السلام عليكم ..
** صلوا على النبى مع مشاركاتكم .. " عليه الصلاهـ والسلام "
كيف كان حال اليهود أيام الرسول عليه الصلاه والسلام ؟
على مر العصور لم يكن لليهود قيمه تذكر أمام المسلمين فهم قوم
يحبون الدنيا ويحرصون عليها حرصا شديدا مما جعل الجبن
صفه ملاصقه لهم ورثوها جيلا بعد جيل ولكى نقف على حقيقتهم فلابد أن نقترب من أجدادهم الذين كانوا فى عصر الرسول
صلى الله عليه وسلم وهم كانوا حينذاك مقسمون على أربعه أقسام كالآتى :
قسم كان داخل المدينه المنوره على صاحبها أفضل الصلاه والسلام وهم يهود بنو قينقاع
ثلاثه أقسام خاج المدينه وهم يهود بنو النضير ويهود خيبر ويهود بنو قريظه (لعنه الله عليهم جميعا )
وبما أنهم وقتها كانوا لايستطيعون بل لايجرئوا أن يقفوا فى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فما كان منهم إلا أن
عاهدوا الرسول على الخضوع له وألا يقفوا أمام دعوته وألا يتحالفوا مع أحد ضد الرسول عليه الصلاه والسلام فعاهدهم
على ذلك صلى الله عليه وسلم .
مكر اليهود وإجلاء أول قسم منهم من المدينه وهم بنو قينقاع
عندما رأى اليهود قوه المسلمين فى ازدياد أخذوا يطعنون فى المسلمين وازداد طعنهم هذا بعد إنتصار المسلمين فى غزوه بدر
فكانوا يرسلون الأشعار التى يطعنون بها فى الرسول والمسلمين عن طريق أحد يهود بنى عمرو بن عوف وكانت عصماء
بنت مروان تؤذى الرسول و تعيب فى المسلمين وكذلك كان كعب بن الأشرف يذهب إلى مكه وينشد الأشعار ويحرض على
الرسول فلم يطق المسلمون صبرا على ذلك فقتلوهم حتى ينزجر اليهود ولكن لخوفهم زاد أذاهم وهنا تدخل الرسول عليه
الصلاه والسلام وطلب منهم أن يكفوا أذاهم عن المسلمين وأن يحفظوا عهودهم معه أو يفعل بهم مافعل بقريش فاستخفوا
بكلامه عليه الصلاه والسلام وقالوا له (لايغرنك
يامحمد أنك لقيت قوما لاعلم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصه وإنا والله لئن
حاربناك لتعلمن إنا نحن الناس ) فلم يجد الرسول بعد ذلك إلا مقاتلتهم فخرج المسلمون وحاصروهم خمسه عشر يوما فى دورهم
لايخرج منهم أحد ولايدخل عليهم بطعام أحد حتى استسلموا للرسول صلى الله عليه وسلم ظانين أنه سيقتلهم ولكنه سمح لهم
بالجلاء عن المدينه حتى وصلوا وادى القرى فأقاموا هناك مده من الزمن ومن هناك احتملوا مامعهم وساروا ناحيه الشمال
حتى وصلوا إلى أذرعات على حدود الشام . إجلاء الأقسام الأخرى من اليهود الذين كانوا حول المدينه وأولهم بنو النضير
بإجلاء يهود بنى قينقاع ضعفت شوكه اليهود وأخذوا يظهرون خضوعا للمسلمين خوفا منهم ولما حانت الفرصه لهم تحركوا
مره ثانيه بعد أن غلب المسلمون فى غزوه أحد فتآمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أحس الرسول بنياتهم
فذهب إليهم ليعرف نواياهم وكان معه عشره من الصحابه فلما رأوهم أظهروا لهم الفرح والسرور ولكن مالبث الرسول
صلى الله عليه وسلم أن رأى مجموعه منهم يتآمرون ويذهب أحدهم إلى ناحيه ويدخل الآخر إلى البيت الذى كان الرسول
صلى الله عليه وسلم مستندا إلى جداره فرابه أمرهم لذلك مالبث أن انسحب عليه الصلاه والسلام من مكانه تاركا أصحابه
الذين ظنوا ان الرسول قد قام لبعض أمره فارتبك اليهود واختلط عليهم الأمر وصاروا يحاولون استرضاء المسلمين لكن
أصحاب الرسول قاموا يبحثوا عنه فوجدوه قد ذهب إلى المسجد فذهبوا إليه فذكر لهم مارابه من أمر اليهود وبعث محمد بن
مسلمه إلى بنى النضير يأمرهم أن يخرجوا من بلاده وأمهلهم عشره أيام ثم حاصرهم وأخرجهم فخرجوا ونزل منهم جزء بخيبر
واتجه آخرون إلى أذرعات بالشام وبذلك تم تطهير المدينه من اليهود ولم يبق إلا بنو قريظه .
