أخيتي الغالية: لو علِمتِ ان عدوِّك قد وضع لك السُّم في الدَسَم، فهل تأكليه؟
إذن فاعلمي أن الشيطان-وهو الذي قال عنه سبحانه : {إن الشيطانَ لكم عدوٌ فاتَّخِذوه عدوَّا} –
يدهن لسان ابن آدم بالعسل ليشعر بحلاوة الغيبة، ويشتهيها، بل ويسعَد بها….فهل تغتابي ؟!!!!
لا أظن ذلك… و لكن الأمر ليس سهلا، لذلك أرجو أن تجدي فيما يلي ما يُعينُكِ على عدم الغيبة، و الله معكِ
1-تخيَّلي لو أن صديقتك سرقت منكِ 100 جنيه ألا تنهرينها ؟؟؟ فما بالك في حديث هاتفي وقد سرقتْ أكثر من 500 حسنة؟؟؟
فإذا حاول محدثكِ أن ينال من فلان فامنعيه أو غيِّري مجرى الحديث حفاظا على الحسنات
2- لو أن سياسة المصاريف البنكية تقتضي أن تسحبي الأموال من حسابك …وتضعينها في حساب من إغتبتيهم ،فما رأيك؟
وإن كان الرصيد هو رأس مالك يوم القيامة(الحسنات) فماذا تفعلي؟!!
3-إن معرفتك بأن جهازا يسجل عليك كل كلمة تصدر عنك ..تجعلك ممسكة عن الكلام ،حذرةً، متحفِّظة…
أفلا تجعلين معرفتك أن ملَكين يسجلان عليك ومترصدين لكل كلمة …
تجعلك أن تكوني أكثر إمساكا وحذراً ،و صمتا؟؟!!!!
4- لو أن إبنك كان يشتم أبناء الجيران و الأقارب كلما لعب معهم …وتكرر نصحك له دون جدوى …ألا تحبسيه وتمنعيه من اللعب؟
فما أشبه اللسان بالطفل .فأطبقي على كل كلمة بشفتيك قبل أن تخرج فتندمي،لقد حبس الله تعالى اللسان باب الأسنان
وباب الشفتين، فإذا فُتح الآخر، فأغلِقي الثاني.
تذكَّري قول إبن مسعود:( أنصِت تسلَم من قبل أن تندم) فما رأيك أن تظلي تقولين لنفسك كلما شعرتي برغبة في الغيبة:
"قبل أن تندمي" "قبل أن تندمي"؟!.
5- لماذا لا تختصري الكلام كما تختصرينه في المكالمات الدولية …وتعلمي بأن كل كلمة تتسبب في ضياع حسانتك كما هو في ضياع
أموالك.فالمفاجأة بفاتورة تلفونك يمكن تداركها وعدم العودة لمثل ذلك ..ولكن عندما تفاجإين بضياع حسناتك في صحيفتك
يوم القيامة وضياع الجنة..فالحسرة والندامة أبدية… والعياذ بالله.
6-لو أن صنبور الماء انكسر…فأندفع الماء بقوة ..ألا تخافي و ترتعبي من أن يُغرِقَ البيت ؟.. فما بالك لو أن الكلام المندفع
منك أغرقك في العذاب و أهوال يوم القيامة فلا حول لك ولا قوة إلا الندم.
7-إذا سافرتي إلى بلد بعيد .. وتحملتي مشاق عدة أميال بالسيارة وعند الوصول للحدو أعادوا لك الجواز و قالوا لك ليست لديك تأشيرة
دخول.ألا تشعرين بالإحباط والحزن؟؟؟؟؟ فما بالك بالحرمان من دخول الجنة التي فيها ما لا عين رأت ..
ضاعت إلي الأبد بسبب كلمات قيلت في دقائق على الهاتف، أو غيره؟!!.
