعر بعدم الرغبة في بدءها.
ما هو أسلوب السبع دقائق؟
إذا كان لديك عمل تشعرين بعدم الرغبة في بدئه والهروب منه،أعطي نفسك سبع دقائق فقط كبداية في تنفيذ العمل، بعد انتهاء السبع دقائق انظري هل تشعرين برغبة في المواصلة إذا كان الجواب "نعم" فاستمري في إنجاز العمل حتى النهاية، أما إذا كان الجواب"لا" فاتركي إتمام العمل إلى وقت آخر.
العادة السادسة: إدارة الوقت
هناك نوعين من الوقت
وقت يمكن تنظيمه:أوقات الذروة في النشاط والحيوية، مثل ساعات العمل الأولى، وأوقات يقل فيها النشاط والحيوية، مثل ساعات العمل الأخيرة
ووقت يصعب تنظيمه: وهو الوقت الذي نمضيه في حاجاتنا الأساسية، مثل النوم والأكل والراحة والعلاقات الأسرية، والعادات الاجتماعية.
الإدارة الناجحة للوقت:
1- راجعي أهدافك وخططك.
2- احتفظي بخطة زمنية.
3- ضعي لنفسك قائمة إنجاز يومية.
4- سدي منافذ الهروب
5- استغلي الأوقات الهامشية، مثل أوقات الانتظار والسفر.
6- لا تستسلمي للأمور العاجلة.
العادة السابعة: جهاد النفس كيف تجاهد نفسك؟
1- مجاهدة العدو الأول: الشيطان ويكون ذلك بالمداومة على الاستعاذة بالله من الشيطان، وإخلاص العبادة لله والتقرب منه والمداومة على ذكره، ومراقبة الله في القول والعمل والنية، ومن الأمور الهامة في مجاهدة الشيطان عدم الغضب لأنه من أكبر مداخل الشيطان.
2- مجاهدة العدو الثاني:النفس تعويد النفس على الصبر على المكاره لتحيين حياة كريمة، وتعويدها على تحمل المسؤوليات، والتضحية بما قد تميل له النفس من أمور وشهوات تعود بالضرر في الدنيا والآخرة.
3- تربية النفس.
4- التخلص من معوقات الفعالية، وهي:
– الحيل النفسية:
1- التبرير:التبرير السلبي الذي يستخدم كوسيلة للهروب والدفاع عن النفس.
2- التقليد السلبي للآخرين.
3- الكبت النفسي: وهو رفض الاعتراف بالمشكلة والهروب منها كحل مؤقت.
– العجز والكسل: وهو عدم الفعل وأيضاً عدم المبادرة أو المحاولة وهو خلق ذميم يجب على المؤمن أن يتخلص منه ويستعيذ بالله منه كما كان يفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم لما له من آثار سلبية في الدنيا والآخرة.
الفوضى والتسويف: الفوضى من أكبر أسباب ضياع الوقت الذي هو عمر الإنسان وحياته والذي يؤدي إلى شل فعاليته وحيويته.
والتسويف داء عضال يصبغ حياة الإنسان بالهامشية والضياع.
– مشاعر الفشل: وهو الشعور بخيبة الأمل والإحباط عندما لا يحالفنا الحظ في تحقيق هدف أو إنجاز مهم. وهو أمر طبيعي في حياة الإنسان ويجب مواجهته وذلك يطرد مشاعر الحزن وتذكر نعم الله العظيمة الأخرى وعدم اليأس من إعادة المحاولة.
العادة الثامنة: البراعة الاتصالية
الهدف من أي الاتصال مع طرف آخر لا يخرج عن ثلاثة أمور هي الإخبار أو الإقناع أو الإمتاع.
وتتكون عناصر هذه العادة من ثلاث جوانب:
1- سمات شخصية معينة وراثية أو مكتسبة مثل الحلم، الثقة بالنفس، الصبر، الأناة، القدرة على استيعاب المخالفين والشجاعة وقوة الشخصية.
2- استعمال المهارات اللغوية مثل تعلم آداب الإنصات الحديث وتعلم فنون القراءة والكتابة
3- استعمال لغة الإشارة والتمكن من إيحاءاتها والمقصود بلغة الإشارة حركات الجسم والإيماءات وحركات العينين واليدين وطريقة الجلوس واللبس والابتسامة وغيرها.
العادة التاسعة: التفكير الإيجابي
كيف تبني التفكير الإيجابي
هناك عشرة وسائل لبناء التفكير الإيجابي وهي:
1- التمسك بحبل الله المتين والتوكل عليه.
2- والتفاؤل بالخير.
3- أخذ الحياة بهدوء وبساطة.
4- التذكر الدائم لنعم الله.
5- الطرق على الجانب الجيد في الآخرين.
6- حسن الخلق واستعمال اللغة (العبارة) الجيدة.
7- لا تجعلي المشاكل تسيطر عليك بل واجهيها لحلها.
8- استعمال الدعابة وروح النكتة عند مواجهة المشاكل.
9- ممارسة التمارين الرياضية.
10- البحث عن العناصر الإيجابية في الشخصية والتركيز عليها.
العادة العاشرة: التوازن
ومن المؤشرات لبناء عادة التوازن في الحياة:
– توازن الأهداف الكبير في حياتك: من خلال العادة الثانية التي تم فيها وضع الأهداف ويجب التنبيه إلى عدم جعل أحدها يطغى بشكل كبير على الآخر كأن تطغى الأهداف الشخصية على الأهداف الاجتماعية.
– توازن الوسائل والآليات التي تحقق الأهداف: توزيع الوقت لتحقق الأهداف، يجب أن يكون بطريقة متوازنة وذلك بتحديد الوقت اللازم لإنجاز قائمة الأعمال اليومية.
– التوازن بين العمل والحياة الخاصة:يجب الفصل التام بين العمل والحياة الخاصة، ويكون ذلك بترك هموم العمل في المكتب(مقر العمل) وإعطاء لتفرغ الكامل للعبادة وللأسرة والحياة الخاصة بمجرد ترك العمل.
– التوازن بين العقل والعاطفة: يجب عدم التحيز للآراء الشخصية والأمور التي يرى الشخص أنها هي الأفضل في نظره ولكن يجب الحكم على الأمور بطريقة متوازنة والعدل فيها