بهود بنى قريظه
لم ينقض يهود بنى قريظه عهدهم مع الرسول فلم يتعرض لهم عليه الصلاه والسلام ولكنهم حين رأوا ماحل ببنى قينقاع وبنى
النضير أظهروا الموده إلا أن ذلك لم يدم طويلا حتى سنحت لهم الفرصه ورأوا الأحزاب قد جاءت للقضاء على المسلمين
سمع بنو قريظه كلام حيى بن أخطب الذى حرضهم على الوقوف مع الأحزاب للقضاء على المسلمين فأجابوه ونقضوا العهد
واستعدوا للقضاء على المسلمين وقد أظهروا من الغدر ماهو أكثر من نقض العهد , ولما سلط الله على الأحزاب الريح
العاصف وبث فيهم الرعب وفروا من أمام المسلمين وكفى الله رسوله قتالهم أمر عليه الصلاه والسلام مؤذنا فى الناس أن
يتوجهوا إلى بنى قريظه فقال ( من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا فى بنى قريظه )وتقدم على بن أبى طالب بالرايه
إليهم وساروا المسلمون خلف على فرحين حتى أتوا بنى قريظه وحاصروهم حصارا شديدا ظل مده خمس وعشرين ليله
فبعثوا ألى الرسول صلى الله عليه وسلم يفاوضوه واستشفعوا بالأوس قبيله سعد بن معاذ فقال لهم الرسول
( ألا ترضون
يامعشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ ) قالوا بلى فقال الرسول ( فذاك سعد بن معاذ ) فأخذ سعد المواثيق على الفريقين ثم
حكم فيهم أن تقتل المقاتله وتسبى الذريه والنساء فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك الحكم قال ( لقد حكمت فيهم بحكم
الله من فوق سبعه أرقعه ) أى من فوق سبع سموات ثم خرج إلى سوق المدينه فأمر فحفرت بها الخنادق ثم جئ باليهود ارسالا
فضربت أعناقهم وفى هذه الخنادق دفنوا وقسم النبى أموالهم ونساءهم وأبناءهم على المسلمين بعد أن أخرج الخمس وبذلك
قضى على بنى قريظه ولم يبق إلا يهود خيبر الذين كانوا أقوى قبائل اليهود يهود خيبر
لم تكن خيبر قد دخلت مع الرسول فى حلف وكانت قد تواطأت مع قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل صلح
الحديبيه فلما أتم الرسول الصلح استعد لقتال خيبر فأمر الناس بالتجهز لغزو خيبر وتحرك المسلمون فى ألف وستمائه رجل
ومعهم مائه فرس وكلهم ثقه بنصر الله وذهبوا إلى خيبر ودخل اليهود الحصون وضيق المسلمون عليهم الحصار وهم
يستميتون فى الدفاع عنها ليس شجاعه ولكن لأن ليس لديهم خيار آخر وكان أشد الحصون هو
حصن ناعم فبعث الرسول أبا بكر ليفتحه فقاتل ورجع ولم يفتحه وفى الغداه بعث عمر بن الخطاب فكان حظه مثل أبى بكر
فقال صلى الله عليه وسلم ( لأعطين الرايه غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار ) فدعا على بن أبى
طالب ثم قال له ( خذ الرايه فامض بها حتى يفتح الله عليك ) فمضى على بالرايه فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم
فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه من يده فتناول على بابا كان عند الحصن فتترس به فظل فى يده يقاتل به حتى فتح
الحصن ثم جعل الباب قنطره اجتاز المسلمون عليها إلى داخل أبنيه الحصن وبعد فتح هذا الحصن فتحت جميع الحصون
الواحد تلو الآخر فاستولى اليأس على نفوسهم وطلبوا الصلح على أن يحقن الرسول دماءهم فقبل الرسول ذلك وأبقاهم على
أرضهم على أن يكون لهم نصف ثمرها مقابل عملهم فخضعوا لذلك الحكم ثم سمع اليهود من أهل فدك بأمر خيبر فتصالحوا
على نصف أموالهم من غير قتال ثم تجهز النبى للعوده ألى المدينه وفى طريقه قبل يهود تيماء الجزيه من غير قتال وبذلك
انتهى سلطان اليهود على يد الرسول صلى الله عليه وسلم .