8- أفلا تسارعي في ستر عورة إنسان إذا حصل له حادث في الطريق..فلا حول له ولا قوة في إعانة نفسه.
فما بالك لو أحد إغتاب إنساناً أمامك؟؟؟ أي كشف عن عيوبه.ألا تحاولي تغطيته؟؟
9- ألا تخافين أن يسخر منك الآخرون لوجود علامة ضربة مؤقتة في عينيك وتحاولين آن تخفيها عن أعين الناس ؟؟
فما بالك لو أن الله إبتلاك في كلامك أو خلقتك أو في أولادك ؟؟ فهل تقبلين السخرية؟؟؟؟
10-ما رأيك في أن الظالم يأخذ من حسنات المظلوم يوم القيامة لقاء ما شتمه وانتقده عند الآخرين…
حتى يستوفي ما كان للمظلو من حق عليه..حتى يسبقه الظالم بالفضل!!!!
11- ما رأيكِ لو أكلتي من جيفة حمار كلما اغتبت شخصاً؟ لقد كان صلى الله عليه وسلم يمشي مع أناسٍ فاغتابوا شخصاً
فلم يوبِّخهم صلى الله عليه وسلم،حتى مروا بجيفة حمار ميت،فقال لهم:"هيَّا كُلوا"،فنظروا إليه بتعجُّب،وقالوا:" ماذا؟"
،فقال لهم: لقد أكلتم منذ قليل لحم أخيكم ميتاً،وهو أسوأ من أكل هذه الجيفة"!!!!!
فما رأيك أن تضعي أعواد تسليك الأسنان بجيبك أو حقيبتك،وكلما اغتبتي أحداً قُمتي بتسليك أسنانك،وكأنك كنتي تأكلين
وتذكري أنك كنت تأكلين لحم أخيك أو أختك ميتاً،أو جيفة حمار….ومع الوقت لا أعتقد-إن شاء الله-
أنكِ ستعودي نإلى تلك الأكلة!!!( أخيتي :
إن الصديق الصادق هو من يدافع عن عرض أخيه في ظهر الغيب
قال عليه الصلاة والسلام:"من ذبَّ عن عِرض أخيه المسلم كان حقآ على الله أن يعتقه من النار"
فما أحرانا أن نتحلى بضبط النفس عن المُحرَّمات-ومنها الغيبة-وأن نتحلى المروءة والدفاع عن أصدقائنا،أو كل مَن نسمع الآخرين يغتابونه.
فإن لم نستطع ،فلنترك هذا المجلس الممتلىء بشياطين الإنس والجن،خوفاً من أن ينزل غضب الله على جميع الجالسين
فائدة :
إن من واجب الإنسان أن يضبط نفسه قدر المستطاع، ويقاوم شيطانه ليمتنع عن الغيبة…
فإذا غُلِب،فلا يجب أن يأس،بل عليه بمداومة الاستغفار لكل مَن اغتابه بإسمه ،وله أن يقول بين سجدتَي الصلاة
أو في سجوده مثلاً:" اللهم اغفِر لي ولوالدَيَّّ ،ولِمَن كان لهُ حقٌ عليَّ"
ولكن لا يجب أن يدفعنا هذا الحل إلى أن نغتاب ثم نستغفر،فنحن لا نعلم إن كان العمر سيُمهلنا لنستغفر لهم أم لا!!!!!
وأخيرا زهرتي الجميلة :
لا تَنسَي دعاء كفَّارة المجلس الذي علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم:
"سبحانك اللهم وبحمدك،أشهد ألاَّ إله إلا أنت ،أستغفِرُكَ وأتوبُ إليك"
فهو يكفِّر – إن شاء الله- ماصدر رغماً عنكِ من مخالفات في هذا المجلس،أو تلك المحدثة التليفونية.
وجزى الله تعالى خيرا كل من قرأ هذا الموضوع وعمل به ،ثم نصح به
وأعان على نشره بين الناس.